23 ديسمبر، 2024 1:54 ص

كي لا يزايد علينا البعض بشعارات الوطنية الرنانة، ويتهمنا البعض بالشوفينية والطائفية والصفوية.. والى آخر الجنجلوتية.. اود أن أشير الى نقطتين مهمتين تؤكدان علاقتي الطيبة جداً بالأخوة الكرد، وأول هاتين النقطتين، إني (خال) لبنتين كرديتين، أمهما شقيقتي، وأبوهما شخصية كردية شيوعية نضالية معروفة، علماً بأن إحدى هاتين الفتاتين هي فيان الشيخ علي، رئيسة منظمة تموز.. (يعني آني والأكراد خال وبنت اخت)!!
 اما النقطة الثانية التي تؤكد علاقتي الوثيقة بالكرد، فهي إني كنت واحداً من مجموعة الجنود الذين قضوا بعض سنوات خدمتهم الإلزامية في مطلع ثمانينيات القرن الماضي في منطقة كردستان، وتحديداً في قاطع قلعة دزه، ورانية، وچوار قرنة.. وقد كان قاطعنا هذا مسرحاً لعمليات البيشمرگة، التابعين لحزب الإتحاد الوطني الكردستاني الذي يرأسه مام جلال طالباني.. وقد كان معي في ذات القاطع بعض الجنود التقدميين والوطنيين الإسلاميين وقد أقسمنا فيما بيننا (سراً طبعاً) أن لا نطلق رصاصة واحدة تجاه أي مقاتل من مقاتلي البيشمرگة، مهما كانت الظروف والأحوال، فهم أخوتنا، وأحبتنا، وقد التزمنا بهذا العهد والوعد حتى يوم تسريحنا.. وللأمانة أذكر هنا أسماء اولئك الذين شاركوني شرف هذا العهد وهم النائب عريف عبد الزهرة (أبو آمنة) من مدينة الصدر – وهو حي يرزق الآن، أراه بين فترة وأخرى يظهر في بعض القنوات الإسلامية كمحلل سياسي – والجندي جعفر علي من الناصرية، وهو شقيق الشاعر الراحل عقيل علي – والجندي أحمد كريم مغزل – من مدينة الصدر، وهو شقيق الفنان جمال كريم – والجندي (الشاعر الشيوعي) جابر السوداني، وكذلك الجندي سلام الجراح – من أهالي العمارة، وجندي آخر من البصرة اسمه كريم، لا أتذكر اسم أبيه.. وللتوضيح أود أن أشير الى أن أي تسرب وقتها لهذا الاتفاق، كان يمكن أن يدفع بأعناقنا الى المقصلة الصدامية بسهولة لو أن أحداً أوصل خبرنا الى الاستخبارات العسكرية.. وأظن أن أغلب الأخوة الذين ذكرت أسماءهم أحياء يرزقون، وقد يقرأون ما أكتبه عنهم اليوم..
 لقد أردت أن أقول في هذا الاستشهاد بأني صديق وأخ للكرد، ولا أحمل لهم في قلبي سوى الخير والحب والمودة.. ويشهد الله على ما أقول.. لكني في المقابل لا أستطيع السكوت على ما يجري من تجاوزات ومظالم وقهر، وخرق للقانون في الساحة العراقية، سواء أكانت هذه التجاوزات تحصل من قبل السياسيين الشيعة أم السنة ام الكرد ام من قبل غيرهم لا فرق!..
 ولو دقق الأخوة الكرد في كتاباتي، لوجدوا إني أنتقد السياسيين الشيعة بشكل مباشر، او غير مباشر أكثر مما أنتقد غيرهم.. ولعل الأمر الذي يستفزني أكثر، هو الاستغلال البشع للظروف القاهرة.. خاصة حين يصيب هذا الاستغلال أهلي وناسي ويحرق بلدي الذي ولدت وعشت وسأموت فيه. فكيف أسكت مثلاً وأنا أرى حكومة الإقليم تستغل ظروف الحكومة العراقية الصعبة، وتستغل انشغال الجيش العراقي بمقاتلة داعش، فتقوم باحتلال المناطق المتنازع عليها، كما حصل في كركوك، وغيرها، بل إن حكومة الإقليم الكردية ستقوم – كما علمنا – ببيعنا نفط كركوك المصدر (150 الف برميل يومياً) .. يعني بالمثل الشعبي (من لحم ثوره واطعمه)!!
  وكيف أسكت، وأنا أرى واسمع النشاط الحثيث لحكومة الإقليم بتحريضها الدول الكبرى على عدم بيع العراق أسلحة ثقيلة، أو طائرات من نوع معين، فتتساوى للأسف الشديد مع حكومة إسرائيل التي تقوم هي الأخرى بنفس هذا الدور التحريضي ضد تسليح العراق..؟ وكيف أسكت وأنا أرى قوات البيشمرگة تذهب الى مدينة كوباني الكردية السورية للقتال هناك دون علم الحكومة المركزية.. وفي ذات الوقت تقوم الدنيا ولا تقعد إذا ما تأخرت الحكومة في دفع رواتب هؤلاء البيشمرگة؟ 
    ماذا أكتب، وهمومنا مع الأخوة الكرد كثيرة، وأنا لا أريد أن أعرضها كلها هنا، فهي ستحتاج الى مجلد.. لذلك سأتجاوز الكثير من النقاط المهمة، بما في ذلك حرق العلم العراقي بيد مواطنين عراقيين أكراد.. وموضوع السفير العراقي الكردي الذي رفع علم كردستان في فعالية رياضية بدلاً من رفع علم بلده العراق الذي جاء ممثلاً عنه في حضور هذه الفعالية!
   أخيراً.. اسمحوا لي أن أختم مقالي بموقف معالي وزير المالية (الكردي)، الذي رفض صراحة دفع مستحقات مقاتلي الحشد الشعبي، وهم الأبطال الذين يستحقون أن نعطيهم عيوننا قبل أن نعطيهم مستحقاتهم المالية، فهؤلاء وليس غيرهم من حمى العراق، وصان شرف العراقيات، أضف الى ذلك أن رواتبهم هي (تفاليس) ليس أكثر، بينما أرسل معالي الوزير بسرعة الضوء نصف مليار دولار لحكومة الإقليم دون وجه حق.. والمضحك المبكي أن النائبة الكردية نجيبة نجيب تريد زيادة حصة الإقليم المالية لأنها قليلة كما تقول
يعني شلون.. أدگ على راسي؟!