23 ديسمبر، 2024 8:38 ص

مرة أخرى مع زعيم المجلس الإسلامي الأعلى السيد عمار الحكيم

مرة أخرى مع زعيم المجلس الإسلامي الأعلى السيد عمار الحكيم

قبل أن أبدأ حديثي مع جناب زعيم المجلس الإسلامي الأعلى السيد عمار الحكيم , أود أن أتوّجه بالشكر والتقدير العاليين لأعضاء وأنصار وجمهور المجلس الإسلامي الأعلى , لما يتمتعون به من خلق كريم ووعي سياسي عال وروح رياضية لتقبلّ الآراء المخالفة لهم , وفي نفس الوقت أقول للبعض من أبناء سقطات المتاع من أبناء البعثيين الجبناء الأراذل الذين وجدوا ضالتهم مع أنصار مقتدى الصدر , بالأمس كان آبائكم , وما أنتم اليوم إلا امتداد لهذا التأريخ المخزي , وإذا كنتم تتصورون أنّكم بهذه الأخلاق المنحطّة التي ورثتموها عن آبائكم , تستطيعون إسكات أصحاب المواقف الوطنية والأقلام الشريفة فلا أقول لكم أكثر مما قاله زعيمكم فيكم ( جهلة .. جهلة .. جهلة .. ) . وعودة لحديث زعيم المجلس الإسلامي الأعلى السيد عمار الحكيم في ديوان بغداد والحديث عن الفساد في مؤسسات الدولة العراقية ووزاراتها , فالسيد عمار الحكيم يرى أنّ ما قيل بشأن الفساد في العراق مبالغ به بشكل كبير , وأنّ الإعلام قد تجنّى على الطبقة السياسية الحاكمة حين اتهمها بالفساد , وأنّ استجواب الوزراء عن الفساد والهدر في المال العام هو استجواب سياسي تقف وراءه مقاصد ومصالح سياسية , ولا ينطلق من باب المصلحة الوطنية في حماية المال العام والواجب في الرقابة على أداء السلطة التنفيذية المنصوص عليها بالدستور العراقي .
والرأي العام العراقي يعرف جيدا أنّ المجلس الأعلى الذي يقوده الآن السيد عمار الحكيم هو أحد الأركان المهمّة والأساسية التي أسست للنظام السياسي القائم , وأحد الأركان الأساسية التي ساهمت بكتابة الدستور الحالي , وأحد أركان النظام التي لا زالت متمّسكة بنظام التوافق والمحاصصات , والمجلس الإسلامي الأعلى وزعيمه يرون أنّ عملية إصلاح النظام السياسي القائم من داخله وبأدواته , ممكنة , وإنّ نظام التوافق بين المكوّنات الرئيسية الثلاث وفق الصيغة المعمول بها هو الاصلح للعراق , ولهذا كان موقف المجلس الأعلى واضحا ولا غبار عليه حين اندلعت حركة التصحيح في مجلس النوّاب والتي طالبت بإنهاء نظام المحاصصات , فالمجلس الإسلامي الأعلى أحد أهم أعمدة نظام المحاصصات وأحد أهم المتمّسكين بهذا النظام والمدافعين عن استمراره , وحين يحاول زعيم المجلس الأعلى التقليل من شأن الفساد في مؤسسات الدولة ووزاراتها , فإنما يوّجه هذا الخطاب للرأي العام العراقي في محاولة منه لامتصاص نقمة الشعب الغاضب على الفساد , وإقناع الرأي العام بأن الفساد في العراق قليل وغير مهم وليس كما يصوّره الإعلام , وأنّ الطبقة السياسية الحاكمة مظلومة بهذه الاتهامات وهي نزيهة وشريفة وحريصة على المال العام , وإن كان ثمة ما يوحي بوجود هدر في المال العام , فهذا أمر غير مقصود من قبل السادة الوزراء والمسؤولين في الدولة العراقية , فليس من الصحيح استجوابهم واتهامهم بالفساد , والأخطر من كل هذا التمّسك بنظام المحاصصات والدفاع عنه .
وبكل صراحة وجرأة أقول للسيد عمار الحكيم , أنّ محاولتك للتقليل من شأن الفساد والنهب للمال للعام , ودفاعك عن الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة , فإنما هو دفاع عن نفسك وعن كتلتك الفاسدة , وليس إيمانا بصحة النظام السياسي القائم , أو حبا بالطبقة السياسية الحاكمة , لأنّك تعلم أنّ الإصلاح الحقيقي سيطيح بكل الكتل السياسية وهذه الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة , وتعلم جيدا أن استجواب وزير المالية الفاسد سيتحوّل إلى محكمة للنظام السياسي القائم بكل رموزه , وسيقف الشعب على حقيقة ماله العام الذي ذهب في جيوب قادة العملية السياسية , وتعلم أن البناء الذي بنيتموه جميعا سينهار كما انهار نظام الطاغية صدام .