10 أبريل، 2024 7:13 ص
Search
Close this search box.

مراكز لرعاية الطفولة – (المتنبي الصغير) مثالاً

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد ان اهملت الدولة العراقية الاهتمام بالطفل وبالطفولة رعاية وتنمية، بل حتى اهملت القوانين التي تحميها، منذ 2003 والى اليوم، اخذت بعض منظمات المجتمع المدني بانشاء منظمات او جمعيات يحاولون خلالها تقديم برامج ترفيهية وتعليمية للأطفال، وطالما كانت هذه المنظمات تعمل بتمويل ذاتي ومن بعض المتبرعين، فانها تتقطع في اعمالها حتى تختفي.

فالاهتمام بالطفولة ليس مشروعا لبضعة ايام، مادام اطفال العراق بازدياد مضطرد وطردي مع الحروب والنزوح!!، ولا مشروع ربحي، فكلما وُضع برنامج وُطبق، صار حتميا ان يوضع برنامجاً آخرَ للسير على خطى التطور والتقدم والتنمية، ان كان هدف المنظمة تنمية الطفولة فعلا، اما من يتخذ من هذه المنظمات مصدرا ربحيا لشخصه فلا حديث لنا هنا عنهم.

منذ عام بالتحديد أنشئ مركز المتنبي الصغير، بتمويل مشترك وبتعاون عدة اطراف، فهو عبارة عن قاعتين فتحتا على بعض في المركز الثقافي البغدادي في المتنبي، القاعة مجانا وليست مؤجرة، مبلغ التمويل تم الاستفادة منه في تجهيز المكان بالمتطلبات من كراسٍ ومناضد وفرش واجهزة تبريد واضاءة والعاب وقصص ومسرح دمى ومختبر علمي بسيط والالات موسيقية..، كل من يعمل في هذا المكان متطوع، لايتقاضى درهما على عمله، وما يدفعهم سوى حب الاطفال وحب العمل التطوعي لفائدة الآخرين، وهذا يكسب المركز ديمومته، فالعمل التطوعي لاينقطع ولمن يرغب.

اما النشاطات التي يقدمونها فكلها تنموية، طريقة تقديم المعلومات علمية اكاديمية لايشوبها لغط ولا فكر تخريبي.

لست عضوة فيه، ولا واحدة من المتطوعين، ولكن لي ابنة لاحظت تغيرها الايجابي كلما ذهبت الى ذلك المركز، الذي تديره اعلامية ضحت براحتها في يوم الجمعة لصالح اطفال ارهقها التفكير بهم، جمعت كل الاطفال بمختلف المستويات الاجتماعية، حتى استقبلت المتسولين في مركزها، واستطاعت ان تبني في شخصيتهم وتغير في سلوكهم الشيء البسيط.

مهما كان مركز المتنبي الصغير فاعلا، ومهما بلغ عدد الاطفال الذين يزورونه اسبوعيا، الا انه يبقى نقطة في بحر الطفولة، وهذه (النقطة) ستبقى فاعلة في حدود نحتاجها ويحتاج لها اطفالنا.

والى ان تلتفت الحكومة العراقية الى الاطفال، كم مركز تنموي نحتاج، وكم طفل، ممن لاتصلهم تلك المنظمات والمراكز، سيضيع في شوارع التسول والخطيئة والرذيلة بل وحتى الجريمة.

اتقوا الله في اطفالنا، وانتم قلتم عنهم.. بُناة المستقبل، فاعملوا لمستقبل بلدكم ان كنتم له حريصون.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب