15 نوفمبر، 2024 10:43 م
Search
Close this search box.

مرحلة صراع دولي  لا تحتمل الخطأ

مرحلة صراع دولي  لا تحتمل الخطأ

إستخدام الكيمياوي تجاوز لمرحلة الحرب والوصول الى مرحلة الاجرام , ومن يستخدمها عليه تحمل مسؤولياته تجاه  الجريمة النكراء  , طائرات وحاملات عسكرية , بدأت بالوصول الى قاعدة ( أكروتيري ) الجوية البريطانية في قبرص وعلى بعد 100 ميل من السواحل السورية , وتيرة متسارعة من الأحداث بعد الهجوم الكيمياوي على قرى دمشق , ومضي سوريا في حملتها العسكرية وعدم  المرونة والتنازل , والتقدم للقوة الحكومية وعدم الإهتمام للضربة المتوقعة , أوجد الارضية والدافع للتدخل العسكري المرسوم مسبقاً , بذريعة الهجوم الكيمياوي , الحملات ستكون بأطلاق الصواريخ ( كروز (من بوارج امريكية منتشرة في البحر المتوسط , وربما تستمر للإطاحة بالأسد . حزب الله في لبنان يدرس السيناريوهات المحتملة مع حلفاءه وخياراته , وفي حال إستهداف القواعد العسكرية بصواريخ ( التوماهوك ) من المدمرة الأمريكية في المتوسط , لا تقوم بالرد الاّ في حال التدخل المباشرة كما حصل في العراق وليبيا , وانه سيضاعف وجوده في سوريا والمساندة للموقف الإيراني , مثل هكذا صراع يدمر المنطقة ويدخلها في صراعات لا تنتهي تمتد طائفيا وعرقياً , وفي ظل الأجواء المشحونة بالتصريحات للهجوم الوشيك قال رئيس مجلس النواب الأمريكي جون بيتز , يجب على الرئيس اوباما ان يتشاور مع الكونغرس قبل استخدام القوة وإيضاح الأهداف الستراتيجية التي من شأنها تحقيق الأستقرار في المنطقة . اقليم كردستان العراق لا يعتزم في الوقت الحاضر رغم امتلاكه الاسلحة  التدخل , الاّ أنه في وقت سابق أشار إن من حقة الدفاع عن أكراد سوريا وخاصة بعد تعرضهم الى عدة مجازر من قبل متشددين , وبذلك  يتم  إرسال قوات , وهذه العملية سوف تدخل المنطقة في نزاعات طائفية وقومية وعرقية وإنقسام على هذا الأساس , بينما العراق قاطع التصويت على قرار الجامعة العربية على مستوى المندوبين وعلى فقرتين تقر الى لجوء الجامعة العربية الى مجلس الامن , وتحميل النظام مسؤولية جريمة الغوطة التي راح ضحيتها 1300 سوري , ودون انتظار النتائج الدولية , ولكنه أدان استخدام الأسلحة المحرمة دولياً وبشدة , وتحميل الجهة التي تفق ورائه وبالدليل القاطع , التحرك العربي ضد النظام السوري زاد من التحرك العالمي والأقليمي , والعراق يعتقد نفسه أكثر المتضررين من النزاع السوري , وتنامي الاصطفافات الطائفية , الذي يعاني منه العراق , والتدخل مع اكراد سوريا ينعكس بالسلب على أمن العراق وكردستان خاصة , وما كان الإستقرار الأمني في الاقليم الاّ من خلال علاقتها الأقليمية , والتدخل لا يتوافق مع سياسة الحكومة العراقية وخروج من الإرادة المركزية , ومن جانب اخر يدخلها في دوامة الصراع الدولي ويفقدها الإستقرار , ويبدو ان المنطقة مقبلة على كارثة كبرى يجرى الاعداد لها وإنساقت لها القوى السياسية والدينية المتطرفة , وخاصة بعد الضربة الكيمياوية  , وسوف تدفع شعوب المنطقة ضريبتها وعواقبها لا تنتهي , الأيام القادمة ستنقل المنطقة الى التوتر والصراع , و الانعكاسات المباشرة وغير المباشرة , كبيرة وخارجة عن السيطرة و ترتسم ملامح الشرق الاوسط عموما وتحالفاته ,  وعلينا في العراق كدولة ان نكون واضحين جدا فيما نقرر ومانقول ومانفعل , نرسم صورتنا في هذه الخارطة المستقبلية امام الاجيال القادمة  ,  وعلى المحك وتقيم مواقفنا  في المنعطف التاريخي الحساس الخطير والخطأ في هذه المنعطفات لايغتفر .

أحدث المقالات

أحدث المقالات