23 ديسمبر، 2024 5:24 م

كثيرا ما نسمع من قبل الساسة في العراق إنهم ضد الطائفية ويشجبون كل من يتكلم بها ويعمل عليها، والحقيقية إن الكل يعمل على زيادتها وإشغال الشعب بها لتكون فرصة للمفسدين والفاسدين إن تفتح لهم الأبواب ليغرف من الكعكة العراقية التي لا تنفد ، ولو قارن آهل الاختصاص بكيفية التعامل مع الأزمات التي تعصف بالبلاد لكانت واضحة المعالم إن التعامل بالطائفية واضح جدا فعلى سبيل المثال فأنك ترى في بعض المناطق خدمات وأعمار فيما ترى أخرى ضاعت فيها ابسط الأمور التي يحتاجها المواطن .
الأزمة الطائفية هي مجموعة بوادر وعمليات قتل جماعي وتهجير وتفجيرات تستهدف تجمعات الأسواق والأحياء السكنية المدنية في مناطق ذات غالبية سنية أو شيعية بهدف الانتقام ، ولقد اتهم البعض وكالة الاستخبارات الأمريكية بتأجيج هذه الإحداث الطائفية ، في حين يرى آخرون أن هذه الأحداث تعيق خطة الولايات المتحدة في العراق واستقراره ، في جانب آخر يتهم البعض منهم السياسيين الأمريكيين وبعض ساسة العراق الجدد ،الصدامين والقاعدة بإشعال موجة العنف وتوجه أحيانا الاتهامات الى نظام البعث السوري بتسهيل مرور موجات الانتحاريين من دول مجاورة. ومؤخرا بدأ الحديث في واشنطن يتزايد عن دور إيراني كثيف في تشكيل بعض ما يدعى بميليشيات فرق الموت لتنفيذ عمليات تهجير وقتل وتفجير. واشنطن تبرر هذه التدخلات برغبة كلا من النظام السوري والإيراني في عدم استقرار العراق .
قبل الاحتلال كانت هناك صلات قوية بين مكونات الشعب العراقي، إلا أن الاحتلال نمى وغذى هذه الفوارق ، عملا بمبدأ فرق تسد ، فقسم المجتمع إلى أكراد وعرب، والعرب إلى نوعين، سنة وشيعة ، وكان المفترض بالحكومة إذا كانت تقول إنها مستقلة ولا تعمل بما يوحى إليها من الخارج ، أن تعمل على أن يبقى العراقيون تربطهم لحمة واحدة، وأن تحافظ على الوحدة الوطنية كما كانت قبل الاحتلال ، إلا أنها نمت هذا التقسيم والتفريق والطائفية  قد وصل إلى أعلى مستوياته حتى الحكومة قد يكون  فيها هناك بعض السنة الذين دخلوا العملية السياسية، وهم قلة، لكن لم يغيروا أي شيء في العملية.
ولقد لاحظنا ذلك جليا في التعامل من المعتصمين المطالبين بحقوقهم، فلم يتحقق لهم شيء وهم بالعراء منذ سنة ولكن في منطقة أخرى خرجوا متظاهرين مهددين بغلق الطرق الخارجية ومخربين المنطقة..ولكن تحقق لهم ما طالبوا به، والمشهد الآخر ما تناقله القادة الأمنيين بنجاح العملية الأمنية في الزيارة، مع حدوث بعض الخروقات هنا وهناك واستشهاد بعض العراقيين، ولكن لماذا لا يتحمل القادة مسؤولية الآمن في المناطق الأخرى ويحققون نجاح مثل هذا الذي يدعونه.؟
والحديث يستمر في اعتقال من يهدد دول مجاورة ومن يقتل ويهجر ، ومن هو فقط متهم وتقلب الدنيا عليه لمجرد انه من طائفة بعينها، والذي يحدث لا يحتاج إلى شاهد آو دليل بل هنالك من الساسة من اعترف بطائفية الحكومة  بالرغم  من انه ينتمي لها.
نقول كثرة المظالم تؤذن بزوال الحكومات وزوال الدول والتأريخ خير شاهد والمنطق يؤكد ذلك فلا أوطان تبنى آو دول تؤسس على أنين الأيتام والأرامل وإنها صورة مشوهة تزيد المعاناة والأذى وبناء هش لا مستقبل له مهما طال وقته.