22 نوفمبر، 2024 1:18 م
Search
Close this search box.

مرض النكاف المعدي والصحة المدرسية

مرض النكاف المعدي والصحة المدرسية

دائما تنتشر الامراض في الدول التي يقل فيها الوعي الصحي وهي متأخرة عن الركب العالمي في كل جوانب الحياة وخصوصا عندما تصل الظروف بالمجتمع من انخفاض المستوى المعاشي وقلة الاهتمام بالتعليم فتكثر المشاكل الصحية ويعم الجهل واللامبلاة وتكون الضحية مثل تلك الامور هي الآسرة التي لاتمتلك قوتها اليومي لجهلها بالارشادات الطبية والثقافة الصحية , ولازالت الجملة المنتشرة في عموم ساحات المستشفيات وعلى جدار الدوائر الصحية (الوقاية خير من العلاج) يستذكرها ويعمل بها الناس ويتوقون من خطر الاصابة  بعد وقوع المرض وليس كما يشاع في تطبيقها قبل حدوث الامراض  , في بداية السبعينات من القرن الماضي انتشر مرض النكاف المعدي بين الاطفال من عمر  2 سنة الى 14 سنة وحتى المصاب بهذا المرض لم يشعر لدية اي اعراض ويقال ان المرض اذا لم يعالج بالسرعة سيفقد المريض السمع او  يصاب بالتهاب الخصوبة , وينتشر المرض عن طريق الرذاذ  المتطاير او استخدام ادوات المريض فتجد ان هذا المرض اكثر انتشارا في المدارس المتوسطة والابتدائية  وخصوصا في موسم الربيع وفي منتصف فصل الشتاء,ومدة حضانة المرض من 12 الى 14 يوم وعزله من الاختلاط , في السابق كان المجتمع العراقي ثقافته الطبيه محدودة ولم يصل الى ماوصل اليه اليوم من ثقافة ووعي وانتشار ووسائل التنبية والتطور الحاصل في ايصال المعلومة باسرع وقت مع تطور العلاج والمكافحة وحجر الحالات المعدية ,وفي حينها اتخذت وزارة الصحة والمؤسسات الصحية اجراءات لمعالجة مرض النكاف رغم ضعف الامكانيات المتاحة وعدم وجود اعلام ينوه عن خطورة المرض موثقا في ملصقات ولوحات ترشد المجتمع للوقاية من تلك الامراض , وما يهمني بالموضوع ان بعضا من طلبتنا الاعزاء قد اصيبوا بمرض النكاف ومع ان الاصابات كانت قليل جدا ولكن علينا ان نتعامل بحذرونسعى  لتقليص فجوة انتشار تلك الامراض المعدية في ظرف يعيش فيه العراقيون من تحديدات مصيرية والاعتماد بذلك على الفرق الجواله الصحية المنتشرة اثناء موسم تلقيح الاطفال وتكليفها بمعالجة تلك الامراض , اضافة الى المؤسسات الاعلامية الصحية المنتشرة في اوساط العاصمة واخذت تحتل مساحة كبيرة في بث برامج صحية  وتثقيفية عبر القنوات الفضائية الا أن العمل لم يرتقي الى المستوى المطلوب في وضع حد لمنع انتشار الامراض بين صفوف المواطنين,  بين فترة واخرى ما ان نقضي على مرض الكوليرا حتى نتفاجىء بمرض اخر لايقل خطورته عن السابق , قبل ايام التقيت باحد الكوادر الطبيبة في مدينة الصدر وحدثني عن انتشار مرض النكاف , قائلا في البداية انتشر هذا المرض في القطاعات الاخيرة من مدينة الصدر قطاع 47 و48 وخصوصا في المدارس الآيلة للسقوط وتتركز فيها المساحات المائية والنفايات ,ومثل تلك الحالة كان المفروض على المستوصف الصحي ضمن الرقعة الجغرافية ان يشكل فريق عمل يزور المدارس ويتخذ اجراءات وقائية قبل انتشار اي مرض ومن ثم يقوم برش الجدران لجميع الصفوف وينصح الطلبة بفتح باب للتهوية اثناء الدرس داخل الصف ,ولايختلف الامر ان تعد وزارة الصحة منهاج وان تكلف به مراكزها الصحية  التعاون مع ادارات المدارس وتعد لقاءات وزيارات الى المدارس والقاء محاظرات من قبل مرشدين صحيين او دكتور للتنويه وشرح مخاطر وابعاد الامراض عن طريق محاضرة ولو كل سنة مرة واحد وهذا لم يحدث في مدارسنا وان حدث  فكل 10 سنوات محاضرة واحدة ولفترة قصيرة جدا , ان وزارة الصحة تتحمل مسؤولية كبيرة في عدم توفير اللقاحات بالسرعة الممكنه رغم انها على معرفة ما يجري عن كثب بكل الامراض وفي بعض الاحيان اغلب المرضى اثناء مراجعتهم للعيادات الصحية للحصول على العلاج يعتذر الصيدلي عن توفر العلاج اللازم  ويلقي باللوم على وزارة الصحة بتأخر تجهيز المستوصف بالادوية ,وعندما تكثر الامراض وتعم بين المواطنين تنتبه الوزارة وتشكل غرفة عمليات بعد وقوع المرض لا قبل معالجته والقضاء عليه وهذه ما نسمعه اثناء كل حالة مرض خطيرة تنتشر دون اتخاذ خطوات سريعه تقضي بها على الامراض المعدية   .

أحدث المقالات