البعض يحلل ويصرح متأسفا على تراجع المد الزخمي للتظاهرات وتدني اعداد المتظاهري ويعزوا ذلك لاسباب طبيعية او لم تأتي التظاهرات أوكلها وكأنما هي منتج جديد ومراد تسويقه بأعلى الاسعار .. كل التظاهرات والاحتجاجات ترسم عمق المعانات والالم الجماهيري اما في لحظته او استعادة لشريط سنين من الحرمان والوجع وبذلك لاننظر الى الارقام بل الىمدى وتأثير الصوت المطالب بالاصلاح والتغيير وعندما ينسحب البعض من ساحة الثورة انما هي حالة صحية حيث بات واضحا بقاء الجاد والرصين ومن لديه القدرة على الاستمرار في التطلع الى تحقيق الاهداف المرجوة ..
وعندما تخرج بعض الاصوات المبحوحة من هذه القناة اوتلك ويبرر عدم جدوى استمرار التظاهر وانها ليست ضرورية معللا ان الوطن يتعرض الى هجمة ارهابية وازمة اقتصادية وكأننا مسؤولون عن كل هذا .. ان اشاعة هذه الافكار والمفاهيم للدفاع عن حكومة فاسدة وافسدت.. حكومة امعنت في ولمدة 13 سنة في ترويج الفكر الطائفي والاقتتال المذهبي وغضت الطرف عن امكانية تنمية البنى التحتية وكان بألامكان قيادتها لثورة اقتصادية انفجارية تصاحب الميزانيات الخرافية تنقل العراق الى الاستقرار الامني والاقتصادي وتعدد مصادر واردات الدولة من خلال اعاد تدوير عجلة الحياة للصناعات التكميلية وتنشيط القطاع الخاص الذي سيسهم بصورة فاعلة بالقضاء على البطالة واتحاة فرص عمل جديدة وارتفاع مستوى دخل المواطن .. فالشعب وحده من تحمل اخطاء حكامه وصبيانيتهم وتهورهم وحده من ضحى بفلذات القلوب وحده من نزح وهجر وقتل على الهوية وحده من عانى ضنك العيش وحده من كان صابرا محتسبا ..
ولضآلة الفكر الحكومي المضاد لارادة الشعب ومتانة النسيج المتماسك للمتظاهرات راهنت هذه الحكومة السلطوية على المطاولة وانخفاض اعداد المتاظاهرين انما ينم عن جهل واستخفاف بمطالب وطنية وحقيقية ..
التظاهرات حركت الحس الوطني واقدت جذوة الثورة ومعرفة الحقوق وكسر حاجز الخوف والتردد وايقضت روح المواجهة لجيلين من الشباب واصواتهم ستغيض السلطويين وتؤرقهم وتقض مضاجعهم وللنصح فقط ان الثورة نار متقدة في صدور الثوار(( نار تحت الرماد )) وخبارات المواجهة السلمية متاحة فقط امامهم في تبني اساليب جديدة في العمل الاصلاحي السلمي .. وسقف المطالب وان خرجت قليلا عن جادتها الاولى ستعود بقوة اكبر وبعزم واصرار اكثر تأثيرا
لتحقيقها .. والعودة بالاعداد التي يتمناها الشعب وبنسق عالي الدقة قريبا