قال الإمام المهدي “عج”, عند بدء الغيبة الكبرى, وانتهاء فترة السفراء الأربعة:” وأما الحوادث الواقعة, فارجعوا بها إلى رواة حديثنا, فإنهم حجتي عليكم, وأنا حجة الله”.
مفهوم المرجعية المتداول, بين أتباع المذهب الشيعي, يعني الرجوع إلى العالم, الذي حصل على درجة الاجتهاد, بعد دراسة عميقة ومراحل متعددة, ومن الممكن أن يكون, عدة مراجع, إلا أنهم يرتبطون عملياً, بالمرجع الأعلى, وكان لزاماً على كل فردً, الرجوع لأحد العلماء المجتهدين, ليستلهم منه أصول الدين وفقهه, في العبادات والمعاملات, وذلك منذ عام 329هجري, بناءً على وصية الإمام الغائب عليه السلام.
منذ تأسيس الحوزة العلمية, التي تحتل مكانة القدسية, لدى المُقلدين, توارد على زعامتها, علماء أفذاذ منهم,” الكليني والصدوق, والشيخ المفيد, والطوسي, ومن العلماء الذين عاصرناهم, السيد محسن الحكيم, والسيد الخوئي, والسيد عبد الأعلى السبزواري, إلى أن وصلت الزعامة, للسيد علي السيستاني, ويعمل باقي المجتهدين, تحت راية الزعيم الأعلى للحوزة, رحمة ربي على السابقين منهم, وحفظه ورعايته للعلماء الأحياء.
المرجعية الشيعية في النجف الأشرف, يكون اختيارها بشكل دقيق, فهي ليست ليس كما المرجعية المسيحية, المسمى زعيمها بالبابا, حيث يتم بالانتخاب, وليست كالمرجعية السنية في الأزهر, فمن المعلوم أنها تكون بالتعيين, أما المرجعية الشيعية في النجف, فتتم عن طريق الاختبارات, ليتم اختيار العالم الأعلم, الذي تتفق عليه لجنة الخبراء, ليكلفَ بزعامة الحوزة.
لو أتيح لمن يريد الاطلاع, على ما يدور بما يسمى “بالبراني”, لوجده دولة متكاملة, ففيها ما يشبه بيت المال, لا يتم صرف أصغر مبلغ, إلا بالمواصفات الشرعية, ومختصين بالشأن السياسي والاجتماعي الخ, فهي ليست مهتمة بالفقه فقط, كما يعتقد بعض الجهلة, من المتفيقهين والحاقدين, الذين لا هم سوى, إسقاط ما يعانون من أمراض, على المرجعية المباركة, بشتى الوسائل الإعلامية الرخيصة.
بقيَ أن نقول, أن المرجعية لا تحمل فِكرِ القتل والدماء, لمن لم يتفق معها في الرؤى, وليس التقليد جبرياً, بل أن التقليد يكون عقلياً, بقناعة المُكلف, وهذا ما قاله الإمام الصادق عليه السلام, حين نَقَلَ له بعض المسلمين, خبر فتح مدرسة للشيخ ابي حنيفة النعمان, وقد أصبح له أتباع( مُقلدون), فقال:” من تَبعهُ فليتبعه, فالحق بين والباطل بين”.وأخيراً أقول: عندما يُجرح الحاقدون, فإنهم لا يستهدفون إلا الجاهلون, “وسيعلم الذين ظلموا, أيَّ مُنقَلبٍ ينقلبون, والعاقبة للمتقين” سورة الشعراء من الآية 227.