19 ديسمبر، 2024 4:52 ص

مرورٌ على ” المرورْ ” .!

مرورٌ على ” المرورْ ” .!

على الرغم من أنّ اجهزة ” الترافيك لايت ” شبه الأنيقة تتوزّع الساحات العامة وتقاطعات الشوارع , لكنّ كلّ الناس < والذي يراد تسميتهم بمكوّنات .! > يلحظون عن كثبٍ أنّ السادة ” الترافيك لايتات ” تعمل و ” تشتعل ” إنْ لمْ نقل تضيء او تضاء .! وكأنّها وفق نظام المحاصصة او ما يقارب ذلك ويدنو منه .!
فليس هنالك مبرّر او مسوّغ موضوعي او سخيف يبيّن ويكشف للجماهير المسحوقة , لماذا هذه الأجهزة تعمل في مناطق ولا تعمل في غيرها .! كما أنّ الأنكى والأسخف أنَّ هنالك بعض الشوارع الرئيسية والشبيهة لها , تضاءُ فيها هذه الأجهزة دونما تغييرٍ اوتوماتيكي من اللون الأحمر فالأصفر فالأخضر .! ويبقى الأخضرُ هو سيّد الموقف ولا ينطفئ حتى لو إنطفأتْ شعلة النار الأزلية في مصفى نفطٍ او غيره , وليس لنا أنْ نقول تجاه ذلك سوى : < اللهمّ صلِّ على محمد وآلِ محمد > .!
  والى ذلك , وبما أنّ هذه الأجهزة الضوئية لاتعمل وفق أحكام ” محكمة العدل الدولية , وَوِفقَ الشريعتين الإسلامية والكافرة , وإذ من الطبيعي أن تغدو حالات من الأزدحام المروري المكثّف جرّاء ذلك , لكنّه اصعب من حلّ الألغاز وفكّ الرموز المُشفّرة أن يتجمّع عددٌ من ضبّاط ومفوّضي وافراد شرطة المرور في أحد اركان تقاطعات الشوارع او الساحات ويتركون الأركان الثلاثة الأخرى تجاهد في الفوضى المرورية لكي يُخلّص او يُدبّر كُلّ سائقِ سيارةٍ نفسه , ويُخرجُ مركبته من هذا الزحام المتداخل الذي يجسّد التخلّف بأبهى صوره .!
لسنا هنا بصدد التعرّض لمسألة الروتين المزمن والمستشري والمستفحل في موضوع إنجاز معاملات المركبات سواءً ” اجازة السوق او السنوية او تبديل الملكيّة ولا حتى معاملات السيارات التي تحمل لوحات ارقامها إسم أربيل ومداخلات كلّ ذلك وغير ذلك ” , ولكنّ بما أنَّ عنوان المقال هنا هو فقط < مرور على ” المرور ” > اي دونما خوضٍ في التفاصيل التي تسبب الصداع الذي لا يزول اصلاً , لكنّنا هنا نمرُّ مروراً آخراً عابراً لنقول أنّ ” شرطة المرور ” وبكبار وصغار ضباطها الذين يحملون مسدّساتهم على اجنابهم , والبعض منهم كانوا يحملون البنادق ” في أحايينٍ معيّنة ” وهو عبئٌ آخرٌ مضافٌ لوظيفتهم , وهو موضع تقديرٍ بلا شك , لكنّ شرطة المرور التي هي أحد أفرع القوات المسلحة ليس بوسعها ” للأسف ” أنْ توقف موكباً يتألّف من عجلتين او ثلاث من سيارات الدفع الرباعي ذات الزجاج المضَلَّل والمضلَّل وهي تسير في الإتجاه المعاكس للشوارع .! , فماذا لو كان ” موكب هذه العجلات داعشيّ الأصل .! ” او من مرادفاته وأقاربه .؟
لا نودُّ هنا صبَّ كلّ دِلال العتاب على شرطة المرور ” في هذا الشأن ” , فلربما دوريات شرطة النجدة او غيرها تشترك ايضا في إيقاف والتحققّ من مثلِ تلك المواكب التي تسير في الأتجاه المعاكس , ولعلّه ولربما يمكن القول أنّ البلد برمّته يسير في الإتجاه المعاكس , فحينئذٍ فأنّ مَن يخالفون قواعد السير سيكونون هم السائرون في الإتجاه الصحيح .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات