المقدمة :-
انتشرت منذ مدة في اقليم كردستان العراق المئات من الحالات الموثقة والمؤكدة في السليمانية وكلار ودهوك واربيل وهذا المرض عادة ما ينتشر في الدول التي فيها الفقر والفساد ( على حد قول منظمة الصحة العالمية ) والكوليرا هي مرض بكتيري عادةً ما ينتشر عن طريق الماء الملوَّث. تتسبَّب الكوليرا في الإصابة بإسهال وجفاف شديد. وإذا لم يتم علاجها، فإنها يمكن أن تكون قاتلة خلال ساعات، حتى لدى الأشخاص الذين كانوا أصِحَّاء سابقًا. تم القضاء فعليًّا على الكوليرا في البلدان الصناعية بواسطة الصرف الصحي الحديث ومعالجة المياه.
الكوليرا Cholera
يكتسب الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الموبوءة بعض المناعةً تجاه هذه البكتيريا عادةً.
علما بانه من الممكن ان يموت أكثر من نصف المصابين بالكوليرا في حال عدم تقديم العلاج لهم.
أعراض الكوليرا
غالبًا ما لا تظهر أية أعراض لدى مُعظم الأشخاص المصابين بعدوى الكوليرا.
وعندما تحدث الأعراض، يكون ذلك بعدَ يوم إلى ثلاثة أيام من التعرض للبكتيريا، وتبدأ عادة بقيء وإسهال مائي ( شبيه بماء الرز )مفاجئ وغير مؤلم.لا يُعاني الأشخاصُ من الحمَّى عادةً.
وتتراوح شدّةُ الإسهال والقيء بين الخفيف إلى الشديد.في حالات العدوى الشديدة عندَ البالغين، يفقد الجسم أكثر من لتر من الماء والأملاح كل ساعة.يكون البراز غزيرًا ومائيًا ويوصف بأنه براز ماء الأرزّ.وفي غضون ساعات، قد تصبح حالة التجفاف شديدة، ممَّا يَتسبَّب في العطش الشديد، وتشنج العضلات، والضعف.يتبوّل المريض كميات قليلة جدًا من البول.وقد تغور العينان، ويتجعّد جلد الأصابع بشكل شديد.إذا لم يُعالج التجفاف، فقد يؤدي فقدان الماء والأملاح إلى الفشل الكلوي، و الصدمة، و الغيبوبة، ثم الموت.
أمّا الأشخاص الذين يتمكنون من البقاء على قيد الحياة، فتهدأ أعراض الكوليرا لديهم في غضون 3-6 أيام.يتعافى معظمُ الأشخاص من العدوى في غضون أسبوعين.وتبقى البكتيريا موجودة لدى عدد قليل من الأشخاص إلى أجل غير مسمّى دون أن تسبب أية أعراض.ويسمّى هؤلاء الأشخاص بحاملي العدوىCarrier
تشخيص الكوليرا
زرع عَيِّنَة من البراز في المختبر
يقوم الطبيبُ بأخذ عَيِّنَة من البراز، أو استخدام مسحة لأخذ عينة من المستقيم.وترسل بعدها إلى المختبر حيث يمكن تنمية بكتيريا الكوليرا في حال العثور عليها (استنبات).يؤكد العثورُ على Vibrio cholerae في العينة تشخيص الحالة.قد يستخدم الأطبّاء تقنية تفاعل البوليمراز المتسلسل (PCR) لزيادة كمِّية المادة الوراثية (الحمض النووي الوراثي) للبكتيريا، لذلك يمكن كشفُ البكتيريا بسرعة أكبر.
تُجرى اختباراتُ الدَّم والبول لتقييم التجفاف ووظائف الكلى.
الوقَاية من الكوليرا
نورد فيما يلي بعض القواعد الأساسية للوقاية من الكوليرا:
اللقاحات
في الولايات المتّحدة، يتوفر لقاح الكوليرا للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18-64 عامًا إذا كانوا يسافرون إلى مناطق تحدث فيها هذه العدوى.وهو يُعطى بجرعة فموية واحدةولكن ، من غير المعروف ما إذا كان هذا اللقاح فعالًا لأكثر من 3 إلى 6 أشهر.
تتوفّر ثلاثة لقاحات أخرى للكوليرا خارج الولايات المتحدة.توفّر هذه اللقاحات وقاية بنسبة تتراوح بين 60 إلى 85 ٪ لمدة تصل إلى 5 سنوات.تُستعمَل هذه اللقاحات عن طريق الفم على جرعتين.ويُوصى باستعمال جرعاتٍ معززةٍ بعد سنتين من استعمالها عند الأشخاص الذين لا يزالون يُواجهون خطر الإصابة بالكوليرا.
علاج الكوليرا
اولا – السوائل التي تحتوي على الملح (تعويض الماء والأملاح المفقودة)
ثانيا – المضادات الحيوية Antibiotics
اولا – السوائل التي تحتوي على الملح (تعويض الماء والأملاح المفقودة)يُعد التعويضُ بسرعة عن الماء والأملاح المفقودة هو الإجراء المنقذ للحياة.يمكن علاجُ معظم الأشخاص بشكل فعال عن طريق إعطاء السوائل بالطريق الفموي.جرى تصميم هذه المحاليل لكي تحل محل السوائل المفقودة من الجسم.
أمّا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من التجفاف الشديد ولا يستطيعون الشرب، فيَجرِي إعطاؤهم محلولًا ملحيًا عن طريق الوريد.
وفي أثناء الأوبئة، إذا لم تتوفر المحاليل الوريدية، فقد يُعطى الأشخاص محلولًا ملحيًا عن طريق الفم عند الحاجة من خلال أنبوب يدخل من الأنف باتجاه المعدة.بعد أن يَجرِي تعويض الشخص بما يكفي من السوائل لتخفيف الأَعرَاض، ينبغي على الشخص تناول كميات كافية من المحاليل الملحية لتعويض السوائل التي يفقدها من خلال الإسهال والقيء.
كما يُشجع المرضى على تناول أكبر كميات ممكنة من الماء.يمكن للمريض استئناف تناول الأطعمة الصلبة بعد توقف القيء واستعادة الشهية للطعام.
ثانيا – المضادات الحيوية Antibiotics
تُعطى المضادات الحيوية للحد من شدة الإسهال وتسريع توقفه عادةً.كما أنه يتراجع خطر نشر العدوى قليلًا عند الأشخاص الذين يتناولون المضادات الحيوية في أثناء تفشي المرض.
يجري إعطاء المضاد الحيوي دوكسيسيكلين لجميع الأشخاص، بمن فيهم الأطفال والنساء الحوامل.تنطوي المضادَّاتُ الحيوية الأخرى التي يمكن استخدامها على أزيثروميسين وسيبروفلوكساسين.تؤخذ هذه المضادَّاتُ الحيوية عن طريق الفم.يختار الأطباء المضادَّات الحيوية التي يُعرف بأنها فعالة ضد البكتيريا المسببة للكوليرا في المجتمع المحلي.