15 أبريل، 2024 9:41 م
Search
Close this search box.

مرشحون يراهنون على غفلة الناخب

Facebook
Twitter
LinkedIn

إكتظت الشوارع باكر بـ “فلكسات” المرشحين، كل يغني على ليلاه ظنا منه أن الشعب مغفل يمكن استدراجه الى صناديق الاقتراع بكلمات منافقة تزيح الاخرين وتبقيه في صدارة الصف الاول من المقاعد الجاثية تحت قبة مجلس النواب.

شبع الشعب وعودا يتنصل منها المرشحون بعد ساعات من غلق صناديق الاقتراع، حتى بات مثل إسفنجة منقوعة بالماء، وما إستخدام الشعارات القديمة.. نفسها، بلغة تستعير مفردات المرحلة، مثل “داعش” والانتصار و… سواها، الا إستمرارية بالخداع الذي لم تعد أحابيلُ حيلِهِ تنطلي على المواطن.

الامر الذي يوجب على المرشحين.. كالمتسولين.. التجديد بأساليب الإستعطاف وانطقتها المكانية، وهو ما يسمى بقاموس السياسة.. تجديد الخطاب الدبلوماسي ويطلق عليه قفاصة ساحة الرصافي “فيكات”.

“القفاصة” هم الشطار والعيارون الذين تحولوا الى ظاهرة في القرن الرابع الهجري، عندما تداعت الدولة العباسية، من ذرى العظمى الى حضيض الوضاعة.. حتى سامها كل سائم وباتت تقاد بشعرة، من قبل إرادات خارجية تنصب خلفاء مأبونين تقيلهم بعد ليلة حمراء.. واحدة.. على عرش الدولة.

وللإفادة من موعظة الماضي؛ ثمة إشتراطات حضارية مستحدثة في فن الخداع الدبلوماسي، على المرشحين إستيفاؤها؛ كي يتميزوا في ادائهم عن المتسولين، الذين لم يبقوا وسيلة في كسب الشفقة استدرارا للمال من عابري السبيل، متنقلين بين أحياء المدينة، وريثما يستنفدونها يكون المتصدق قد نسي وجوههم.

لكن مرشحي الدورة المقبلة.. التي بانت طلائعها.. جاؤوا بوجوههم نفسها والاقنعة التي سبق ان خلعوها بعد يوم واحد من الانتخابات عادوا ولبسوها، مراهنين على غفلة الناخب مستهزئين بذاكرته المثقوبة.. تخر خزينها من أحداث الماضي القريب.. قبل 4 سنوات؛ جراء ما عاشه الفرد والمجتمع في العراق، من إعتقالات وحروب و”حصار – عقوبات دولية” و”احتلال – تحرير” وارهاب وفساد، لم تبقِ في قرارة الكأس شيا!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب