تحول اللقب العلمي الى مادة اعلانية في الحملة الانتخابية للترويج للمرشحين، حتى اصبحنا لا نستطيع “وبلي حسد” ان نحصي عدد حملة الشهادات بين المرشحين والمرشحات، برغم ان بعض الصور لا تنسجم تماما مع الدكتور فلان ، والدكتورة فلانة، ما يثير الريبة بطبيعة الشهادة أصلاً.
رهان ، كما يبدو، لدى المرشحين، وائتلافاتهم على اللقب العلمي في التأثير على توجهات الناخب، خصوصا مع تطلع الشارع الى حكومة تكنوقراط، لكن في لحظة تأمل يثار تساؤل،وسط حالة غياب البرنامج الانتخابي ، والمشروع الذي يتبناه المرشح : الدكتور “شنو اختصاصه”، و”منين ماخذ الشهادة”، وهو تساؤل مشروع بالتأكيد في ظل وجود شهادات مضروبة في “كوجه مروه” أو “مريدي” ، ثم هل هو دكتور طبيب، أم دكتور في اختصاصات أخرى علمية، أوإنسانية، أو لطمية، مع التحفظ على القاب بعض الاطباء السياسيين الذين لم يكونوا موفقين في الطب، ما اضطرهم الى اللجوء الى السياسة، ليجربوا حظهم العاثر، فنالوا شهرة السياسة مع بقاء اللقب العلمي على حاله، ولعلهم لم يجربوا معالجة حتى انفسهم، وربما يضطرون الى مراجعة طبيب زميل للعوارض التي يصابون بها، مثلما لاتجد بين رفاق الدرب من يأمن لتشخيصهم او فحوصاتهم ، لكن المهم انهم يحملون اللقب بجدارة ويضعونه في مقدمة الإسم، سواء في الأخبار، اواللقاءات الرسمية وغير الرسمية، او حملاتهم الدعائية.
ولا ندري لوكان المنلوجست الراحل عزيزعلي، حياً، لمن سيوجه منلوجه المشهور:
دكتور .. دخل الله ودخلك مداوينه
دكتور .. داء اللي بينه منّ وبينه.
ومن غرائب الإعلانات الانتخابية التي تركز على اللقب العلمي، ذاك المرشح الذي يحمل لقب “البروفيسور” وطبعا هو لم يترجمه الى العربية ، حفاظاً على بريقه الأخاذ، لأنه يعي جيدا ان لقب “البروفيسور” يزغلل العين، ويؤثر في كل مدارك الناخب، وبالتالي يحصد من ورائه اصواتا عديدة استنادا الى المادة الشعبية التي تقول :”على حس الطبل خفا يا رجليه”، لكن لا احد يسأل جناب البروفيسور: إنت بروفيسور “أبيش”، وهذا يذكرنا بفيلم عربي قديم عن دكتور كان يتباهى بشهادته وينظر من تحت نظارته الى من هو دونه في المكانة العلمية، حتى اكتشف أن الشهادة الرفيعة التي يحملها صاحب المعالي، لم تكن سوى أطروحة عن (حتى)، ومن ساعتها اخذ المقربين منه يتفكهون عليه ويسمونه بـ”دكتور حتى” ومع احترامنا لـ”حتى” ولكل لقب علمي، لكننا ما نريد ان نصل اليه ان اللقب وحده لا يكفي للتعريف بالمرشح ، ولابد من برنامج يطرحه الى جانب مكانته العلمية، وحبذا ان يذكر لنا طبيعة الدكتوراه التي يحملها ، وليس مجرد “دكتور” والسلام.
واذا كان صاحبنا ذاك يحمل شهادة الدكتوراه بـ”حتى”، فإن بعض سياسيينا ومرشحينا من يحمل الشهادة العليا باختصاصات لا ندري ما نقول عنها ، سوى انها لا تساوي الاوراق التي كتبت عليها الأطروحة، المهم انها اعطت لاصحابها “الدال” قبل الاسم، وهذا هو غاية المرام، والباقي حرام، و”خلي الطبق مستور” على قول اخواننا المصريين.