17 نوفمبر، 2024 7:39 م
Search
Close this search box.

مرة أخرى يعزل ترامب واشنطن لإرضاء شركاء الدم

مرة أخرى يعزل ترامب واشنطن لإرضاء شركاء الدم

يبدو أن الأفكار التي تدور في الرأس الأمريكي والعقل الإسرائيلي تتمحور حول الإلتفاف على القضية الفلسطينية ، فموضوع السلام الذي يقوم على إنهاء الإحتلال، ومنح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة غير قائم في عقلية وإستراتيجية اليمين الإسرائيلي المهيمن على قرارات الحكومة الإسرائيلية.

وفي خطوة جديدة التي تهدف إلى كسر يد المقاومة الفلسطينية، وإبادة الشعب الفلسطيني وتقويض الوفاق الوطني، أعلن وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، أن حكومة بلاده لم تُعد ترى في بناء المستوطنات في الضفة الغربية إنتهاكاً للقانون الدولي، وبموازاة ذلك رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتنياهو”، بالموقف الأميركي، قائلًا إن القرار الجديد يصحح خطأ تاريخياً، ودعا الدول الأخرى إلى اتخاذ موقف مماثل.

فالحقيقة التي يجب أن ندركها بيقين إن هذا القرار يعد نهج جديد للموقف الأميركي لشرعنة الأفعال الإسرائيلية غير القانونية ، ويمثل دليلاً جديداً على أن الإدارة الأميركية عاقدة العزم على هدم أسس عملية السلام، وفرض الأمر الواقع الإسرائيلي على حساب الحق الفلسطيني، كما يعد إرضاء لليمين اليهودي الأميركي، خلال الحملة الانتخابية، خاصة مع تنامي الانتقادات الموجهة للإدارة في سياق المداولات الخاصة بعزل الرئيس الأميركي، وفي الوقت نفسه تزيد من توتر الوضع الفلسطيني-الإسرائيلي، الذي يفتح أبواباً للعنف والتطرف والفوضى وإراقة الدماء في المنطقة.

وفي سلسلة الإنحياز الأمريكي لإسرائيل أكد الرئيس الأمريكي ترامب، “تجديد إلتزام الولايات المتحدة المطلق بأمن اسرائيل”، الذي يعتبر من سلم أولويات البيت الأبيض، في ظل محاولات أمريكية لتمرير خطة اسرائيل التي تستهدف القضية وشطب حق العودة للفلسطينيين وإيجاد حل يخدم أمن دولة الإرهاب والإحتلال في المنطقة، وهنا يمكنني القول إن رؤية الولايات المتحدة الأمريكية الجديدة لدولة فلسطين هي الثمن الذي تريد تقديمه كحافز للكيان الاسرائيلي، ثمناً للمساومات الإقليمية والدولية، مستغلة في ذلك ضعف القيادة الرسمية والصراع بين الفصائل الفلسطينية، ومستخدمة كل أشكال الإنقسام والفوضى السياسية بصنيعة أمريكية وإسرائيلية وبمساعدة دول عربية، كي يمرروا مشروعاً هو الأكثر خطورة على القضية الفلسطينية من كل المشاريع السابقة.

لذلك لا بد من التحرك الفوري والعاجل للعالم العربي والإسلامي، والرد بكل غضب على مخططات الاحتلال الرامية إلى سلب الهوية الإسلامية عن المدينة المقدسة، وتهويد الأقصى، بالإضافة إلى الاستمرار في دعم نضال شعبنا الفلسطيني وصموده، صوناً لكرامة الإنسان، وإنهاءاً لأبشع صور الاحتلال، وحماية للمقدسات الإسلامية والمسيحية من دنس الاحتلال الذين يمثلون خطراً على قيم الحضارة والإنسانية جمعاء.

مجملاً……إن حكومة نتنياهو تغلق الباب أمام الحديث عن أي عملية سلام وإنهاء الإحتلال للأراضي الفلسطينية، وتحاول بكل الطرق عرقلة ذلك من خلال تصعيد عدوانها غير المسبوق ونسف المفاوضات من خلال إستمرار عمليات البناء في الأراضي الفلسطينية، والإقتحامات اليومية وغيرها من الممارسات، وبالتالي أرى إن فشل المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية سيعمل على تعاظم عمليات المقاومة بشكل جوهري، من خلال إندلاع إنتفاضة جديدة تعتمد المقاومة الشعبية، وتهدف بشكل أساسي إلى نزع الشرعية الدولية عن إسرائيل.

وأختم مقالتي بالقول: إن غزة هي الحصن المنيع بوجه الكيان العبري وبوجه إجرامه، فلقد أظهرت جدارتها في مقاومة عدو يدوس على الكرامة الإنسانية، لذلك فإن المنطقة اليوم تدخل في مرحلة جديدة سيكون عنوانها التغيير، وسيتمخض عن المعركة الدائرة مع العدو ولادة شعب عربي متحرر من خوف الأعداء، وسينتج عنها استعادة المحور المقاوم لدوره، وتعزيز ثقافة المقاومة بين شعوب المنطقة بشكل كامل. وفي إطار ذلك ومهما حاولوا أعداء الأمة تغّييب فلسطين عن الشعوب العربية فإنها لن تغيب وستبقى وقود الثورات العربية وستبقى في قلوب كل السوريين ولن تغيب عن أذهانهم وستبقى حافزاً لتحركاتهم وثوراتهم.

أحدث المقالات