26 نوفمبر، 2024 12:11 م
Search
Close this search box.

مرجع شيعي يكفر 63%من شيعة العراق!

مرجع شيعي يكفر 63%من شيعة العراق!

كتب أحد المواقع الإعلامية التابعة لجهة سياسية معروفة بإستخدامها لاسم المرجعية كشعار سياسي لمحاربة خصومهما موضوعاً أثار في عقلي ونفسي وعقول ونفوس الكثيرين الإستغراب من عملية استغفال الجميع ،ولابد من الرد على هذا الاسلوب غير المقبول رداً عقلياً لتنوير العقول التي من الممكن ان تقع في وهم كبير اسمه تكفير اكثر من 63% من افراد الطائفة الشيعية المباركة بسبب قناعاتهم الديمقراطية، والعتب والاستغراب لايقعان على ناشري الموضوع فقط بل هما مادة الموضوع وقائله سماحة الشيخ بشير النجفي(دام ظله) . وسنثبت بالدليل العقلي المحترم ان هذا التصريح هو في الحقيقة يسيء للشيعة عموماً ولسماحة المرجع الأعلى السيد علي السيسستاني(أدام الله وجوده الشريف) قبل أن يسيء لغيره، ولأجل البحث في الموضوع والخروج بهذه النتائج لابد من عرض نص الموضوع مثار البحث ، وهذا نصه :(( الشيخ بشير النجفي وعند زيارته[مرقد] أمير المؤمنين كان هناك جنازة لأحد الشهداء وعندما طلبوا منه الصلاة على الجنازة قال لهم أنا خادم لشيعة علي(عليه السلام) واصطف الناس من خلفه للصلاة وعندما رفعوا الجنازة وجدوا بعض قطرات من الدم فأرادوا إزالتها فمنعهم سماحة المرجع وقال لهم ان هذه القطرات من الدم طاهرة واعلموا ان كل قطرة من هذه الدماء التي تراق هي في عنق المالكي ومن انتخب المالكي وهذا ماحذرناكم منه فقال له أحد الموجودين أنا انتخبت المالكي فهل لي من توبة فقال له وهل من توبة لقتلة الحسين(عليه السلام)ودماء أبنائي تراق لا حول ولاقوة إلاّ بالله العلي العظيم ثم يودعهم وينصرف)).

1ـ من الواضح ان ما جاء في تصريح سماحة الشيخ النجفي يساوي بين قتلة الامام الحسين ع وبين من انتخب قائمة المالكي أو المالكي فالأمر سيان لأن النظام الديمقراطي في العراق برلماني وليس رئاسي.

2- من المعلوم ان سماحة المرجع الاعلى كان يقف على مسافة واحدة من كل القوائم والمرشحين ، ومعنى ذلك حسب مايقرأه العقل في تصريح الشيخ بشير النجفي أن سماحة المرجع الأعلى يقف على مسافة واحدة من قتلة الامام الحسين ع وبين كل الكتل البرلمانية ومرشحيها ؟وبينهم اليوم من استشهد على حب الحسين وحب آل البيت الأطهار، مستجيباً لفتوى الجهاد الكفائي التي أصدرها سماحة المرجع الأعلى(دام ظله).

3- السيد السيستاني قد حث المواطنين على المشاركة القوية والواسعة في الإنتخابات ، وهذا يعني إيمانه بالديمقراطية ، ولكن عندما يفسر البعض فتاوى السيد وفق مصالحة السياسية ويدعي أن في مابين سطور الفتوى دعوة لعدم انتخاب قائمة بعينها أو شخص ما فهذا يعني تناقضاً مع النفس ونحن نعرف ان سماحته بعيد كل البعد عن هذا التناقض ، فمن غير المعقول ان يأمر سماحته بحرية الإنتخاب ويحدد تلك الحرية في نفس الوقت، ولهذا نرى ان من يفسر فتوى سماحة السيد أعزه الله بأنها مانعه من انتخاب قائمة بعينها أو شخص ما فانه يتهم سماحته بالتناقض. هذا من حيث الاساءة لسماحة السيد السيستاني ، أما من حيث تكفير أغلبية الشيعة في العراق من قبل سماحة الشيخ النجفي فان من انتخب قائمة المالكي تربو نسبتهم على 65%

تقريباً ، وان تشبيه هذه النسبة بقتلة الحسين(ع) يعني بالتأكيد تكفير أغلبية الشيعة، وهذا موضوع لاينبغي لمرجع ان يقره .

4- أن فتوى السيد السيستاني ( مثار البحث) لم تمنع احداً من الانتخاب خلافاً لقناعاته ، ولم تحث احد على انتخاب قائمة او شخص بعينه ، وانما قالت لا لوم ولاعتب على الناخب اياً كان اختياره ، وأردفت على ذلك بل هو مأجور ، وهذا نص الفتوى:(( بسم الله الرحمن الرحيم

من انتخب الصالح الكفوء وفق ماانتهت اليه قناعته بعد التحري والتحقيق فلا لوم ولاعتب عليه أياً كان اختياره بل هو مأجور على ذلك ان شاء الله تعالى. وفي كل الاحوال فانه ينبغي أن يغلق هذا الملف ولايُجعل سبباً لاختلاف الكلمة وبث الفرقة.وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)).

خلاصة

ان الشيخ بشير النجفي(دام ظله) يكفر 63% من الطائفة الشيعية في العراق وهم من انتخب قائمة المالكي ، فمن المؤكد ان قتلة الامام الحسين (ع) كفرة ومجرمون، في الوقت الذي يقول سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني(دام ظله) لالوم ولاعتب عليهم، وأضاف على ذلك بانهم مأجورون ،فالمرجع الأعلى وقف على مسافة واحدة من الجميع، بدليل قوله ((… أياً كان اختيارهم…)) فلم يتدخل في اختيارات الناخبين ، وقد حث على المشاركة القوية والواسعة في الانتخابات ، وهذا يعني إيمانه بالعملية الديمقراطية ودعمه المطلق لها، وفي الحقيقة أن سماحته بموقفه من العملية السياسية يتوافق مع إيمانه بولاية الأمة على نفسها، أي انه يؤمن بديمقراطية الاسلام،لأن الديمقراطية ومجمل اجراءاتها تصل في النهاية إلى تحقيق العدالة الإجتماعية في تحصيل الحقوق،والواجبات، والاسلام الحقيقي هو العدالة بعينها.

أحدث المقالات