7 أبريل، 2024 7:05 ص
Search
Close this search box.

مرة أخرى يذبحون الشعب مع سبق الإصرار

Facebook
Twitter
LinkedIn

يذكر المفكر الامريكي نعوم تشومسكي في احد مؤلفاته استراتيجية الإلهاء ، وهذا ما نصه :

“حافظوا على تحويل انتباه الرأي العام بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية والهوه بمسائل تافهة لا أهمية لها. أبقُوا الجمهور مشغولا، مشغولا، مشغولا دون أن يكون لديه أي وقت للتفكير، فقط عليه العودة إلى المزرعة مع غيره من الحيوانات الأخرى.”

حيث تقوم الأنظمة السياسية الحاكمة في العصر الحاضر على عدة مقومات ومن احدى هذه المقومات هو مبدأ “الاستحمار والاستغفال” ، وهو المبدأ الذي يقوم على عدة قواعد ومن ضمنها استراتيجية الالهاء، والتي تتفرع من منطق الفوضى الخلاقة” ، حيث يتم تفعيل بعض الاحداث للوهلة الأولى غير مترابطة وغير منسجمة وعفوية ، ولاحقا يتبين الهدف الأساس ، عندما تجمع خيوط اللعبة لتصل الى المحرك الرئيسي للدمية ، تتضح امامك او لا تتضح حسب وعي وادراك وثقافة الجماهير ، ولكن بعد فوات الأوان وحسب المثل العراقي الدارج (بعد وقوع الفأس بالراس).

وقد دأبت الأنظمة التي حكمت العراق بعد 1920 ولغاية الوقت الحاضر وربما يستمر لفترة طويلة ، دأبت هذه الأنظمة على اتباع سياسة الاستحمار والاستغفال للشعب العراقي ، فمرورا بحقبة الملكية التي جذرت الأنظمة الاقطاعية والطبقية التي أسسها الحكم العثماني الى الانقلابيين بعد 58 ، والمجازر التي حدثت في بغداد والموصل وصولا الى البعث الاحمق وسياسة التجهيل والطائفية والتدمير التي مارسها ضد غالبية الشعب العراقي بل السواد الأعظم الذين يشكلون سكان العراق الاصلا.

أقول مارس البعث الكافر سياسة الالهاء والاستحمار ، فبعد قادسية العار جاءت صفحة أخرى من رعونة البعث بغزو الكويت وما معها من ويلات ودمار متزامن مع (قشمرة) السذج من الجهلة ، وأخيرا في الحلقة الأخيرة من السيناريو المرسوم لابن صبحة هو احتلال العراق واسقاط دولته التي تشكلت بعد ثورة اهل الجنوب عام 1920.

وبالتزامن مع هذه الاحداث أنشأت دوائر الإدارة الدولية للعالم ما يسمى بـ المعارضة العراقية ، وهم مجموعة من السراق والمجاهدين في سبيل مصالحهم والمتاجرين بدماء العراقيين الذين اثروا على البقاء في بلدهم ومجاهدة البعث على الهروب ، عاشوا بكرامة ونالوا الشهادة على عكس من وقف على الأبواب يستجدي باسم دمائهم.

دخلوا العراق على ظهور دبابات الاحتلال، فتعسا لمن اعان محتل غازي على احتلال بلده ، فهو لا يعدو ان يكون خائن بكل الأعراف والقوانين، والادهى ان هؤلاء يحكمون العراق باسم الديمقراطية ، بعد غسلوا ادمغة الناس التي حاصرها ابن صبحة بالجهل والتخلف فكان من السهل ان يتم التحكم بهم من قبل هؤلاء الخونة.

فسياسة الالهاء والاستحمار والاستغفال لا زال يتبعها هؤلاء ، ففي كل يوم تظهر ازمة جديدة وبعد أيام يظهر البطل المغوار ليحل هذه الازمة لينال الثناء ، أي غباء هذا ، أي استحمار هذا .

وللحديث بقية ، اذا بقيت في الحياة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب