تداولت الاجهزة الاعلامية المختلفة المحلية و الدولية خبر تأسيس مركز تنسيق امني رباعي بين (العراق و سوريا و روسيا و ايران) بشكل ساخن بين مباركة لهذه الجهود و اخرى تضع وراءها علامات استفهام متعددة وسط اعلان عراقي رسمي بضرورة وجود مثل هذا التنسيق في سبيل محاربة داعش و دحره متنكرة بأن يكون هذا المركز بديلاً عن التحالف الدولي السابق الذي شكله امريكا لمحاربة نفس التنظيم مع الاختلاف في الاهداف و الاستراتيجيات و ان توقيت انشاء هذا المركز يحمل بين طياته العديد من المعاني و الدلالات منها :
1. ان الدول المشتركة في هذا المركز التنسيقي تمثل المدافع الاقوى عن نظام الاسد في سوريا مما يجعل هذا النظام في موقف القوة في تعامله مع خصومه او الجماعات التي تحاربه منذ اكثر من ثلاث سنوات و تضرب كل الجهود الدولية لإبعاد الاسد عن السلطة مهب الريح .
2. ان القيادة الروسية لهذا المركز و خطوات اخرى من نقل قواتها الى سوريا تعني بأن روسيا لم تعد تقبل ان تكون امعة في المجتمع الدولي بل يبحث عن دور منشود له و يدافع عن مصالحه و هذه دلالة واضحة الى بداية نهاية القطبية الواحدة و ستكون بداية رجوع الحرب الباردة (حرب مشتعلة) بأسماء مختلفة فإن روسيا تبحث عن أمجادها السابقة في المنطقة و تحاول من جديد اعادة تنظيم مصالحها و تحالفاتها .
3. ان وجود مقر المركز في العراق تعني حاجة الحكومة العراقية اكثر من غيرها في الاوقات السابقة الى الجهود الاستخبارية لمحاربة داعش و ان قواتها العسكرية قادرة على مواجهة هذا التنظيم الارهابي و لكنه يفتقر الى المعلومات و الاختراق الامني لتوجيه ضرباته القاصمة في محاولة اخرى منه لتحرير ما سيطر عليه الارهاب .
4. ان انشاء هذا المركز التنسيقي يساهم في الاسراع بالخطوات القادمة لمحاربة داعش لأن هذا المركز اثر بشكل مباشر على استراتيجية امريكا لمواجهة الارهاب في العراق التي اعلنت عنها بأنها ستستغرق اكثر من عشر سنوات فإن كل من روسيا و أمريكا ستحاول تأمين اكبر مصالح لها في العراق و قد ظهرت بوادر هذا الاسراع بالاستعداد لتحرير مدينة الموصل و تكثيف الغارات الجوية خلال الايام القليلة السابقة بالاضافة الى استهداف اهداف حيوية .
5. ان هذا المركز يدل على وجود اتفاق روسي امريكي (و ان كان غير معلناً) لوجود اتفاقية امنية عراقية امريكية تتضمن تقديم المساعدات الامنية و العسكرية اللازمة للعراق عند تعرضها لأي تهديد امني داخلي او خارجي و ان
هذه الاتفاقية لم تفلح في حماية العراق و محاربة الفصائل الارهابية المقاتلة في العراق و سيطرتها على اراضي واسعة و من جهة أخرى تدل على استعداد الحكومة العراقية بالدخول الى أي اتفاق من شأنه انقاذ الشعب العراقي و حكومته من خطر الارهاب بعد ان استفحل امرها و اصبحت تهدد وجود العراق برمته .
6. ان هذا المركز و غيرها من الاتفاقات المبرمة بين الدول تدل و بوضوح على رغبة هذه الدول بالعودة الى هذه المنطقة (عراق – سوريا) لحماية مصالحها و ربما تقسيمها أيضاً وفق مصالحها بعد مرور حوالي قرن على توقيع اتفاقية سايكس بيكو الخاصة بتوزيع كعكة (شرق الاوسط) فيما بينهم .
7. اخيراً هذا المركز التنسيقي دلالة على أن المنطقة مقبلة على الكثير من الاحداث و التطورات التي ستؤثر على موازين القوة في العالم و ستظهر قوى اقليمية جديدة و تختفي أخرى و لكن الحياة و الاحداث ستستمر و لكن بأساليب و أهداف مختلفة .