23 ديسمبر، 2024 12:22 ص

العالم يعيش حياة العصر الجاهلي بطريقة علمانية ، حروب واعتداءات وسلب خيرات واتهامات باطلة وعنصرية مقيتة وطائفية خبيثة ونحن في هذا القرن الحادي والعشرين لا زال البشر ينظر بعضه الى بعض نظرة اللون والعنصر والجنسية والديانة .

الحروب التي يشنها الغرب او من يقوم بها بالنيابة عنها ـ يعني الغرب يمولها وعلى راسهم امريكا ـ فان القتل وعدم احترام الانسان وخلوها من الضوابط والشرف تؤكد لنا ماهية الثقافة التي يحملونها في طيات نفوسهم ضد الانسان ، هنا جملة اعتراضية عندما نتحدث عن العلمانية او السياسة او تصرف اي بلد فالمقصود هي الحكومات وليس الشعوب ، لان الشعوب نحن جزء منها وهم بشر مثلنا ولهم ما لنا وعليهم ما علينا ، اؤكد الانتقاد للحكومات فقط .

في الاسلام نقول ان الله بعث رسول الله رحمة للعالمين ، وقد جسد رسول الله صلى الله عليه واله هذه الرحمة في تصرفاته الكاملة والمتكاملة التي اصبحت مثلا يقتدي بها كل انسان حر ، وهذه الرحمة من المؤكد تجسدت في اهل بيته وصحابته .

واما اليوم فانها تجسدت في المرجعية ، وافضل ما نستشهد به على الرحمة التي نادت بها مرجعية السيد السيستاني دام ظله هي الوصايا التي صدرت عنه للمقاتلين ، والمعلوم ان المقاتلين يقاتلون داعش وهم محسوبون على الاسلام ، ونظرة تاملية لهذه الوصايا فانها تجسد الرحمة في تراث اهل البيت عليهم السلام والتي اصبحت وثيقة تاريخية لا تقبل الجدل والتاويل كما هو حال روايات التاريخ .

واغلب الروايات التي استشهد بها السيد السيستاني كانت لامير المؤمنين عليه السلام لانه خاض ثلاثة حروب ضد المسلمين ، وانتقى وصايا مهمة جدا ، واهمها التحدذير من بدء الحرب وقتل البريء وسلب من لم يحارب والرفق بالاسير ، وحقيقة هذه الامور مختفية تماما من جيوش الحكومات العلمانية . ففي الوقت الذي يقاتل العراقي داعش يوصي السيد بعدم البدء بالقتال او الرمي بعيدا للتحذير لعله لا يريد ان يقاتلكم حتى نتجنب سفك الدماء ، اية رحمة هذه التي يطالب بها السيد ؟

يطالب بعدم اخذ الاموال ممن لم يحاربكم حتى من ذويهم بل ان الامام علي عليه السلام ضرب مثلا رائعا في الرحمة والخلق العالي كما جاء في الوصية الثامنة ونصها : وجاء في سيرة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه نهى أن يُستحلّ من أموال من حاربه إلاّ ما وجد معهم وفي عسكرهم ، ومن أقام الحجّة على أن ما وجد معهم فهو من ماله أعطى المال إيّاه، ففي الحديث عن مروان بن الحكم قال : (لمّا هَزَمنا عليٌ  بالبصرة ردّ على الناس أموالهم من أقام بيّنة أعطاه ومن لم يقم بيّنةٍ أحلفه )

الله الله في حرمات عامّة الناس ممن لم يقاتلوكم، لاسيّما المستضعفين من الشيوخ والولدان والنساء، حتّى إذا كانوا من ذوي المقاتلين لكم ، فإنّه لا تحلّ حرمات من قاتلوا غير ما كان معهم من أموالهم… ونحن نشاهد تقارير الحروب حتى بالنسبة لاوربا فيما بينهم نشاهد دمار بيوت المدنيين وقتل الابرياء بينما ثقافة الاسلام ترفض ذلك رفضا قاطعا وقد عاش العراق هذا الدمار على يد الامريكان .

طبعا ولم يغرب عن عقل السيد مسالة التكفير والبدعة والضلالة وحذر من اتهام الاخرين بها فان شرها وخيم وحسابها عظيم  فقد ذكر من جملة وصاياه ” واعلموا إنّ من شهد الشهادتين كان مسلماً يُعصم دمُه ومالُه وإن وقع في بعض الضلالة وارتكب بعض البدعة، فما كلّ ضلالة بالتي توجب الكفر، ولا كلّ بدعة تؤدي إلى نفي صفة الاسلام عن صاحبها،  وربما استوجب المرء القتل بفساد أو قصاص وكان مسلماً “.

اية رحمة تلك التي تنادي بها المرجعية هذه الوصايا هي الوجهة الاخر لحقوق الانسان ، هذه الوصايا تجسد الانسانية بعينها من خلال تراث النبي واهل بيته عليهم السلام .

على وسائل الاعلام والشخصيات المفكرة وحتى طلبة الشهادات العليا دراسة هذه الوصايا بتمعن مع تطبيقها على واقع حياتنا وحياة الغرب وسنجدها من صلب الواقع .