بدأ نقول أن خطبة الجمعة هي موروث ديني أسلامي عمل بها منذ أنتصارة الثورة المحمدية التي قادها النبي العظيم محمد عليه أفضل السلام بنشر الدين الأسلامي وعمل بها الصحابة والخلفاء الراشدين الأجلاء رضي الله عنهم الذين تزعموا الأمة الأسلامية من بعده ، حيث يجتمع المسلمين في خطبة الجمعة بعد الصلاة ، للتشاور في أمور الأمة الأسلامية ولشرح وتوضيح أية أمر يلتبس عليهم ، أو موضوع يهم أمور المسلمين وكذلك للنصح والأرشاد وبيان الرأي في كل ما يتم طرحه من أمور0 ومن بعد سقوط النظام السابق ومجيء المحتل الأمريكي والبريطاني والغاشم على العراق ، حرصت المرجعية الرشيدة بالنجف الأشرف ولما لها من دور بارز ومؤثر وكبير في صورة المشهد العراقي ولحاجة العراق وبسبب الظروف والأحداث التي مرت وعصفت ولا زالت تعصف بالعراق منذ 2003 ولحد الآن وعلى كافة الأصعدة ، حرصت المرجعية على أقامة صلاة الجمعة ومن بعدها الخطبة بشقيها ( الوعظية ، والسياسية)! ، والتطرق والشرح والتوضيح لكل ما يجري في البلاد من أمور وتقديم النصح والأرشاد أذا لزم الأمر دون التدخل وأصدار الأوامر والفتاوي الشرعية بذلك! 0 ومنذ سنوات أوقفت المرجعية وعلقت أقامة صلاة الجمعة والخطبة بشقيها ( الوعظية والسياسية)! ، لأمور وقائية ( بعد أنتشار جائحة كورونا عام 2019) ، والأمر الآخر هو عدم رضا المرجعية على (الطبقة السياسية الحاكمة وزعاماتها!) ، حيث لم تلمس منهم أي عمل جاد ووطني من أجل الشعب والوطن ، ولأنهم لم يكونوا على مستوى وطموح الشعب والمرجعية على السواء ، ووضحت المرجعية ذلك في أكثر من خطبة حتى ( بح صوتها) على حد قول وكيل المرجعية ( الشيخ مهدي الكربلائي)! في أحد خطبه ، من كثرة النصح والتوجيه والنقد البناء من أجل الصالح العام ، وعندما لمست المرجعية ضعف أستجابة الطبقة السياسية وأحزابها الحاكمة لما تقوله المرجعية وتطالب به من أجل الوطن والشعب ، أغلقت المرجعية أبوابها تماما ولحد هذه اللحظة أمام زعامات الطبقة السياسية الحاكمة لعدم رضاها عنهم ، ( ويمكننا القول أن المرجعية قررت ألتزام جانب الصمت وعدم التعليق على كل ما جرى ويجري بالعراق من أحداث وأزمات ومشاكل رهيبة!)0 ورغم غلق المرجعية أبوابها وتعليقها لخطبة وصلاة الجمعة ألا أن ذلك لم يقلل ولم يؤثر على هيبة المرجعية ومكانتها الدينية العالية والكبيرة ليس في عيون العراقيين والعرب فحسب بل في عيون العالم الأسلامي أجمع، فلا زالت المرجعية تحتل مكانة كبيرة ومهمة لدى العالم الأسلامي ، ولازال زعيمها السيد السيستاني يمثل الرقم الصعب في صورة المشهد العراقي بكل تفاصيله وله الكلمة الفصل عندما يتكلم في أي موضوع ما! ، بل أن البعض يرى أن غلق المرجعية لأبوابها أمام الطبقة السياسية زاد من شأنها وعلو كعبها أكثر وأكبر في عيون الناس!0 ومن وجهة نظري كمراقب للأحداث وما يجري في المشهد العراقي اليومي أرى، أن موضوع غلق المرجعية لأبوابها وتعليق خطبة الجمعة ، كأنه جاء لصالح الطبقة السياسية وأحزابها الحاكمة حيث أزاح ثقلا وهما كبيرا من على صدورهم! ، لأن خطبة الجمعة كانت تمثل لهم حرجا كبيرا! ، ولان صوت المرجعية هو يمثل صوت الشعب والوطن بكل ألامه وجراحه وتطلعاته ومطالبه المشروعة 0 وقد يتفق معي الكثيرين بأن الخاسر في تعليق خطبة الجمعة هو الشعب! ، الذي خسر صوتا وسندا قويا ، له صداه وأهميته لدى عموم أطياف الشعب العراقي بكل ملله ونحله ، لأنه صوت الحق والحقيقة والذي يذكر ولاة الأمر بمصلحة الوطن والشعب ، والطبقة السياسية الحاكمة وأحزابها كانت ولا زالت ، تهيب المرجعية وترتجف منها ومن خطبتها خوفا! ، لأن صوتها يمثل صوت الشعب ونصرة المظلومين وما أكثرهم في العراق!0 أرى وقد يتفق معي الكثيرين ، أن الشعب العراقي بكل أطيافه وملله ونحله ، هو اليوم بحاجة ماسة وكبيرة الى سماع صوت المرجعية أكثر من أي وقت مضى! ، ليس لأن مصائب العراق ومشاكله وأزماته لم تنته بعد بل أزدادت أكثر من ذي قبل على الصعيد الداخلي والخارجي، وليس هذا فحسب ، بل لأن العالم يمر بمنعطفات خطيرة وكبيرة على الكثير من الأصعدة وخاصة محاولة الدول الكبرى دول الأستهتار العالمي وعلى رأسهم أمريكا وحليفتها الخبيثة بريطانيا، فرض موضوع ( المثلية الجنسية) على شعوب العالم بالقوة! ، ومن الجدير أن نذكر هنا ( بأن كندا أصدرت قرارا يقضي بحبس الأب والأم 5 سنوات في حال ثبوت تعليمهم لأبنائهم بأن هذه الظاهرة هي خطأ ولا تتأثروا بها! ، والذي لا يعجبه القرار ليترك البلاد سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين)! ، لا سيما أذا علمنا بأن هذه الظاهرة الخطيرة المخالفة للشريعة الأسلامية ولفطرة الأنسان الذي خلقه الله ، وجدت لها موطيء قدم في الدول العربية ومنهم العراق! ، بتبريرات وأسباب تلاعبت بعقول البعض من الجهلة والشاذين ، هذا من جانب ومن جانب آخر الذي يقتضي عودة خطبة الجمعة ، هو بسبب ما يتعرض له العراق من تهديدات خارجية ، فلا زالت التنظيمات الأرهابية من داعش وغيرها لم ترم بسلاحها بعد ولازال تهديدها خطيرا على العراق من كل حدوده ، ناهيك عما يتعرض له العراق من حرب لموته وتدميره وذلك بتجفيف مياهه وأنهاره! ، والأهم في ذلك هو أستفحال الفساد والمفسدين وحياتنه الذين لا زالوا ينخرون بجسد الوطن والمواطن ، وغيرها الكثير من المشاكل الداخلية الأجتماعية والأنسانية والصحية والتربوية والتعليمية و و و و ، التي تستوجت عودة خطبة الجمعة في النجف الأشرف ، فلا زال العراقيين يرون في المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف رئتهم الثالثة التي من خلالها ومنها يتنفسون هواء نقيا صافيا يحمل معه حب الوطن والشعب والتفاني من أجله 0 لذا أتمنى من المرجعية أن تراجع قرارها بتعليق صلاة الجمعة وخطبتها ، وتعود أليها مرة أخرى وبصوت قوي وهادر وبلا أيماءات بل تضع النقاط على الحروف وتسمي الأشياء بمسمياتها فأمريكا وأسرائيل ومن معهم لم يكتفوا بتدمير العراق بل يريدون محوه !! ، ونحن بأنتظار ذلك ، ولله الأمر من قبل ومن بعد0