في انتخابات عام 2021 كانت التجمعات الجماهيرية للمرشحين لمقاعد مجلس النواب تشير الى مشاركة واسعة للجمهور، وكتبت حينها ان هذا الجمهور جمهوراً وهمياً ، فهو نفسه الذي يحضر هنا وهناك لتزجية الاوقات والتمتع بالكوكاكولا الساخنة احيانا مع سندويج الدجاج في طقوس مترافقة مع أعلام العراق والكتل السياسية من خلال مرشحيها مع شيء من مقبلات الهتافات المصطنعة وخطابات رنانة لمرشحين إعتقد الممولون إنهم الحصان الاسود الذي سيضربون به كل التوقعات عرض الحائط ويحصدون الارقام القياسية ضامنين المقاعد النيابية على الورق!
المفارقة ان ارقام الورق اختلفت عن النتائج كلّياً،فمن حسابات الآلاف الى العشرات ، فكانت الصدمة ثم الخيبة ثم اتهامات التزوير والتلاعب والارادات الخارجية ، وهي مبررات الحسابات الخاطئة التي اعتمدت على الجمهور الوهمي المزاجي وربما المنتقم من المرشحين الذين كان يراهم نسخاً مكررة من الذين سبقوهم!
لم ينحصر العقاب في عدد كراسي الحضور الوهمي،بل في العزوف الكبيرعن المشاركة في الانتخابات وبقيت صناديق الاقتراع تستقبل جمهوراً حزبياً ضيقاً،ما ادى الى الاطاحة بتوقعات التفاؤل!
المرشحون وهميون ايضاً لأنهم اعتمدوا ولاءات العشائر والهوية الطائفية وشراء الأصوات والمناطقية المحصورة بمكاسب رخيصة،فيما غابت البرامج الانتخابية الحقيقية خلف شعارات شعبوية اكتشف الجمهور بحسه الشعبي زيفها وكذبها وخديعتها!
هل تتكرر التجربة الوهمية لانتخابات مفصّلة على مقاسات الكبار؟
تؤكد المفوضية : أن 3 ملايين ناخب من أصل 25 مليوناً يحق لهم التصويت ،لم يحدّثوا بطاقاتهم مايزيد من توقعات ضعف المشاركة وأرقام من لم يحدثوا سجلاتهم أكبر بكثير من العدد المعلن!!
يقول برلماني: عمليات تحديث السجلات ضعيفة جداً،وأن ملايين العراقيين ممن تحتاج سجلاتهم إلى تحديث، كالحذف والنقل والتصحيح، فضلاً عن مواليد 2004 – 2005 لم يحدّثوا سجلاتهم!