23 ديسمبر، 2024 9:05 ص

من جديد الطرح وجيده غير المألوف من على منبر هيئة الأمم المتحدة قيام نفر من قادة الدول الأسلامية خلال إلقاء كلِّ منهم لكلمة بلاده بنقل ظاهرة الأستهتار والأستخفاف بالقرآن الكريم وتعمد استفزاز مشاعر المسلمين من قبل دول تسمح بإهانة القران على أراضيها من قبل عناصر متطرفة 0

وذلك من الشوارع ووضعها على طاولة المجتمع الدولي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في ايلول / ديسمبر للعام الحالي2023م في دورتها الحالية بمهاجمة الدول الغربية بسبب السماح لبعض المنحرفين والشاذَّين عن المألوف الأنساني من عادات وتقاليد تحترم حق خصوصية الآخر بمختلف اشكاله الأنتماية والأعتقادية بحرق وتدنيس كتاب المسلمين المقدس القرآن الكريم من قبل بعض المعتوهين والمغرضين واصحاب النوايا الحاقدة 0

تحت ذريعة ممارسة حق حرية التعبير وكأن السبل قد تقطعت بهذه الدول مثل السويد في إيجاد وسائل وادوات وآليات لممارسة هذا النوع من الحرية بعيدا عن اهانة تاريخ ودين وحضارة امم وشعوب الأرض الأخرى 0

وكأن التعبير لا يمكن تحقيقه في هذه البلدان إلاّ بالأساءة للكتب السماوية المقدسة بشكل خاص وتحديدا بتدنيس القرآن الكريم الذي يمثل منارة الهداية الى الرشاد نحو الخير وشعلة الأهتداء للمعروف ليس للمسلمين فحسب وإنَّما لكل اهل الأرض لقوله تعالى للنبي محمد (ص) :- ( وما ارسلناك إلاّ رحمةً للعالمين ) 0

في دولة العلمانية تركيا علمانية الاستعمارالأنكلوسكسوني والتي كرس لها مصطفى كمال اتاتورك حياته لتجذيرها بين اوساط المجتمع التركي بطرق مختلفة منها ترك الحرف العربي واستعمال الحرف اللاتيني0

ووصل الأمر ببعض الجهات الرسمية التركية هذه الأيام الى عدم السماح حتى بكتابة بعض لافتات المحال التجارية باللغة العربية مع ان تاريخ تركيا القديم والحديث مكتوب باللغة العربية علما بأنَّ الماضي يشكل منطلق الحاضر في اجواء رحبة من العم والمعرفة والتطور وبناء حياة اضل وكذلك يشكل الذراع الممتدة نحو تشييد مستقبل زاهر للاجيال القادمة 0

وكذلك المحاولات المستميتة من قبل اتاتورك ومن قبل من اعقبه في حكم تركيا آخرهم اردوغان للأنضمام الى الأتحاد الأوربي المشترك والتي حسمها هذه الأتحاد بإخراج تركيا من القارة الأوربية 0

في تركيا هذه كان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أول من شجب وندد من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بتلك الهجمات التي يثيرها ويسمح بها الهمج الهامج من حكومات الدول الغربية وينفذها الرعاع الهائج على ارض هذه الدول ضدّ الأسلام والممنهجة في حرق القرآن في السويد والدنمارك ومبرمجة بمنع ارتداء العباءة في فرنسا التي وصلت إلى مستوى ( لا يطاق) على حد تعبير الرئيس التركي اردوغان وتعبيره جملة استنكارية ضمن اطار دفاعي عن الدين الأسلامي الحنيف 0

وقال إردوغان في خطابه إنّ ( العنصرية وكراهية الأجانب وكراهية الإسلام) في دول أوروبية لم يقم بتسميتها وهي معروفة فهي لا تعدو السويد والنمارك في الأساءة للقرآن الكريم ولا تعدوفرنسا التي قطعت فيها حكومة ماكرون شوطا بعيدا في مضايقة الجاليات الأسلامية الفرنسية وصلت إلى مستوى لا يطاق ايضاً 0

تمظهر هذا المستوى في منع العباءة للإناث ومنع ارتداء القميص الطويل للذكور وذلك في المدارس الفرنسية ، واتّهم اردوغان “ساسة شعبويين في العديد من البلدان الغربية بمواصلة اللعب بالنار0

وينطوي هذا الكلام من اردوغان على تهديد خطير وصريح لهذه الدول من أن المسلمين لن يسكتوا على هذه الأفعال المهينة لكتابهم المقدس لأن الرد سيكون عنيفا ويبدو أنَّ السويد شعرت بأن المسلمين لن يتركوا لها الخيار سليما ولا بد لها من أن تدفع الثمن قريباً ، لذلك رفعت من درجة استعداداتها الأمنية لمواجهة انتقامية قوية من قبل العرب والمسلمين لعدم احترامها لدستور دينهم القرآن0

من جانبه، قال الرئيس الأيراني إبراهيم رئيسي من على نفس المنبر رافعا نسخة من القرآن إن “تعاليم القرآن للمجتمعات البشرية لن تحترق أبدا، وإن نيران الأساءة والتحريف لن تكون ندا للحقيقة0

وقال ايضاً أن : ( معاداة الأسلام والفصل العنصري الثقافي بأشكاله المختلفة، مثل حرق القرآن ومنع الحجاب في المدارس وعشرات اشكال التمييز المخزية الأخرى لا تليق بالأنسان المعاصر ( وكان يشير بذلك إلى فرنسا التي منعت ارتداء العباءة في المدارس الرسمية)0

ومن الكلام اللطيف الذي عانق كبد الحقيقة العربية والأسلامية هو كلام أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وذلك في كلمته في الأمم المتحدة التيقال فيها :- لا يجوز أن يكون المس المقصود بمقدسات الآخرين نموذجا عن حرية التعبير وواصل كلامه :- أقول لإخواني المسلمين إنه لا يجوز أن يشغلنا معتوه أو مغرض كلما خطر بباله أن يستفزنا بحرق القرآن الكريم أو بنذالة أخرى. فالقرآن أسمى من أن يمسه معتوه 0

وانا أقول لا يمسه عاقل لأن النبي محمد (ص) قال:- العاقل من وحد ربَّه ومن يتقي بربه ويثق به لا يعبث بما انزل الله 0

ومن الجدير بالذكر فإنَّ الحكومة السويدية تدين حرق المصحف على أراضيها، لكنّها أكدت أن قوانين البلاد تكفل حرية التعبير والتجمُّع ولا يمكنها بالتالي حظر هذه التحركات 0

والله إنها لقوانين لم يشرعها عاقل ولا تسمح بها دولة تأخذ بنظرالأعتبارعلاقاتها السياسية والأقتصادية والتجارية مع الآخر التي ترفد الحياة العامة في بلدها باحتياجات الأقتصاد والمعيشة ومختلف الخدمات التي اليوم لا يمكن لأي دولة توفيرها لشعبها بالمستوى المطلوب بمعزل عن باقي دول العالم 0

وفي النهاية لا يمكنني إلاّ أن أقول للرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونظيره الأيراني ابراهيم رئيسي وامير قطر الشيخ تميم بن حمد آل نهيان وكل من ضم صوته إليهم وتوافق معهم على هذه المبادرة القيمة في التصدي للعابثين بمقدسات المسلمين في دول سمحت لهم بذلك 0

فليس من الهين تدويل قضية عقائدية في هيئة الأمم المتحدة لولا اصراركم على طرحها عنبر المنبر الدولي والأقليمي واستطعتم بجذب قدر كبير من الأهتمام الأنساني بهذه القضية والتي قد تكون محوراً تنطلق منه الأمم المتحدة في اصدار عقوبات بحق الدول لتي لا تراعي احترام مقدسات المسلمين 0

فمرحى لكم من قادة مسلمين والف مرحى لعملكم في الأنتصار للإسلام في المحافل الدولية والأقليمية وحتى الداخلية 0