* حتى يزدهر الشعر بالوطن ، إبعدوا وزراة الثقافة وإتحاد الأدباء ودعوا أمر الشعراء يقرره الوسط الثقافي،أعني بالوسط الثقافي ضمير الشعر وهذا يتحقق اذا تم اختيار شعراء نزهاء يعرفون الشعراء ويكتشفون غيرهم .. اما اذا تبقى المربد بهذه الحالة البائسة ، فعلينا قراءة سورة الفاتحة على الشعر العراقي، الشعر ليس ديكتاتورية ، الشعر مثل فجر يتجدد كل يوم .. اتركوا البصرة .. دعوا المربد يستبدل دمه الشعري في كل سنة بمدينة، حتى يتم تقسيم الغنائم بالتساوي ؟؟
* سيقولون لأن حسن النوّاب،لم ندعوه فتح النار علينا ، قسماً بروح الشعر وكزار وروح امي حتى لو حدثت الدعوة لي لن أحضر لسبب قلته لوكيل الوزارة طاهر الحمود بلقاء ضمني مع القاص علي حسين عبيد في مكتبه ، ان المربد بحاجة الى إستفتاء إبداعي عن طريق النت والقصيدة الجيدة تحضر أجابني فكرة رائعة .. لكن الذي حدث ضاعت القصيدة والشاعر اخي الطيب طاهر الحمود .
*في سوق المربد لم أر غير أبل تائهة ، لأن المسؤول عن دعوات الشعراء للمهرجان لم يبلغ سن الشعر بعد ، وقد امتلأت الصحف بنقد زائف حول قصائده الباهتة ، بعض المدعوين للمهرجان قالوا انه شاعر عذب ، حسنا سنرى ماذا سيظل من شعره العذب كما تزعمون عندما يزاح من منصبه ؟
* ضجّت القاعة بالتصفيق لشويعرة ، ثم غادرت القاعة منتشية الى حفلة ماجنة بإنتظارها خلف كواليس الليل مع سمّارها الأغبياء .
* الشاعر الذي لم يصفّق له الجمهور بالقاعة ، صفقّت لشعره الملائكة بالسماء .
* الشاعر الذي صعد خلف منصة الشعر بإناقة لافتة مع عطر ثمين ، كانت قصيدته قبيحة ورائحتها نتنة ، بينما الشاعر الذي صعد يقرأ شعره بثياب متواضعه ، كانت قصيدته كبيرة .
* أرادوا لمربد هذا العام ان يكون شاعريا ، فجاءوا يشرف عليه من جزع الشعر منه .
* الشاعر مثلي لا يحتاج الى مهرجان مربد ، هل انا شاعر لا أدري ؟ بصراحة تامة يحتاج الى اصدقاء شعراء فارقهم حتى يلتقيهم ، حتى يكتبون قصيدة جديدة ،ويبتكرون جنونا إبداعيا فارق الشعر العراقي منذ أمد بعيد.
* أتخيّل صديقي الشاعر كاظم الحجاج جالسا في القاعة يستمع الى قصائد شاحبة مصابة باليرقان وعسيرة الهضم ، ويحدّث نفسه ” بلوه إبتلينه ” ، لو أعرف ذلك لما كنت شاعرا ‼
* الشاعر الذي يخاف ليس بشاعر ولن يكون شاعرا ، حتى لو ربّة الشعر نامت على سريره ، ذلك ان الشاعر لابد لديه كل يوم ألما ، واذا غاب يستحضره .
*بعد الحملة الإيمانية التي اطلقها الطاغية ، كان اول المتضررين منها من يشربون الخمرة ، أُغلقت البارات حتى في فنادق الدرجة الأولى ، المنصور وعشتار وبابل والرشيد ، وصادف مهرجان المربد الشعري ، البار الذي كان بركن قاعة المنصور ميليا تحول الى مسجد ؟؟ طيب كيف يشرب الشعراء خمرتهم ؟ كانت الإجراءات الأمنية مشددة جدا ، في باب المصعد وقف رجل امن يفتش النزيل قبل صعوده الى غرفته ، شاعرا ، شيخا ، مسؤولا رفيعا .. خمر no ،كان الحبيب حميد سعيد قد سبقني مع يوسف الصائغ الى غرفة تضمني مع كزار ، وكانوا جميعا بإنتظار قدوم المؤونة ، بالطبع كان حميد سعيد وكيل وزير الثقافة والأعلام ، لقد اوكلوا لي مهمة جلب العرق ، ذهبت الى الصالحية ومن محل لبيع المشروبات اشتريت بطلين عرق من نقودي الخاصة ، كان من حق محلات بيع المشروبات ان تبيع الخمرة ، لكن ليس هناك بارات او حانات لا في بغداد ولا في جميع مدن العراق ، حشرت البطلين تحت حزامي وأحكمت غلق قمصلتي الجلدية ، عندما وصلت الى المصعد ، طلب مني رجل الأمن فتح قمصلتي ، فتوسّلت به قائلا :- اسهال قاتل ارجوك دعني اصعد بسرعة .سمح لي بصعود المصعد ولما دخلت الغرفة قال كزار :- حمامة ام غراب ؟ فتحت قمصلتي وكشفت عن حمامتين “سرمهر” ، ضحك حميد ويوسف الصائغ بينما علّق كزار بزهو
– من يقدر علينا ، وسهرنا حتى الفجر .
* في مرابد النظام السابق ، كانت الجهة الإدارية تحرص على وجود الشعراء الصعاليك بأروقة الفندق وقاعة الشعر ، وكانت فكرة ذكية منهم ، اولا لإعطاء المهرجان عفوية بعيدا عن الرسميات ، وثانيا كان الشعراء الصعاليك يزيحون الأقنعة بشجاعة عن وجوه الشعراء المزيفيين سواء كانوا عراقيين ام عربا ، وثالثا كانوا الشعراء الصعاليك يشعلون جذوة ساحرة في وجوه الحاضرين بتصرفاتهم العبثية المدهشة ، ربما ادركت الآن لماذا رجال الأمن والمخابرات لا تعترض على تصرفات الصعاليك المثيرة ، بالطبع بإستثناء شيء واحد فقط .. ان لا يشتموا صدّام حسين ؟؟ ترى في مربد البصرة الذي تجري وقائعه الآن.. هل هناك شعراء صعاليك ؟ الجواب : تعرفونه طبعا .. لأن حزب “اللطم ” لا يعرف ماهو الشعر ؟
* في احدى سنوات المربد .. ربما كانت الأخيرة قبل مغادرتي البلاد ، ان اللجنة التحضيرية طلبت من كزار حنتوش ومني ان تقرأ في البصرة ، ذهبنا بالقطار ، ولما وصلنا البصرة لاحظنا صعود رجال بملابس مدنية معنا الى الحافلات التي تقلّنا الى الفندق ، كانوا يحملون رشاشات صغيرة سوداء بشكل علني ” يطلقون عليها الغدّارة ” عرفنا انهم من رجال المخابرات الذين أوكلت اليهم حماية وفد الشعراء ، كان بين الذين حضروا معنا الى البصرة ” شاعرة عربية متبرجة بشكل مثير ” عرفت فيما بعد ان مهنتها في بلدها صاحبة محل ” كوافير للنساء ” وتكتب شعرا باللهجة الشعبية ، ولما كنت ثملا بدأت أستفزها بين حين وآخر ، بل تطاولت وحاولت خطف قبلة منها ، فجأة جاء احد رجال المخابرات وأخذني جانبا ، قال بنبرة تهديد ووعيد :- عندما نصل الى بغداد .. سأريك نجوم الظهر ، سمعه الشاعر الغنائي بشير العبودي فإقترب منه وقال بصوت واثق كشف عن ثمالته ايضا : – عمي .. هذا الشاعر حسن النوّاب ، اجابه رجل المخابرات :- حتى لو يكون الجواهري .. سألقنه درسا لا ينساه ،امسك بشير العبودي بيد رجل المخابرات الذي كان يمسك بغدّارته باليد الأخرى وقال بليونة :- حبيبي هذا صديق حميد سعيد ، اجاب رجل المخابرات بفخر :- وانا ابن محمد جاسم الركابي ، كان محمد جاسم الركابي وزيرا للتعليم العالي عندما كنت طالبا جامعيا ثم احيل بعد سنوات كمستشار برئاسة الجمهورية ، بالطبع تسرب الى دمي الرعب ، فجأة اقترب كزار حنتوش من رجل المخابرات وقال له :- حبيبي ماهي المشكلة ؟
– انت لا تتدخل واذهب بعيدا ، صفن كزار بوجه رجل المخابرات وقال : – بابا دروح .. نحن نحب العراق اكثر منك ، وأخذ بيدي مبتعدا عنه .. لما جنَّ الليل في غرفتنا فوجئنا بدخول رجل المخابرات مع آخر ، كنا نشرب خمرتنا ، قال رجل المخابرات :- كيف تتحرش بشاعرة ضيفة عزيزة علينا ؟ اجبته بشجاعة : – انها كوافيرة ، ضحك صاحبه وقال : – تشربون عرق ؟ نظر له كزار وقال بثقة : – هو العراق ماذا ظل به غير العرق والسيد الرئيس ، ضحكا وانصرفا من الغرفة .. وسمعت صاحبه يقول له : – انت لم تجد غير هؤلاء المساكين ..دعهم يسكرون .
* انا اشتركت شخصيا لخمس مرات أوكثر بالمربد السابق ، ولم يطلب مني احدا ان اقرأ نصا للطاغية ، قرأت على منصة المربد قصيدة العائلة وفي سنة أخرى قصيدة تشابيه وثالثة الأمهات ورابعة الحضور في دوامة النار ، وفي الخامسة قرأت نادرة هذه الطفولات ، وكلها قصائد منشورة بكتب المربد التي صدرت ، لكن هناك شعراء كانوا يتدافعون بالمناكب حتى يقرؤون قصائد عن الطاغية ، ومن سوءات المرابد السابقة انهم كانوا يوزعون كتب الطاغية على الشعراء العرب ويمنحونهم ” بوكت موني ” مع خمرة فاخرة مجانية ، وكنت ارى بعض الشعراء العرب يرمون بكتب الطاغية بنهر دجلة قبل مغادرتهم المهرجان ، لكن مابالك بأن الذي يشرف على اختيار الشعراء بمربد هذه السنة من كان من شعراء ام المعارك ، وان احد اعضاء اللجنة التحضيرية كان قد كتب معلقات قصائد عمودية عن الطاغية بدأها من “خمسة ميل ” ولم تتوقف عند العوجة حتى آخر يوم من سقوط الطاغية ، مربد الماضي كانت له نكهة بصعاليكه الشعراء والمتمردين منه ، اما مربد اليوم عبارة عن ابل تائهة في سوق المربد ، خاصة ان المسؤول عن دعوة الشعراء ماهو الا ” بَوْ”.. واذا وجدتم صعوبة ماتعنيه كلمة ” بَوْ ” راجعوا قاموس المعاني حتى تعرفوها ..
[email protected]