الأوضاع الأمنية في العراق تزداد يوما بعد يوم بعد التفجير الطائفي المتعمد عشية الانتخابات في منطقة العامرية راح ضحية هذا التفجير العشرات من الشباب بين جريج وشهيد من الشباب الأبرياء .
ويمكن إضافة السيارات المفخخة التي تنفجر يوميا في بغداد وباقي إنحاء العراق وتودي بحياة العشرات بين قتلى وجرحى ،
والحديث أيضا ولو بشكل عابر عن الجثث مجهولة الهوية التي تنتمي لطائفة معينة التي يتم العثور عليها ملقاة يوميا في أزقة بغداد ومدن العراق الأخرى ،
أو عن عمليات التطهير العرقي في مختلف المدن العراقية الأخرى ،
أو عن الهجرات المتزايدة للعراقيين إلى دول الجوار، وخاصة أبناء الطبقة الوسطي طلبا للأمان أو بحثا عن لقمة خبز.
الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن صاحب مشروع العراق الجديد ظل يكرر حتى ألامس القريب بان الأوضاع تتحسن ،
خاصة بعد تشكيل خمسة حكومات جديدة خلال العشرة سنوات الماضية ،
ولكن الوقائع على الأرض تعطي صورة مغايرة تماما ، فهذا الانهيار الأمني المتفاقم بات يشكل ضغوطا على الحكومات العراقية الجديدة .
والمدن والمناطق العراقية باتت تواجه حالة من الفوضى وعدم الاستقرار غير مسبوقة.
الفوضى الدموية في تصاعد دون هوادة في العراق الجديد ،
والضحية هم العراقيون الأبرياء من كل الطوائف والأعراق.
الحديث عن الفوضى والانهيار الأمني الذي يزعج حكام العراق الجدد وأنصارهم وبعد خروج الملايين من المتظاهرين والمعتصمين من أبناء العراق اليوم مطالبين بتغير النظام العراقي
مثلما يزعج الرئيس الأمريكي اوباما وحليفه الإسرائيلي لم يعد نوعا من المبالغات الصحافية ،
فقد جاءت مذكرة السيد السفير الأمريكي في العراق إلى وزير الخارجية الأمريكي الجديد .
خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة العراقية بغداد ونشرت مضمونها صحيفة الاندبندنت البريطانية على صدر صفحتها الأولى ،
لتقطع الشك باليقين ولتؤكد قتامه الصورة في العراق حيث تتصاعد الكراهية للسيطرة الإيرانية .
في أوساط الغالبية الساحقة من العراقيين بغض النظر عن طوائفهم .
فالمذكرة تحدثت عن انقطاع المتواصل من الكهرباء يوميا في معظم إنحاء العاصمة بغداد والمحافظات ، وأربع ساعات فقط في أفضل الأحوال ،
مثلما تحدثت
إما الحديث عن الفساد والمحسوبية ونهب ثروات البلاد النفطية وغير النفطية ،
فقد احتل مساحة كبيرة في هذه المذكرة ،
حيث تقيم ميليشيات التحالف الحاكم حاليا أرصفة تصدير خاصة بها في ميناء البصرة للنفط العراقي المسروق في وضح النهار .
وتحت بصر القوات العراقية والإيرانية فضلا عن اعتقال الآلاف من الرجال والنساء بدون أوامر قبض وتهميش وإقصاء واجتثاث عدد كبير من أبناء هذا الشعب .
التي تعود لطائفة واحدة بطريقة انتقامية مما ولد انقلاب الشارع العراقي .
وخرجت الجماهير الكبيرة اليوم في العراق تطالب بإسقاط حكومة بغداد هاتفين بالتظاهرات الكبرى كل عراقي ينادي المالكي خرب بلادي .
وعندما يقول البعض بان الأوضاع في العراق بعد الاحتلال أسوأ مما كانت عليه قبله عدة مرات ،
هناك من يجادل بأن المواطن العراقي أصبح يتمتع بالديمقراطية والحريات التعبيرية ،
وهذا أسوأ أنواع المكابرة فأين هي هذه الديمقراطية ، وماذا يفعل المواطن العراقي بها وهو ينصلي بلهيب الصيف ،
ولا يؤمن على حياته وحياة أطفاله ،
ولا يعرف متى يكون ضحية هذا الفلتان الأمني ،
ولا يجد لقمة الخبز لأطفاله ،
ولا توجد أسرة في العراق حاليا لم تفقد عزيزا أو أكثر منذ الاحتلال .
فالعراق أصبح كله مقبرة جماعية.
الجريمة الأكبر من عمليات التطهير العرقي والقتل الجماعي علي أيدي القوات الإيرانية والميليشيات الطائفية المتعددة ،
هي صمت العراقيين ،
والطلائع المثقفة منها على وجه الخصوص .
فهؤلاء لا يملكون الشجاعة الأدبية والأخلاقية للتصدي لهذا المشروع الأمريكي والإيراني ألتدميري ،
والقوى العراقية المتحالفة معه ،
والاعتراف بالكارثة ،
ووضع مشروع وطني حقيقي لمواجهتها أو تقليص خسائرها على الأقل.
نريد من الأكثرية والأغلبية الصامتة في العراق إن تكون على الدرجة نفسها من الشجاعة
والنقد الذاتي ،
اللذين أبداهما السفير الأمريكي وان تتمرد علي هذه الأوضاع بصوت عال وتقول كفي للأمريكان وللذين زينوا مشروعهم كأنه الجنة الموعودة وخشبة الخلاص ، والطريق إلى الرفاهية والرخاء والاستقرار،
فعراق اليوم غير مسبوق في تفككه وانهياره وغموض هويته ،
وتفكك وحدته الجغرافية والبشرية .
ولا يمكن وضع حد لهذا التدهور ومسلسل المجازر إلا بتحرك شعبي من قبل الجميع يضع الوطن والمواطن فوق المصالح الطائفية والعرقية الضيقة .
التي لعبت دورا كبيرا في هذا الخراب المأساوي الذي قاده دولة رئيس الوزراء العراقي نوري باشا المالكي ورهطه الكرام من قائمة دولة ما تسمى ومع أسفي الشديد دولة القانون .
النتيجة التي يمكن استخلاصها من كل هذا ليس التأكيد على انعدام الأمن والاستقرار، فهذا تحصيل حاصل ، وإنما التأكيد بأن قوة الشعب العراقي في العراق أقوى من الحكومة وقواتها وميليشياتها ، وفوق هذا وذاك القوات الإيرانية وكل القوات الأخرى المتحالفة معها التي بدأت تشد الرحال للهرب من العراق الجديد المحرر العام الحالي العام الجديد أن شاء الله .
وكل عام والعراقيون الشرفاء من جميع الطوائف والقوميات والأديان بألف إلف خير .. والسلام