عقلية المستمسكين بالحكم وطريقة تفكيرهم متشابهة حتى بأدق التفاصيل من خلال ردود افعال مستنسخة و خطاب السيد المالكي الاخير في يوم الاربعاء الماضي 6/ 8 يؤيد ذلك.ولو ان خطاباته المهددة لمستقبل العراق قد تكررت .
فمرسي كان قد كرر كلمة ” شرعية ” ما لا يقل عن 70 مرة في خطابه التحريضي وكذلك فالسيد المالكي كرر كلمة الدستورية والدستور ومشتقاتها وضمائرها ما لا يقل عن 30 مرة بحسب احصائية احد الوكالات.مرسي هدد الشعب المصري بالويل والثبور ان لم تطبق الشرعية ورحل وكذلك فعل المالكي بتهديدنا بنار جهنم اذا لم يكلف بتشكيل الحكومة وخطابه البارحة اول فتح لابواب الشر تلك. لم يفلح تهديد مرسي فرحل بثمن هو اقل بقليل مما لو بقي وكذلك يتوجب ان يحصل مع المالكي.
في خطابه اعترض المالكي على رئيس الجمهورية بان واجبه حفظ الدستور لا حفظ التوافق ويبدو ان السيد المالكي نسي انه اختير بالتوافق وهو اما ان يرفض شيء على طول الخط او يقبل به بسلبياته اما ان تقبله ان كان لك وترفضه ان كان عليك فهذه انتهازية وصاحبنا مشهور ٌ بها.
تحدث عن الدستور وتطبيقه في حين انه خالف الدستور ما لا يقل عن 30 مرة بعدد مرات تكراره لمفردته واشهر مخالفاته قضية ابنه عدي اقصد حمودي حينما احال له صلاحية قيادة قوات ضد رامبو الخضراء فهذه القوات اما ان تكون مليشيات شكلها حامي الدستور خارج اطاره او ان تكون تابعة لوزارة الداخلية او الدفاع وهذا تصرف اشنع فالدستور منح صلاحية حصرية لرئيس الوزراء واعتبره قائد عام للقوات المسلحة ولم يكن من ضمنها منح الوالد لولده لهذه الصلاحيات شفويا ً .
تطرق لرفضه للتدخل سواء خارجي او داخلي ويعني ولا شك المرجعية التي لم ينسى ان يهديها احترامه .ان من لا يرضى التدخل بشؤونه لا بد ان يكون قويا ً والا فان الاخرين سيتدخلون حتما ً حتى ولو تعب من الصياح لا تتدخلوا لانه ضعيف ففتوى المرجعية التي انقذته هي تدخل وقبول رئيس الوزراء لها يعني اعتراف بهذا الضعف ثم ترحيبه بها يعني ترحيب بهذا التدخل فهو يعترف بالتدخل اذا كان لصالحه ويرفضه اذا كان ضده بينما حالة ضعفه لا زالت مستمرة.ان رفض تدخل المرجعية اذا كان من السياسي فهو مراوغة وان كان من المؤمن فهو نفاق والمرجعية الحصيفة باعلانها الجهاد الكفائي وبالاخص توقيتها الرائع لهي حصيفة ايضا ً في رفضها للمالكي .
قام اثناء حديثه بتحريك لسانه داخل فمه دافعا ً خده الايسر به بصورة واضحة من الاعلى الى الاسفل بحركة لا ارادية ونعرف ان المسؤول يكون حريصا ً ان يحافظ على كيفية ظهوره امام الكاميرا لانه مراقب لكن قيامه بذلك يظهر انه كان منفعلا ً لدرجة انه انفصل عن ادراكه انه امام الكاميرا والمالكي معروف بانفعاله حتى بخطاباته السابقة لكنه كان يحاول جاهدا ً اخفاء ذلك. مما يعني انه شخص انفعالي غير متزن يغضب وهو على اية حال خلال السنوات الثمان الماضية عرف عنه عناده هذا العناد الذي هو مشروع لطاغية مستقبلي ان ثنيت له الوسادة بولاية ثالثة.ان عدم حفظ الاعصاب من قبل شخص يتمتع بصلاحيات دكتاتور امر غاية في الخطورة.
يتحجج اتباع ائتلاف دولة القانون انه انتخاب وليس تعيين اذن فما بال قادة الكتل كلهم واولهم المالكي عندما وضعوا سلطات مطلقة لرئيس القائمة بحيث انه يتغاضى عن شخص بقائمته حصل على 15 الف صوت ليعين من اختاره 200 وقد فعلها مع السنيد وعينه رئيس لجنة الامن والدفاع . فالعملية تعيين وهو امر ليس جديد عليكم وانتم من ابتدعتموه فلم تستغربوه خصوصا ً اذا كان بمحله الصحيح.
يقولون انه انتخب من 2 او 2,5 مليون ناخب فاذا تجاهلناهم فلم الانتخابات اصلا ً وهو قول في غاية التضليل والخداع للناس لان عدد من ذهب للانتخاب 12 مليون اي الغالبية العطمى لم تنتخبه هذا بلغة الارقام .ثم ودفعا ً لتضليلهم للمشاهد ان حكمنا برلماني وهو ما لا يجب ان ننساه اي ان الشعب ينتهي دوره باختيار ممثليه –نوابه –ثم يبدأ دورهم باختيار السلطة التنفيذية اي ان الشعب قد احال لهم صلاحية الاختيار نيابة عنه وهم ارتأوا ان من اختار المالكي اختاره قبل هزيمة الموصل التي كشفت عن جيش استنزفه الفساد والرشوة ولذا فقد فَقَد المالكي ركن الاهلية والجدارة لان يستمر رئيس وزراء بحيث وصلوا ووصلنا لقناعة ان خطر بقاء المالكي لا يقل ان لم يكن يزيد عن الخطر الخارجي. واذا كان مرسي قد خلعه 35 مليون متظاهر والمالكي بارك ذلك ورحب به فقد خلع المالكي نواب وممثلي 70 % ممن قرروا ممارسة حقهم الانتخابي. فالامر سيّان ونحن الان بحاجة الى رئيس وزراء صادق ,نزيه , وكفوء وكل هذه المواصفات يتوفر نقيضها بالسيد المالكي ولسنا بحاجة الان لمن يتمرن على تحريك يديه اثناء الخطابات فزمنها ولى وادبر وكذلك لسنا بحاجة لمن لديه اسهال كلمات كحال صاحبه مرسي.