منذ عام عام والسعودية تغمض عينيها فرحاً عما يفعله مرسي والاخوان في ارض الكنانة وتماشياً مع فكر وسلوك الدولة الايوبية . مسيرة عام حافلة بالمفاجآت ليس للمصريين فحسب وانما للاخوان انفسهم افتعلوا الاثارة احترافاً وزرعوا النعرات الطائفية في كل ارجاء مصر وتجاوزوا الحدود الى بلدان العرب ايقضوا خلاياهم النائمة في العراق والكويت والامارات واليمن مع سبق الاصرار والترصد بأستقطاب الشباب المتشدد عقائدياً واتباع المذهب الوهابي حرصاً على توثيق علاقاتهم مع السعودية . استمرت هذه ألاعيبهم القذرة في دق اسفين الفرقة بين طوائف الشعب المصري لا يعلو صوتاً الا صوت الاخوان والحركات الاسلامية المتشددة والمتضامنة معهم . فتحوا ابواب مصر على مصراعيها لكل المتشددين من وهابيين وناصبين وأعلنوا عن مراجعة خططهم في معادلة التوازن المذهبي في المنطقة لا سيما في العراق وسوريا وايران وشرق السعودية والبحرين ، وبقيت السعودية داعمة لما يحدث ، وبعد تفاقم الاحداث السورية سارع مرسي والاخوان بالتعاون مع المثلث التآمري ( السعودية – تركيا – قطر) الى انشاء معسكرات في المملكة لتدريب جماعات سعودية و باكستانية ويمنية وافغانية وصومالية وارسالهم الى سوريا عن طريق تركيا ولبنان فيما تقوم بالانفاق على عوائلهم المتواجدين على اراضيها او في بلدانهم وتشكيل نواة الجيش السوري الحر الذي يتألف معظم عناصره من السلفيين والمتشددين والتكفيرين . وازاء هذه الحقائق التي لم تُحجب بغربال اعترف ولاول مرة ال سعود ان السعودية وقطر تدعم الجماعات المتشددة والتي تعتنق المذهب الوهابي وتقاتل نظام بشارالاسد وتشكيل جيش محمد والذي سيكون نواة الجهاديين من وهابيين واخوان وعناصر سلفية من تونس وافغانستان وباكستان فضلاً عن تنظيمات القاعدة المختلفة . ويأتي بعدها اعتراف مرسي والاخوان اثناء زيارة العريفي والقرضاوي لمصر وتشكيلهم جيش محمد المزعوم بغية ترسيخ مفاهيم الفكر الوهابي في المنطقة لتحويله الى مذهب يضاهي المذاهب الاسلامية الاخرى ، فضلاً عن رؤيتهم للنظام السوري المقبل يجب ان لا يخرج من العباءة ( الوهابية الاخوانية ) . و سوف لن يرضى كل منهما الا بشرب دماء الشعب السوري . انها عودة للحقائق التاريخية واطماع ال سعود في المنطقة بعد تاسيس مملكتهم في بدايات القرن الماضي ومنافستهم للحكم الهاشمي في العراق والاردن لبسط سيطرتهم عليها ، وعدائهم للتيارات القومية بزعامة عبدالناصر لا سيما بعد اعلان الوحدة بين مصر و سوريا . ومهما اختلافا في السلوك تبقى النوايا قائمة وبالتالي فهما وجهان لعملة واحدة . السؤال المطروح الى اية مدى سيحتفظ مرسي والاخوان بصداقة ال سعود ام ستلفظهم مثلما تخلت عن مبارك واتباعه، أليس الصبح بقريب ؟ .