لم تكن تصريحات النائب عن قائمة العراقية الكاتب المعروف حسن العلوي غريبة ولا جديدة حين وصف الكتلة النيابية العراقية في لقاء تلفزيوني من على شاشة الفضائية البغدادية بان لها وجهان احدهما باطني والاخر ظاهري وفعلها الباطني تغذيه مراضع خارجية لا تريد للعراق ان ينعم بالامان والاستقرار وهي تصريحات خطيرة لم يكن العلوي اول من اطلقها ولا اظنه اخرهم هذه التصريحات تؤكد ظنون الكثير من العراقيين بان هذه الكتلة السياسية التي تشكلت بنسختها الثانية من خليط غير متجانس من قوى وتجمعات متنافرة عقائديا ومذهبيا اجتمعت فيها كل الاضداد بين ليبرالي واسلامي وبعثي وعلماني وعشائري ومنذ الايام الاولى لتشكيلها وقبل خوض الانتخابات النيابية الاخيرة كان واضحا من خلال منهجية عملها وطريقة خطابها ان خياراتها واهدافها محددة ومرسومة باتجاه مساعدة البعثيين وحلفائهم السياسيين الجدد للدخول الى العملية السياسية بطريقة ناعمة واستخدام اسم هذه الكتلة السياسية كغطاء ومطية وسلم لارتقاء تلك القوى الداعمة للارهاب والعاملة ضمن صفوفه من عناصر القاعدة والبعثيين وامراء الحروب للدخول الى حلبة الصراع السياسي العراقي بعد ان بات واضحا اشتداد عود القوى الامنية وتفرق الانصارحول فصائل الارهاب وفتور تعاطف بعض المكونات الطائفية معه
فالسنين الاربعة التي مضت بينت بما لا يقبل الشك ان صفحات التامر التي يقودها البعثيين من خلال هذه الواجهة السياسية متعددة المسارات ومتشعبة الطرق الا ان هدفها واحد وغايتها واضحة وهي الانقضاض على المنجز الديموقراطي والحياة الحرة التي كسبها شعب العراق بعد انهيار وسقوط نظام الطاغية الصدامي
لقد حذر المخلصون منذ الايام الاولى الى خطورة ما تسعى اليه القوى المؤتلفة تحت لواء (العراقية ) حيث لم يكن مخفيا طبيعة انتماءات الكثير من قادتها واركان وجودها وسعى من يحرص على العراق واهله الى منع تقافز اولئك الى كراسي السلطة ومناصبها الامنية والعسكرية من خلال تطبيق قانون الاجتثاث بحق الكثير منهم وتقديم الادلة القانونية على تورط بعضهم باستباحة الدم العراقي وكشف طائفية اخرين ممن لم تكن اسمائهم غائبة عن ضمير ضحايا النظام البائد
الا ان بدعة ومهزلة المصالحة الوطنية وقرارات الاستثناء الكثيرة التي اصدرها السيد رئيس الوزراء خربت تلك المساعي الوطنية المخلصة التي كانت تسعى الى منع تراصص صفوف اعداء العملية السياسية والديمقراطية في العراق واتخذها اولئك كفرصة للعودة الى مناصب خطيرة ومهمة فقدوها بفقدان نظامهم البعثي المباد واصبحت تلك البدعة حقا مكتسبا بعد ان كانت استثناءا ومرحمة
ورغم ان الحقائق المرة لحقيقة تامر المتامرين كانت تكتشف يوميا والفضائح تتوالى علينا مرارا والمتورطون بالدم العراقي ينكشفون علنا الا ان الصلف المعهود وتزييف الحقائق الذي جبل عليه هؤلاء كان يثير الحنق والتعجب والامتعاض ليس على المجرمين فحسب بل على المسؤولين في العملية السياسيية ايضا لان الاجراءات القانونية المضادة لتامرهم كانت واهية وضعيفة وخطوط الامان امام هولاء المجرمين كانت مفتحة من كل صوب ومؤمنة بكل اتجاه ضمانا لافلاتهم من سطوة القانون
ان ما يجري اليوم من جرائم ارهابية ومؤمرات سياسية دنيئة ضد العراق كان متوقعا لها ان تحدث منذ ان تكشفت اول خيوط ارتباطات المتامرين بمراضع خارجية تغذي مؤمرات القتل المستمر والتخريب المتعمد لاننا تغافلنا عن خطرها وتماهلنا في علاجها واستمرئنا الحلول الوسطية التي لا تنفع الا المنتفعين وهي بالتاكيد اضرت باهل العراق واضحت خطرا على وحدته وامن شعبه ولن يفيدنا السكوت بعد اليوم لان سكوتنا يعني استمرار منهج القتل والابادة الذي تخطط له قوى الشر وترضعه لابنائها من البعثيين والقاعدة الذين يسمون انفسهم اليوم بكتلة العراقية .
[email protected]