العديد من بلداننا اقامت مراكزا للبحوث النووية, تحت اشراف المنظمة الدولية للطاقة الذرية, ليكون العمل على المكشوف ولا يثير حفيظة من يتربصون بنا, ولكن رغم ذلك تعرض مفاعل تموز العراقي الذي اقيم بمساعدة فرنسية, للتدمير من قبل العدو الصهيوني, ليبيا ايضا تقيم مركزا للأبحاث النووية, ولأنها تؤمن كما غيرها من الدول الضعيفة بانها ما لم تمتلك القوة النووية, فإنها ستظل تحت رحمة الاعداء وساحة صراع الاخرين, يتدخلون في شؤونها كبيرة كانت ام صغيرة, حاولت ليبيا دخول عصر الذرة سواء عن طريق التخصيب المحلي او استيراد المخصب من الخارج لآجل صنع سلاح نووي يعطيها الهيبة ويبعد عنها شبح تدخل الاخرين, وكما نعلم تم تسليم المعدات وكل ما يتعلق بالبرنامج النووي مع التعهد بعدم مهاجمتها.
حسنا, المؤكد ان الدول الكبرى تسعى الى عدم السماح للعرب والمسلمين بامتلاك الاسلحة النووية ,وقد تجلى ذلك في الحرب الاخيرة على ايران واستهداف مراكزها النووية, ليظل الصهاينة يسرحون ويمرحون, اذ لديهم اسلحة نووية من عقود ويحظون بحماية امريكية.
لنعرج قليلا على مراكز ابحاثنا النووية, واقعها من حيث اعداد الباحثين وتوفر المواد الخام وامكانية اجراء التجارب عليها, ومدى استفادة العاملين بها من حضور المؤتمرات والندوات المختصة وامكانية الاستفادة من تلك البحوث محليا, خاصة وان المركز يحظى بمراقبةIAEA ,بمعنى هل يمكننا تخصيب اليورانيوم محليا بالنسبة التي يمكن بواسطتها (من 3 الى 5% ) انتاج الطاقة الكهربائية التي اصبح وجودها يمثل عبئا ثقيلا على الخزينة العامة,وهناك دعوات لأجل رفع الدعم عن المحروقات التي تدخل في توليد الطاقة الكهربائية, رغم ان هناك تقارير رسمية تشير الى ان ما يقرب من ثلث السلعة(المحروقات) يذهب في التهريب, أو ان تقوم الدولة بشراء محطات توليد الكهرباء ولكن تعمل بالطاقة النووية واعتقد ان ذلك ميسّرا من قبل الدول المصنعة.
دعوة صريحة الى الجهات المختصة, إما الاستفادة من المراكز البحثية في مختلف المجالات الانسانية ومنها قطاع الطب والطاقة؟, والا ما فائدة تواجدها والصرف عليها من خزينة المجتمع؟, ايضا ما فائدة حضور المؤتمرات الدولية والاوراق البحثية التي قد توضع في الارفف حتى يعتليها الغبار او تحفظ في ذاكرة الحواسيب لأجل غير مسمى وقد تصاب بفيروسات تقضي عليها؟.ان لم تكن هناك استفادة فان ذلك يعتبر هدرا للمال وللطاقات البشرية.
العاملون بمركز البحوث النووية ذوي الشهادات العليا والدقيقة, غالبيتهم وفي ظل الظروف الراهنة يشعرون بالفراغ, لذلك نجدهم يتوجهون الى العمل في التدريس بالجامعات الليبية العام منها والخاص, واعتقد ان المواد التي يقومون بتدريسها هي مواد عادية جدا (اساسيات فقط), ليس لها علاقة بمجال عملهم .الامر بالتأكيد ينطبق على العاملين بمراكز البحوث النووية والقائمين على اداراتها, المنتشرة في ربوع الوطن العربي, لم نشهد أي انجاز يذكر على المستوى المحلي لكل دولة, لأننا نمتلك نفس العقلية, وهي مواكبة الاخرين في المجال العلمي ولكننا لم نسع يوما بشان التطبيقات العملية.