23 ديسمبر، 2024 8:19 ص

مرامي قانون قيصر الامريكي

مرامي قانون قيصر الامريكي

قانون قيصر الامريكي؛ هل هو او الهدف منه، هو التمهيد لتغير النظام؟ او لتغير الجغرافية السياسية السورية؟ ان الهدف منه هو تهيئة الارضية المناسبة لتغيير الجغرافية السياسية السورية. ان هذا القانون والذي سوف يطبق في القادم من الايام، محاصرة النظام او الصحيح هو محاصرة سوريا، الشعب والنظام معا اقتصاديا وحرمان سوريا من موارد اضافية في استخدام الطريقين الدوليين m4,m5,وهما طريقان دوليان يرطبان الاردن ودول الخليج العربي بالبحر الابيض المتوسط وبالذات او بالحصر m5. فقد فرض على جميع الدول والشركات التي تتعامل مع سوريا، عقوبات اقتصادية وهنا المقصود بالدرجة الاولى الشركات الاردنية والشركات في دول الخليج العربي، مما يؤدي الى اجبار، في النهاية هذه الشركات او دولها سابقة الذكر بالامتناع عن التعامل التجاري والاقتصادي مع سوريا، مع عدم استخدام هذين الطريقين الدوليين؛ بما يؤدي الى حرمان سوريا من موارد اضافية، كانت قائمة قبل عام 2011. كما انه يطال شخصيات النظام المتهمة بارتكاب جرائم حرب بحق الشعب السوري حسب توصيف القانون لهم. القانون استثنى منطقة الادارة الذاتية في عين العرب، وهي منطقة للإدارة الذاتية الكردية. سوف يطبق في المقبل من الايام، في ظل وضع اقتصادي سوري شبه منهار ويقترب من حافة الهاوية، لذا يعتبر ورقة ضغط كبيرة جدا على النظام وعلى الاتحاد الروسي في وقت واحد. ان من الغباء، في ظل ظروف سوريا والمنطقة العربية وجوارها وهنا نقصد بالجوار، على التحديد الحصري، ايران التي تقترب هي الاخرى من حافة الانهيار والهاوية؛ التقليل من تأثيراته ليس للجهة التكتيكية بل للجهة الاستراتيجية ؛ لأن الشركات والدول انفة الذكر سوف تمتنع عن التعامل مع سوريا لسببين؛ الاول هو انها سوف تخسر تعاملها مع الشركات الامريكية، والثاني وهو المهم، صناعة القرار في تلك الدول أسير الارادة الامريكية. ان الولايات المتحدة تسعى الى فدرلة سوريا كما هو سعيها وتخطيطها لفدرلة بقية دول المنطقة العربية في العراق وفي اليمن وفي ليبيا وفي وقت لاحق السودان. يخطأ من يتصور ان الولايات المتحدة تخطط لإقامة كيان كردي في سوريا او في العراق، فهذا الامر بعيد الاحتمال ان لم نقل مستحيل لحسابات امريكا الاستراتيجية في المنطقة او في الدول التي فيها تعيش القومية الكردية ومنذ قرون وقرون، لاستخدامها اي القومية الكردية وحقها المشروع في الحياة كورقة ضغط جاهزة على حكومات هذه الدول في الوقت والظرف الذي تريد. ان اقامة دول كردية مستقلة هو، في نهاية الامر لصالح الدول التي تعيش فيها القومية الكردية، منذ قرون، وايضا يعطي حق الحياة للأكراد في دولة مستقلة تمثلهم وتعكس وجودهم. لكن الولايات المتحدة، وقبلها بريطانيا وحتى اسرائيل لا تريدان لهذه الدولة ان يكون لها وجود ليس كرها بالأكراد بل العكس هو الصحيح، الأكراد ومنذ عقود حلفاء لإسرائيل بوضوح كما هو الحال عليه في الوقت الحاضر وبصورة خفية كما كان حالهم في السابق. ان الدعم الامريكي للإدارة الذاتية في عين العرب، واستثناءها من عقوبات قانون قيصر؛ هو لتأسيس قاعدة حوار، بالتعاون مع الاتحاد الروسي من تحت الطاولة، حول شكل الحل في سوريا، والذي يتلخص في جعلها دولة اتحادية، اي اقامة فدراليات، على ان ينص عليها الدستور المرتقب. ان ما يجري في سوريا وايضا في العراق وفي لبنان وفي فلسطين وفي بقية الدول العربية له علاقة عضوية بصفقة القرن. ان السوريين، المعارضة والنظام، عليهم للتغلب على هذا المخطط، بالأقدام على تقديم تنازلات متبادلة حتى وان كانت قاسية وبالذات من النظام، لكتابة دستور يشكل ضمانة لوحدة سوريا، ويعطي حق الحياة والحرية بكل اشكالها، لجميع ألوان الطيف السوري، يتكفل بالخروج بسوريا من الدمار والتشتت والضياع، الى سوريا، الدولة المدنية التي تحكمها مؤسسات قانونية، الى سوريا فيها حصة الوطن هي الجامعة وليست الحصص الدولية والاقليمية؛ عبر انتخابات حرة ونزيهة على منصة دستور مكتوب بتوافق النظام والمعارضة، ومدعوم بمؤسسة قانونية. مما يؤدي حتما الى افشال قانون قيصر والمخطط الامريكي بأكمله. أما الركون الى القوة العسكرية والى اجراءات اخرى بالاعتماد على الحليف الروسي والحليف الاقليمي ( الايراني) ما هو الا البداية لإعادة تشكيل الخارطة السياسية السورية بما يلبي او يفي بعد طول خراب وجوع وفقر للشعب السوري، بمقتضيات المخطط الامريكي.