22 ديسمبر، 2024 2:29 م

مراحيض اليابان ومؤسساتنا

مراحيض اليابان ومؤسساتنا

إعتلى إمبراطور اليابان الجديد ( ناروهيتو) العرش، في إحتفال رسمي أقيم قبل أيام ، بعد تنحي والده، ليصبح الإمبراطور رقم 126 لليابان، في إحتفال إستمر 6 دقائق فقط، بعد تخلي والده الأمبراطور ( أكيهيتو) عن العرش بعد حكم استمر أكثر من ثلاثين عاماً، وشهدت اليابان خلاله تغيرات هائلة من حقبة “أحلال السلام” الى عصر ” الإنسجام الجميل” وتغيرات اخرى عميقة وطريفة، ومنجزات إقتصادية وتكنلوجية هائلة، وصلت الى مراحيض منازل الشعب الياباني!
نصب أكهيتو عام 1989م، في بلد يعيش رخاءا إقتصاديا وسكانه حينها كانوا 123 مليون نسمة، فيما أرتفع عدد السكان قبل عقد الى 128 مليون، والآن 126 مليون، وربما تركت اليابان مرتبتها الثانية في القوة الإقتصادية للصين، كشريك إقتصادي بتبادل تجاري يصل الى 280 ألف مليار ين، بفارق كبير عن عام 1989 الذي كان 24 ألف مليارين دولار، ولكنها تبقى اليابان القوة الإقتصادية المؤثر في الساحة العالمية إقتصادياً وتكنولوجياً.
قبل عقود لم تكن اليابان وجهة يقصدها السواح، سوى 28 مليون سائح سنوياً، وبتشجيع رئيس الوزراء شينزو آبي، الذي جعل من السياحة أحدى أولويات تنشيط الإقتصاد، وفي العام الماضي، سافر الى اليابان 31 مليون زائر، وتستعد لإستقطاب 40 مليون، مع إقامة أولمبياد طوكيو 2020م وبطولة العالم للركبي في غضون أشهر.
كانت اليابان تسمى جنة المدخنين لفترة طويلة، ويسمح بتناول السكائر في الحانات والمطاعم، وفي عام 1989 كان 61% من الرجال و 12% من النساء يدخنون، أما الآن فلم يتبقى سوى 28% رجال و9% من النساء، بتطبيق سياسة أكثر تشدد في الشوارع، وفي عام 2020م سيدخل قانون حيز التنفيذ ويحضر التدخين في المطاعم التي تقل مساحتها عن 100 متر.
من المنجزات الطريفة وصول التكنلوجيا للمراحيض، و80% من المنازل مجهزة بهذه المراحيض، ولم تكن النسبة تتجاوز 14% عام 1992م.
في العراق أيضاً صدر قبل أعوام صدر قانون حضر التدخين في الأماكن العامة، ولكنه كبقية القوانين التي تخلوا من آليات التطبيق، فكيف سيتم الإبلاغ عن مواطن يدخن في( الكيا).. وكيف إذا كان السائق يدخن في تموز؟!
من يمنع المدخن في المؤسسات إذا كان الموظف يدخن علناً، ورجل الأمن يدخن في الشارع أثناء شهر رمضان، في حين أنه من الممنوعات التي يفترض فيها محاسبة المدخن!
أما مراحيض المؤسسات الحكومية، فحدث ولا حرج، بدءً من المنافذ الحدودية والمطارات والمستشفيات والمدارس والفنادق!!
إن المقارنة بين العراق واليابان صعبة جداً، ولكن على الأقل نعتبر جزءً من تقدمها لصناعة حاضرنا ومستقبلنا، وعند مقارنة تنصيب الأمبراطور بستة دقائق، بينما تقام في العراق عشرات المؤتمرات يوميا، وعشرات الكلمات والساعات، والوقت يهدر دون أثر واضح على الإنتاج والإقتصاد والفرد وقوانين الدولة وتطبيقاتها، والمقارنة هنا مجحفة، والوقت يضيع دون فائدة، ونهمل أساسيات بناء الدولة.
وجه الدولة يظهر من منافذها الحدودية ومطاراتها وفنادقها ومؤسساتها، وبما أن اليابان أدخل التنكلوجيا الى المراحيض، فأن في العراق بعض المؤسسات لا تصلحح أن تكون حتى مراحيض.
يقول مثل شعبي “يمكن أن نحكم على نظافة البيت.. من مراحيضه”، وتسمى المراحيض بـ”بيوت الراحة”، وهو ما يستدعى وجوب نظافتها وتزيينها، ليشعر مستخدموها براحة نفسية فى أثناء استعمالهم لها.