في أغلب التصريحات والمواقف والتحليلات نجد تناول النتائج بالقبول أو المعارضة ونسيان التعرض للأسباب التي أدت الى تفاقم الحالة ، وهذا ما دأب عليه الكثير تناسياً أو غضاً للنظر متعمداً لأن البحث في الأسباب يؤدي الى تحميل المسؤولية لجهات متحكمة في البلد ، وهذا ما يتجنبه الكثير بسبب المجاملة أو الخوف أو الانتهازية أو كونهم جزءاً من تلك الجهات المتسلطة دينياً وسياسياً .
وهذا ما جرى ويجري من ردود أفعال بخصوص الجريمة الكبرى التي قامت بها مليشيات الحشد الطائفي في المقدادية في ديالى ضد العرب السنة من قتل على الهوية وتهجير وتهديم للبيوت وتفجير لدور العبادة ، فتجد أن من يتطرق لهذه الجريمة بالنقد أو الرفض يركز على النتائج من قيام مليشيا الحشد بقتل وتهجير وتهديم وحرق ويترك الأسباب التي أدت الى وقوع هذه الأعمال الإجرامية . ومن أهم الأسباب هي الفتوى الطائفية المقيتة غير محسوبة النتائج والتي جاءت لخدمة السياسات الإيرانية التوسعية التي تهدف الى إستعادة بناء إمبراطوريتها الإستعمارية على حساب الشعوب العربية والإسلامية ، وإن غض النظر عن سبب تشكيل مليشيا الحشد الطائفي يؤدي الى عدم القدرة على رؤية الصورة بوضوح وعدم القدرة على التوصل لوضع الحل الناجع ، وبالتالي بقاء المشكلة وتفاقمها وإنتشارها ، وهذا ما حدث في العراق حيث كان اللوم يقع فقط على الحشد وفيهم طبعاً الكثير من الشباب المغرر بهم بحجج واهية مثل الدفاع عن المقدسات أو المذهب أو عن الأعراض ، وترك التطرق للسبب الحقيقي وهو فتوى السيستاني الطائفية التي أغرقت البلد في بحار من الدم وذبحت شبابه ورملت النساء ويتمت الأطفال من أجل الدفاع عن المصالح الإيرانية ، ومن أجل وضع النقاط على الحروف والتشخيص الدقيق للوضع القائم فقد بين المرجع العربي الصرخي الحسني في تصريح أدلى به لصحيفة العربي الجديد ” إنَّ الحديث عن الحشد وما يصدر عنه ، لابد أن يستندَ ويتأصّلَ من كون الحشد ، جزءاً من المؤسسة العسكرية وتحت سلطة رئيس الحكومة وقائد قواتها المسلحة ، وقد تشكّل بأمر وفتوى المرجع السيستاني ، ولا يمكن الفصل بين الحشد والسلطة الحاكمة والمرجع وفتواه “وأضاف ” من عنده كلام عن الحشد وأفعاله من ذم أو نَقْدٍ أو إتّهامات بتطهيرٍ عِرْقِيٍّ طائفِيٍّ وتهديمِ مساجد وتهجيرِ عوائل وأعمال قتل وسلب ونهب ، وغيرها من دعاوى وإتهامات ، فَعَلَيْه أن يوجّه كلامَه وسؤالَه ومساءلتَه لشخص السيستاني ، مؤسّسِ الحَشْد وزعيمِه الروحي وقائِدِه وصمّامِ أمانِهِ ” .
ومن هنا يجب علينا أن نحدد الأسباب بصورة دقيقة ليتحمل المتسبب وزر أعماله ونتائج فتواه الطائفية التي لم يدرس نتائجها وأفتاها لخدمة المنهج التوسعي الإيراني .