بعد ان شعرت مرجعية النجف بالخطر من التغيير الحقيقي والجذري الذي يسعى له شباب ساحة التحرير حاولت ركوب موجة التظاهرات العارمة التي اجتاحت مدن العراق فقالت ان للصبر حدود وعلى الحكومة ان تلبي مطالب الجماهير وانها مطالب مشروعة وواقعية وخرج عبد المهدي الكربلائي اليوم يطالب المتظاهرين باعطاء الحكومة فرصة ومهلة لتنفيذ المطالب وهنا اوقعت مرجعية النجف نفسها في تناقض ففي جمعة للصبر حدود بينت ان صبر العراقيين نفذ وطالبت بتنفيذ المطالب وفي هذه الجمعة تطالب باعطاء مهلة وكأنها تطبق الاية القرانية ((وقالت طائفة من اهل الكتاب امنوا بالذي انزل على الذين امنو وجه النهار واكفروا اخره لعلهم يرجعون)) ال عمران72 فوقفت مع المتظاهرين في الجمع الاولى وانقلبت عليهم الان بحجة اعطاء الفرصة .
فهي بتصرفها هذا تحاول الالتفاف على المطالب وتخدير الهمة العالية التي يتمتع بها شباب ساحة التحرير ولكن هيهات هيهات فان مكرهم بائن وان الجماهير اصبحت مدركة لهذه التحركات وواعية لكل المؤامرات التي تريد النيل من العراق ارضا وشعبا وقد حذر المتظاهر و الناشط المدني الصرخي الحسني المرجعية الاعجمية ومن خلفها ايران من محاولة ركوب موجة التظاهر في بيانه (( من الحكم الديني (اللا ديني) الى الحكم المدني))….
حيث ذكر قائلا:-
فَشِلَ مكرُهُم بسببِ وعْيِ الجماهير وتشخيصِهم لأساس وأصلِ ولُبِّ المُصاب ومآسي العراق في تحكُّمِ السلطةِ الدينية بأفكار وعقول البسطاء والمغرَّرِ بِهِم وتحكُّمِها بمقدَّرات البلد بكل اصنافها وبتوجيهٍ مباشر من ايران جار الشر والدمار ،
بعد ان انقلب السحر على ايران الساحر بفضل وعيكم وشجاعتكم واصراركم فادعوكم ونفسي الى الصمود في الشارع وادامة زَخْمِ التظاهرات والحفاظ على سلميّتها وتوجّهها الإصلاحي الجذري حتى كنسِ واِزاحةِ كلِّ الفسادِ والفاسدين وتخليصِ العراق من كل التكفيريين والتحرر الكلي من قبضة عمائم السوء والجهل والفساد حتى تحقيق الحكم المدني العادل المنصف الذي يحفظ فيه كرامة العراقي وانسانيته وتمتُّعِه بخيراته بسلامٍ واَمْنٍ وامان ،
لابدّ أن نُحذّر المؤسسةَ الدينية ومن ورائها ايران بان أيَّ محاولةٍ للانتهازية واستغلال جهود وتضحيات المتظاهرين وارجاع الامور الى المربع الأول بتسليط نفس المؤسسة الدينية الكهنوتية وافرازاتها الفاسدة المُفسِدة ، نحذرهم باننا سنغيّر توجّهات واَولَوِيات التظاهر فسنطالبُ أولاً وقَبْل كلِّ شيء بل سنؤسس حشدا مدنيا لتطهير المؤسسة الدينية من قُبْحِها الفاحش وفسادِها المُستَشري بأضعاف أضعاف قبحِ وفسادِ السياسيين ورجال السلطة ، فنحذِّرُهم من ركوبِ الموجِ ومحاولةِ الخداع والتغرير من جديد فنقول لهم عليكم تطهير أنفسِكم ومؤسساتِكم قَبْل ان تنتهزوا وتَركَبوا مَوْجَ التغيير والإصلاح والقضاء على الفساد ، فلأكثر من ثلاثة عشر عاما الأمور بأيديكم من سيئ الى أسوأ والكوارث والمآسي في ازدياد مطّرِد
القوة للجماهير المتظاهرة والاستجابة الجزئية من المسؤولين أتت تحت ضغط الجماهير فقط لا غير ، اما اِقحام اسمِ المرجعية فهو انتهازٌ وخداعٌ وسرقةُ جهود وتضحيات ، وهذا لا يصحّ القبول به والسكوت عنه لانه يعني بقاء واِزدياد الفساد والفتن والدمار والهلاك ،)).