القرار :هذا المصطلح الذي كان ولازال يحدد مصير الإنسان والبشرية جمعاء، بجميع مراحل التاريخ وحضاراته ،وعلى مختلف المستويات سواء عموديا ،او افقيا كما يقال: عند أهل العلم والاختصاص ؛ولغرض الإشارة الى صناعة القرار ومتخذي القرار، وهم الحلقة المهمة في التاريخ، من الأنبياء والرسل حيث كان في حياتهم الكثير من الدعم الإلهي ،بشكل مباشر او غير مباشر، مثل الوحي الإلهي، او القصص التي تنزل من الكتب السماوية، والتي تشير الى الاخطاء التي وقعت بها الأمم السابقة والدعوة الى تجنبها او تجاوزها، وعدم تكرارها ومع ذلك اسسوا الى نهج علمي، وعملي يساعدهم على اتخاذ القرارات من خلال صناعته مع أهل الشورى، والحكماء والاختصاص، وافضل مثل تاريخي في هذا الصدد هو مشورة الصحابي “سلمان الفارسي” (رض )الى النبي الاكرم( صلى الله عليه واله وسلم ) في أشارة حفر الخندق في المعركة المشهورة بالتاريخ الاسلامي، كما ان الشريحة الثانية المهمة: هم الملوك والأمراء واصطحابهم الكثير من أهل المشورة والرأي ،معهم في زمن السلم ،والحرب، والاستماع لأهل الاختصاص احيانا في مجال القضاء، او فن وعلم الحرب وغيره لاتخاذ قرارات مهمة تؤثر في حياتهم وحياة اممهم لصناعة تاريخهم ومجدهم؛
.مما تقدم يمكن ان نؤكد ان صناعة القرار واتخاذه تحتاج الى التطوير بشكل مستمر، لمواكبة روح التطور والتغلب على التحديات، والمصاعب والمعضلات التي تواجهنا ،ولذلك يجب اعتماد اسلوب ومنهج بناء مراكز البحوث في جميع المجالات والاستفادة من الخبرة العلمية في الجامعات والكليات ومزجها بالخبرات العملية للكفاءات لتكون عاملا مساهما في صناعة القرار واتخاذه؛.نحن في العراق بأمس الحاجة الى البدء وبسرعة باعتماد منهج البحث العلمي من خلال مراكز البحوث والدراسات وخاصة في مجالات العلم العسكري والأمني وفي مجالات الادارة والاقتصاد والتجارة والطاقة وجميع المجالات التي نعاني من وجود خلل كبير وعدم وجود رؤيه موحده للدوله العراقيه او الحكومات في تلك المجالات وبالتالي :نسهل على متخذ القرار الوقت والجهد بالبحث وسنوفر له الكثير من الخيارات النابعة من جهود وطنية وخبرات محلية قد تساهم ببناء هذا البلد والقفز به من مرحلة الأزمات الى الاستقرار، من خلال تبني هذا المنهج العلمي والعملي والذي يساهم بشكل كبير في خدمة البلاد والعباد، ومحاربة الجهل والتفرد بالقرارات الخاطئة، ولربما إنهاء الأمراض الادارية، التي تصيب الجهاز الإداري للبلد في جميع مفاصله ،والذي يسبب لنا الكثير من المعاناة والمتاعب وسوء الادارة في جميع مجالات حياتنا؛وان ضرورة إنشاء مراكز بحوث علمية في كافة المجالات، والتخصصات، أصبح أمراً في غاية الأهمية، بل ضرورة من ضروريات الحياة، وتعد من الأسس والمرتكزات المهمة لتطوير المجتمعات، والأمم، ولقد تميزت الدول المتقدمة اليوم بكثرة إنشاء المراكز العلمية للبحث العلمي، والمعلومات لديها، وأصبحت هذه المراكز أسلوب، ونمط حياة معتاد كمرجع يرجع إليه في حل القضايا، والمشكلات، ومعرفة التوجهات، والآراء، والأفكار، حول القضايا والموضوعات المهمة التي تحتاج الى معالجات وحلول جذرية بطريقة علمية مدروسة وباسلوب منهجي تخصصي، يجنبنا شر الوقوع في المشاكل المستقبلية على كافة المستويات.