19 ديسمبر، 2024 12:45 ص
مرثون متسارع تتزايد مسافاته من سنة إلى أخرى، ويشتد التنافس بين المناطق للحصول على الصدارة، من يجمع صكوك طلاق أكثر؛ ليحتل صدارة المشهد. بات الطلاق في تزايد مطرد، وهذا نذير شؤم لما فيه من تبعات اجتماعية (( إن أبغض الحلال عند الله الطلاق)) .
وذلك لما فيه من أثر سلبي على مستوى الفرد والمجتمع وتبعاته النفسية والمادية، وقصور النظر لدى الزوج والزوجة وافتقار الحكمة، مما يعجل في رغبتهما بالانفصال من غير الالتفات إلى عواقب هذا القرار، وبعد ما كان الطلاق آخر الأبواب التي تطرق حينما تفشل جميع المحاولات للاستمرار في الحياة الزوجية لطريق الاستقرار وتغيب المودة والرحمة ولم تتوفر السكينة. أما الآن أصبح القرار الأول الذي يتردد على الألسن من غير إدراك أن الإقبال على الزواج يحتاج توفير معطيات النجاح، وأن نوفر القائد المبادر الباذل، ولانغفل عن توفير المكان والبيئة التي توفر أجواء الاستقرار والنجاح والإدارة من قبل الزوجين لهذه الأزمات وتقبل الظروف الراهنة الغير معتادة قد يختار أحدهما الهروب من الأزمة والخروج منها بالطلاق. ومن أسباب الطلاق:
تدخل الأطراف الخارجية في مشاكل الزوجين، مما يفقد السيطرة عليها (كل شيء ثابت ما لم يؤثر عليه بقوى خارجية)، وهذه القاعدة التي قالها نيوتن لنا أن نسقطها على أمورنا الاجتماعية والأسرية، أي أن المشكلة ثابتة ما لم ينفخ فيها نار الكير التي تحرك أطرافها، وتجعل من المشكلة تكبر وتدمر البيوت المطمئنة، ومن أسباب الطلاق أيضًا:
ضعف الثقافة الزوجية وتدخل الأهل والتوقعات العالية وسوء الاختيار والمشاكل المعاصرة وتحديات عديدة أفرزتها التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والمقارنة الغير واقعية وتأثير ماتنقله الأفلام ومواقع التواصل الاجتماعي من قصص لاتمت للواقع بصلة، وتترك تأثيرًا سلبيًا على من يسقط هذه القصص على تفاصيل حياته.
وانعدام الانسجام والضغوطات الاقتصادية والتهاون وعدم القدرة على تحمل المسؤولية والأنا وتغلب متطلبات الفرد على حساب استقرار الأسرة.
فلابد من مجابهة مسببات الطلاق من قبل المؤسسات الاجتماعية والجمعيات التطوعية لتذليلها ومعالجتها بتثقيف المقبلين على الزواج وتأهيلهم للحياة الزوجية وتوضيح المصاعب التي قد تواجههم وطرق تجنبها وفن التعامل مع الآخر.