23 ديسمبر، 2024 5:34 ص

مرشحة وزارة التربية صبا الطائي، بين نظريات الخصوم واستحقاق الجدارة

مرشحة وزارة التربية صبا الطائي، بين نظريات الخصوم واستحقاق الجدارة

قبيل انتخابات آيار الماضي من العام الجاري وفي خضم السباق نحو قبة البرلمان، تصاعدت وتيرة التسقيط بين المرشحين على المستوى الشخصي والكتل على مستوى الأحزاب، وأكثر ما اشمأز منه الشارع العراقي تكرار وجوه أطلق عليها المواطن صفة الفاسد مفردا وتكرار جمعها مرارا لحظة سخط وغضب شديدين من حلبة البرلمان ومن فيها.

وفي طيات هذا التصعيد السلبي تجاه التصويت؛ أراد المشروع العربي في العراق أن يبعث بصيصا من رسالة التغيير التي يتطلع إليها العراقيون، فقدم مرشحين جدد؛ والملفت للنظر أكثر أنهم من الشباب، وبغض النظر عمن فاز منهم أو خسر فهي بحد ذاتها محاولة فريدة بين غمار الانتخابات العراقية، واستمر هذا الحال حتى تسنم رئيس المشروع العربي في العراق خميس الخنجر زعامة المحور الوطني، ليكون الداعم لرئيس البرلمان الحالي الشاب محمد الحلبوسي، واستطاع إيصاله إلى المنصب، فمن هذه المحاولات ونجاح الكثير منها؛ بدأت شعبية المقربين والمدعومين من الخنجر تتصاعد، لتجد الوجوه الجديدة قبولا على نطاق واسع، وما يثبت صحة هذا الرأي هي الشعبية التي تتلقاها مرشحة وزارة التربية الدكتورة صبا خيرالدين، والتي ذاع صيتها ودوى عاليا بسرعة لم يسبق لمرشح في الانتخابات أو في الكابينة الوزارية الحالية نيلها.

ومن طبيعة المشهد السياسي العراقي التسقيط بين الأحزاب والتحالفات، والهجمات الكبيرة دائما يتلقاها الناجح، لكن الأمر في صبا الطائي اختلف فربما كانت الأنجح فقد ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف مسمياتها قبولا وتأييدا، وما يؤكد ذلك أيضا ما قامت به الجيوش الإلكترونية من إنشاء صفحات مزيفة قاربت بعشية وضحاها على الأربعين صفحة على الفيسبوك، والجميل في الأمر لم تبث الصفحات نشرا سلبيا يستحق أن تعاب به أو حتى أن يصدق بل أخذه المغرضون والحاقدون من أطراف تطمع بهذا المنصب، وهذا لم يأتِ من فراغ بل بلا أدنى شك جاء من خلفيتها التي بنتها بجدارة ونالتها باستحقاق؛ فهي أكاديمية تنقلت بين أرقى الجامعات ونالت أفضل المناصب فيها، وإلى جانب تخصصها الأكاديمي مارست نشاطات مدنية كثر حتى تسنمت مناصب وعضويات في منظمات محلية وعالمية، وبرزت خلال سنوات النزوح كشخصية وطنية استطاعت من خلال علاقاتها الداخلية والدولية أن تساند المرأة من مختلف القوميات والمذاهب والديانات وخصت بذلك النازحة، فسجلت مسيرة أجبرت المتطلعين من تسليط الضوء عليها والالتفاف حولها، فأطلقت مشاريع مختلف للمواهب من النساء وقامت بفتح مشاريع صغيرة لهن كفكرة متبلورة للاعتماد على النفس؛ فحققت نجاحات كبيرة في محافظات عدة في عموم البلاد، وكانت انطلاقتها كمديرة لمكتب المرأة التابع للمشروع العربي الذي وسعت فروعه ومازالت تقدم من خلاله الندوات والمساندات للأيتام والارامل، ناهيك عن منهاج التثقيف الذي تعتبره الأساس في مسيرة المرأة لمواكبة كل متقلبات وتطورات العصر الحديث، حتى التف حولها جمع غفير من الفتيات والنساء ونالت مكانة اجتماعية مرموقة اعترف بها الخصوص قبل الأصدقاء والفضل ما شهدت به الأعداء.

فمن باب الإنصاف وخاصة بهذا الظرف وهذه الأيام التي يُنتظر بها حسم بعض الوزارات المتبقية، قد تكون هي الأجدر بوزارة التربية بل وهي الأفضل من بين كل المرشحين حتى على باقي الوزارات من ناحية الخلفية العلمية والعملية وإمكانية الإدارة والقيادة، بقاعدة جماهيرية تمكنها من بناء أسس قوية، وربما هي الوحيدة التي يمكن أن نتأمل بها حدوث تغيير إيجابي واقعي خلال فترة وجيزة.

لكن السؤال هنا هل سيدع المفسدون وأخطبوطات الشر شخصية كصبا الطائي من نيل المنصب؟ فالحرب ضدها قوية، لكنها في الوقت نفسه دليل نزاهتها التي لا تروم للبعض، لكن بحق ومن خلال المتابعات لما ينشر وخاصة من فئة الطلبة والأكاديميين هناك قبول وشعبية لو تم وتسلمت وزارة التربية ستكون مفرق الطريق نحو التغيير في المسيرة التعليمية ورقيها.