19 ديسمبر، 2024 12:59 ص

مرشحوا الانتخابات بين … صناديق الاقتراع وحاويات القمامة !!

مرشحوا الانتخابات بين … صناديق الاقتراع وحاويات القمامة !!

الانتخابات العراقية بشقيها البرلمانية وكذلك مجالس المحافظات في طريقها وعلى الابواب.
فكيف سيكون موقف العراقيين منها يا ترى ؟!!…
فيما لو عادت بهم الذاكرة الى حسنات وسيئات سابقاتها منذ سقوط الصنم صدام المجرم في ٢٠٠٣ والى اليوم، هذا فيما لو كانت هنالك حسنات، ولا اظن ذلك.
فهل سيستسلمون هذه المرة ايضا لدغدغة المشاعر والاحاسيس، وينخدعون باكاذيب وشعارات سماسرة الدين والوطن ؟!!…
ويعودون لينتخبوا نفس لصوص ومجرمي الخضراء هؤلاء، ويسلموهم الجمل بما حمل كما يقال، وكانهم يحفرون قبورهم بايديهم.
ام انهم سيلجاؤون هذه المرة الى منطق العقل والحسابات الدقيقة ؟!!…
ويقفون عند تلك المحطات القاسية والدامية التي عانوا منها لعقد من الزمن او يزيد على يد هؤلاء المجرمين، الذين يحاولون الالتفاف عليهم ثانية لسرقة اصواتهم مرة اخرى. 
محطات قاتلة من قبيل :
# قوافل الايتام والارامل التي تعد بالملايين، بيوت الصفيح والتجاوز وسكان القمامة والمزابل.
وذلك طبعا، مقابل عقارات وقصور المسؤولين برواتبهم المليونية ومخصصاتهم الخيالية، وثرائهم الفاحش.
# الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة، بيع وشراء الضمائر والذمم وحتى المناصب.
ناهيك عن التصريح بملئ الفم وعلى الفضائيات، بان كل المسؤولين وبلا استثناء فاسدون يمكن رشوتهم لغض الطرف عن اخطر الملفات وافسدها، ومشعان الجبوري مثالا.
# هدر المال العام وضياعه بعشرات وربما مئات المليارات من الدولارات دونما حسيب او رقيب، وذلك نظرا لفساد الجهاز القضائي من قمة راسه حتى اخمص قدمه، مدحت المحمود ونوري المالكي نموذجا.
# داعش والارهاب، السبي وقطع الرقاب، ضياع ثلث مساحة العراق ببركة القائد الضرورة، واستشهاد اولاد الفقراء في جبهات القتال.
وذلك مقابل اولاد المسؤولين وعوائلهم الذين يتنعمون في اوروبا وامريكا باموال فقراء العراق المحرومين هؤلاء.
# الجيوش الفضائيين، جولات التراخيص، العقود المليونية الفاسدة والوهمية، تزوير الشهادات، بل وحتى تلقين شهود الزور للحفاظ على المنصب و … 
سجالات حنان الفتلاوي وخالد العبيدي الاخيرة تحت قبة البرلمان على خلفية الاستجواب، مثالا حيا، و ………
هذا غيض من فيض من السيرة النتنة لحكومة بغداد الفاسدة برئاساتها الثلاث وعلى امتداد عمرها المشؤوم.
فهل سيلام الشعب العراقي لو عقد العزم على ان يسلك مسلك المواطنين الاوكرانيين الشجعان، ويضرب كل المسؤولين العراقيين وبلا استثناء بالاحذية، ويرميهم في حاويات القمامة !!…
بدل تلويث اصبعه بحبر مهزلة الانتخابات، تلك التي تسببت في المرة السابقة باراقة دماء ضحايا الفساد والثغرات الامنية، حيث يتفنن بصنعها وتغذيتها، مرشحوا اليوم ساسة الامس.
ختاما، فالامر موكول الى الشعب العراقي نفسه، ومدى قدرته على التحرر من ايحاءات الولاءات والانتماءات الشخصية والحزبية الضيقة، والتفكير بدل ذلك بشكل حر وطليق.
يقول افلاطون :
( نحن مجانين اذا لم نستطع ان نفكر، ومتعصبون اذا لم نرد ان نفكر، وعبيد اذا لم نجرؤ ان نفكر ).
:::::::::::::