* لازال رأي المرجعيات الدينية مؤثرا..لماذا لا يتقدم ؟
* المسئولون ثبت فشلهم وعجزهم عن انقاذ العراق !
* (معي او ضدي) مفهوم( بوشي ) لايصلح للعراق
لا ينكر أحد دور المرجعيات المذهبية سنية كانت ام شيعية في التأثير على متبنيات القرارات السياسية سواء كانت قرارات صائبة أم غير موفقة في تسيير الأمور في هذا البلد الذي أمسى اليوم مع شديد أسف ساحة للصراعات التي لايمكن لمطلع اهمال التدخلات الخارجية من كافة دول الجوار في الشأن العاقي بسبب من اهداف مرحلية او تلك الأهداف المرتبطة بما هو معلن من قبل مراكز القرار والدراسات الإستراتيجية لما تعده (الولايات المتحدة وحلف الناتو واسرائيل) من متبنيات لإعادة صياغة كيانات المنطقة السياسية بما يجعل هذه الكيانات متشظية ضعيفة ليسهل على القطب الأكبر احتواء حاكميها من الوجوه الجديدة , على أمل أنها تحقق لها ما لم تستطع تحقيقه الأنظمة البائدة !
وليس لأحد منا ان يتناسى أو يهمل حقيقة ان ما يجر من اضطرابات وأعمال عنف في المناطق الغربية يجد له صدى واسعا في مناطق اخرى من العراق كالمنطقة الشمالية , حيث تستعد ( البيشمركة) لما يقال انه (ملء فراغ يتحقق بفعل تمنيات بانسحاب الجيش من الانبار وكركوك ) وهذا امر متمنى , ولكني أظن ان ليس له من الحقيقة مكان !
وبالرغم من ان اليومان الماضيان قد شهدا معطيات تنطوي على بعض اجراءات التهدئة , الّا اني ادرك انها اجراءات لا تتسم بمتانة تؤهلها للصمود امام حقائق كثيرة في مقدمتها ارتباطات ما يجر بإرادات ومصالح اقليمية .. وإجراءات التهدئة هذه ان احتلت صدارة المواقف الآنية فان المعضلات القائمة تبقى على ما هي عليه ما بقي المالكي رئيسا للوزراء ..ولا نذيع سرا إذ نؤكد حصول المالكي على (كارت بلانش) للبقاء في السلطة, وكان المؤشر الأول في ذلك تجاوزه ازمة دخول القوات العراقية الى (المناطق المختلف – المتنازع عليها) حين حسم الأمريكان الموقف الى جانب المالكي, وعودة مسعود البارزاني من مهمته في (اميركا) بعد سماعه كلاما يؤكد ضرورة التفاهم مع بغداد
وبفعل هذا تواصل الكرد في اجتماعات (ماراثونية) مع مستشاري المالكي ومقربيه !
على هذا الأساس
واذا كانت سياسات نوري المالكي قد أدينت من قبل المرجعية الشيعية المتمثلة بالمراجع العظام الأربعة بشكل متكرر ومتصاعد, حتى حرّمت هذه المرجعية استقبال المالكي والمسئولين الآخرين بعد ان ذهبت سياسات المالكي بعيدا عن الأهداف العامة المبتغاة من قبل المرجعية والشعب العراقي , نتيجة لعوامل باتت معروفة ربما يكون من بينها ما يتعلق بخلفية وثقافة وشخصية المالكي , ومنها ايضا ما يتصل بالمجموعة المحيطة بالرجل , الذي جاء نعم ..من خلال اصوات الناخبين , الا انه قد قفز الى السلطة بفعل مواثيق وقعها ,منح خلالها مسعود البارزاني جميع مايريده من مطالب ( حتى لو تطلب الأمر التنازل عن النفط وسهل نينوى وكركوك ) وهو مالا يمكن ان يجرؤ عليه حاكم مهما بلغت قوته ..فقط .. من اجل ان يكون رئيسا للوزراء .
جيوش على الهواء
واذا كانت الأزمة الخطيرة الحالية التي اشتد أوارها لتصل الى سفك الدماء ..دماء المدنيين والعسكريين ايضا , وتداعى البعض لتشكيل جيوش وتهديدات ربما لا يتجاوز تأثيرها صدى الصوت , الّا أنها في الإجمال تعبر عن مبتدءات خطورة لا يتمناها أي عراقي , بعد عقود من الحروب الخارجية والداخلية واحتلال أجنبي قاس يمتلك مقوم التفرد في الألفية الثالثة , وذلك في حقيقة الأمر يعد أمرا استثنائيا بعد ان تحررت كافة الشعوب من الإستعمار والإحتلال الأجنبي !
وما نسوقه في السطور التالية يعتمد فيما يعتمده على بعض المظاهر الإيجابية الجوهرية , التي تتسم بها معطيات المعلن من الفعاليات الجارية في (الانبار والفلوجة والحويجة وسامراء) , وأعني بها ذلك الدور الرصين الذي ينهض بها المرجع الشيخ عبد الملك السعدي ورئيس مجلس عشائر الأنبار الشيخ حميد الشوكة وبعض رجالات ووجهاء هذه المحافظة, من حرص على حقن دماء العراقيين ,وتجاوز هذه الأزمة والعمل على عدم تصاعدها الى درجة الخطورة الشاملة , التي يمكن ان تؤدي الى دمار تحققه الحرب الأهلية التي لا يستحقها العراق وليس للعراقيين القدرة على احتمال أهوالها !
المسئولون كذابون !!
وعلينا الإعتراف بحقيقة ماثلة ..تكمن في فشل السياسيين حكاما ونوابا بدءا من رئيس الوزراء ومرورا بالوزراء المعنيين بالأزمة المستقيلين او (الواضعين تك رجل هنا وتك رجل هناك) , وهم جميعا لاهثون خلف المناصب والمراكز والتزعم برؤوس اولئك المواطنين البسطاء الباحثين عن العمل والخدمات وستر عائلاتهم
كما ان الشعب العراقي قد صار على ثقة من أن جميع التصريحات التي تزخ مثل مطر من دون ماء على العراقيين , هي في حقيقة الأمر لم ولن تحقق أمنا ووحدة وتجلب خيرا للعراقيين ,وهي عبارة عن الهاء وتمرير للوقت فيما ينزل على رءوس العراقيين مدرار معضلات خطيرة وصلت حقيقة الى العظم , إذ يدرك العقلاء مستوى الخطر الداهم على هذه البلاد فيما اذا لم تعالج المشكلات القائمة التي تجد لها من يثيرها ويصعد من أوارها .
السنة طويلة تهذي
ما العمل اذن ..؟ في وقت تنصرف الشعوب المدركة لمسئولياتها وحكوماتها الى البناء والإنجاز, القائم على العدالة والقانون المنزه عن الصياغات التحاصصية والألغام ,التي وضعها المحتل الأمريكي بتواقيع اشخاص انتقلوا من حياتهم البسيطة الى قصور السلطة , فباتوا يوقعون من غير رأي او علم , بما تتضمنه السطور الزاهية بإنشاء عن سلسلة مظلوميات , جعلت من (الحبة كبة) وصار على الشعب العراقي وجوب تأليه هذه المظلوميات , التي تقدمت على متوجبات الكفاءة والتخصص ومناهج البناء .
وليس لنا نحن المدركين بوقت مبكر والمنبهين لحطورة سير البلاد الى الهاوية ,الّا الإصرار على قول ربما لا يعجب البعض بسبب من سيادة مفهوم غبي خاطيء كرسه (بوش الإبن ) ,المتمثل بمقولة (معي او ضدي) ,حيث الغى مفهوم التفكير والعدل , واشاع مفهومه الخاص غير المستند الى اية معايير اخلاقية ..
من خلال كل ما عرضناه بتركيز شديد , فاننا ومعنا قطاع واسع من ذوي الرأي نجد في مؤسسات المشكلات القائمة نكهة مذهبية , لايمكن للسياسيين الفاشلين ولا لرؤساء العشائر سواء كانوا ( بنخلة او خط وفسفورة او من دونه وهم كثر هذه الأيام) , نزع فتيل حرب اهلية نرجو الله العلي القدير, ان يرد كيد من يسعى اليها الى نحره..كما لم يتحرك المحتل الأمريكي الغاشم للضغط على السياسيين النافذين لحل الأزمة ..بل أنه نجده على درجة من الإرتياح لوصول الأوضاع الى هذا المستوى , وهو يرى نظرية مجرم الحرب (دونالد رامسفيلد) المتعلقة ب(الفوضى الخلاقة) , تتجسد مدمرة للشعب العراقي , و(خلاقة) لأعداء وحدته واهدافه في حياة حرة كريمة .
مرجعيتنا الشيعية والسنية من يحسم ؟
ترى ..هل تفهم دعوتنا الإستثنائية الى اجتماع يحضره مراجع الشيعة العظام , السيد علي السيستاني أو من يمثله ,ومحمد سعيد الحكيم ,وبشير النجفي والسيد الطائي , الى جانب الشيخ عبد الملك السعدي ,ورئيس الوزراء , ومسعود البارزاني ,ورؤساء المجلسين التشريعيين في بغداد وأربيل, بالإضافة الى ذوات من ابرز رؤساء العشائر في المنطقتين الجنوبية والغربية , للبحث في وضع عوامل تأسيسية , لمعالجة المشكلات القائمة بروح المواطنة العراقية المفتقدة حاليا , لتجنب البلاد مراحل خطرة لن يسلم من نيرانها أحد..
نعم ..ان مباشرة المرجعية الدينية العليا سواء لدى الشيعة ام السنة التوجيه والتصويب , مسئولية شرعية تقف عندها جميع الأدوار والمسئوليات الأخرى , في بلد اثبتت الأحداث ان الخيوط المنسوجة من مشاعر مذهبية وعرقية هي من تؤسس لمواقف تؤطر بأطر سياسية زكمت روائحها الأنوف ..فطالما ان هؤلاء السياسيون الطائفيون والشوفينيون قد اعلنوا حربهم على جميع القيم والمباديء الأخلاقية والإنسانية , التي ترتكز عليها حياة شعب في بلد متنوع العرقيات والثقافات والأديان شأنه شأن بلدان أخرى ..ولكننا هنا قد جنينا ولا نزال مر هذه السياسات معضلات لاحصر لها بفعل طائفية المسئولين والبعض ممن يروق له الصعود على اكتاف الجماهير المكلومة ..وانا لله وانا اليه لراجعون…
ورود الكلام ..
تستطيع ان تبيع وتشتري كل شيء..الّا الدماء , فمكانها الطبيعي مصارف الدم ,الّا ان بعض هؤلاء السياسيين النافذين باعوا دماءنا الى شياطين اطماعهم وغلّهم الطائفي والعرقي المقيت , من اجل اطماعهم في السلطة والنفوذ , التي لا تستقيم والقوانين الإلآهيّة والوضعية الحاضّة على التعايش والتواصل الإنساني ..