مرجعية ثائرة تعلمت منها الكثير!

مرجعية ثائرة تعلمت منها الكثير!

قلوب في العراق، تهفو للقاء العاشقين بمعشوقهم، بعد فراق دام لأكثر من عشرين سنة، رغم حقب المصائب، والمقابر الجماعية، ومع أن هؤلاء المشتاقين، يضيفون حدثاً تأريخياً، لأجواء الإستقبال الجماهيري بقائدهم الحكيم، فزئيرهم المتفائل تحدى صفير المأزومين، الذين لم يصدقوا زوال صنمهم المجنون بالسلطة، فقد حان الوقت لوضع حد لهذه اللعبة، وإعلان بداية عصرية لدولة عادلة!قائد حكيم مؤطر بمرجعية كبيرة، ذات قدسية عظيمة، أذابت الخلافات، ووحدت الجهود من أجل محاربة البعث، وحولت حزن الأهوار المصطبغة بدماء الشهداء، الى كائن منتج للحرية والكرامة، إنها مرجعية ثائرة على الظلم والإستبداد، وعينها على الجماهير، فمشروعها يعني بناء وطن مزدهر، وشعب مستقر، فحمل شهيد المحراب ورجاله، راية البقاء ضد معسكر الباطل، حتى يوم يبعثون! تعلمت كثيراً من مرجعية آل الحكيم، وزعيم الطائفة الشيعية الأعلى، الإمام محسن الحكيم، (رضوانه تعالى عليه)، فهي شجرة مباركة، أصلها في السماء، وفروعها في الأرض، ورغم أنها قدمت حرية حمراء بلا حدود، دفاعاً عن الدين والعقيدة، ووقف معهم العلماء الإجلاء، من أعلام المرجعيات الأخرى آنذاك، فقد تركت سفراً خالداً، مفعماً بالقدسية، سيحدد مصيرك عاجلاً أم آجلاً!تشربت في مدرسة شهيد المحراب، معنى أن الدين عند الله الإسلام، وسيظهره على الأديان كلها، ولو كره المشركون، ولا بناء حقيقي للجماعة الصالحة، دون الإعتماد على مبادئ الإسلام الحنيف، ونبيه وأهل بيته (عليهم السلام)، فهم القدوة الحسنة للتكامل، وإن كان ولابد من تجمع كائنات، تسعى لإسقاط الطواغيت، فلابد من الإعتصام بالثقلين، وهما القرآن والعترة! رؤية الحكيم للعراقيين، بأنهم هم مَنْ يقومون بالتغيير، لئلا يصبح البلد في فوضى عارمة، بعد أن عاش الشعب دروساً من الصبر، لمواجهة الطاغية، محارباً كل شيء يتحرك بإسم التشيع، التي تذكرنا بجهاد الحسن والحسين، وأهل بيته (عليهم السلام أجمعين)، فالموت الذي أحياه العراقيون أيام المقبور، أثمر بحتمية الزوال البعثي، وأسقط مفاهيم الحزب الواحد، والقائد الضرورة! مشروع شهيد المحراب، صرخة مدوية، عابر للطائفة، والمذهب، والقومية، محارب للفكر الإلحادي، الذي أراد نشره العفالقة، وإستبداد حاكم واحد بمقدرات الشعب، على حساب الشريك الآخر في الوطن، والذي أنهكه القمع، والقتل، والتشريد، لكنهم رسموا صوراً في الدفاع، عن الرسالة المحمدية، والولاية العلوية، والمظلومية الفاطمية، والقضية الحسينية، فتحقق النصر، وهو من أروع دروس مدرسة الحكيم (قدس)! جريمة الأول من رجب، علمتنا أن أقدس فداء، قدمه السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) للجماهير، هو أن يصبح جزءاً من الهواء، المفعم بالحرية الحمراء، يسكن قلوب العراقيين الشرفاء، فقد كانت أشلاؤه الطاهرة، تتلاشى في الفضاء، لتتجمع قدرة مرجعية حكيمية، على شكل بارقة أمل بحياة أفضل، فأمست العمامة المقدسة ديباجة، لحكاية وضعت إصبعها، على جرح العراق، فالشهيد الحكيم جعلنا على موعد مع الأمل!

أحدث المقالات

أحدث المقالات