8 أبريل، 2024 8:12 ص
Search
Close this search box.

مراجعة ومحاسبة هادئة ومنصفة لعهد المالكي- الحلقة الخامسة

Facebook
Twitter
LinkedIn

احاول في هذا الجهد المتواضع ان اسلط الضوء على مرحلة صعبة من تاريخ العراق مستعيناً بأشخاص لديهم معلومات موثقة احاول ان أقاطعها مع بعض خدمة للحقيقة وأهمل منها غير المقنع والمتجني والشامت، فنوري المالكي  وبجردة حساب منصفة له لابد ان تتم مراجعة فترة حكمه الثمان سنوات التي حكمها بموضوعية ليس للنيل منه وإنما من أجل العراق ومستقبله وتاريخه ولكي لا نتحدث تحت ضغط وتأثير العواطف الطائفية او الشخصية وإنما بتجرد منصف للرجل وللتجربة ولنوثق للتأريخ هذه الحقبة التي تمتد من ٢٠٠٦-٢٠١٤ من تأريخ العراق وأدعو هنا من يقومني او يصحح من خطأ يراه للتوثيق وليس للرأي، فالآراء حول الرجل متضاربة ويصدم بعضها بعضاً فمنهم من يحبه ويعشقه ولا يرى فيه من خطأ وان كان فيه بعض منه فإنه يلتمس له العذر، وآخرون يرون فيه أخطاء متراكمة وأزمات مفتعلة لم يكن مضطراً لها بل هي جزء من عقليته وفكره، وهذا أيضاً يدخل في باب الرأي وهو ليس موضوعنا هنا.

تاسعا – مسلسل هروب السجناء: وهي قصص تصلح لان تكون قصصا لأفلام الأكشن فقد سيطر ٥ سجناء على سجن الداخلية وجردوا الحراس من أسلحتهم وقتلوا وقيدوا البعض وهربوا، هروب من سجن البصرة، هروب من سجن الناصرية، هروب عدة مرات من سجن التاجي وهو معسكر معزول ومحمي، هروب من سجن صلاح الدين، هروب كبير من سجن بادوش والهروب الأكبر من سجن ابو غريب الذي هرب بموجبه ٦٠٠ من رؤوس القاعدة، كل ذلك ولم يتم إجراء أي تحقيق، بل الأغرب من ذلك خرج المالكي على الهواء في ندوة هزيلة ليلقي اللوم على زميله حسين الشهرستاني في أزمة الكهرباء في هروب جاهل عن ذكر نكبة ابو غريب، بينما اي هروب للسجناء يجب ان يصاحبه تحقيق واستقالات وعقوبات.

عاشرا- مفوضية الانتخابات: أصاب المالكي ذعراً شديدا في انتخابات ٢٠١٠ والنتائج التي حصلت عليها القائمة العراقية في عملية تزوير واضحة وذكية لم يتمكن أحد من توثيقها وإكتشاف أسرارها، بينما أياد علاوي والرفاق المحيطين به لا يملكون سلطة بل يملكون مالاً جماً اُغدق عليهم من دول إقليمية، بينما المالكي بيده السلطة والصولجان ومفوضية الانتخابات يجب ان تكون بإمرته، فقرر أن لا يبقي للمفوضية التي كان يرأسها فرج الحيدري أي باقية حيث تم استهداف الحيدري بطريقة ظالمة وبقصص تافهة وتم إعتقاله بأمر قضائي مُعد سلفاً، وقضى في السجن أياماً معدودات بذل كان مقصود منها أن يفهم من خلالها الرسالة، وفعلا فقد عرف الرجل ذلك ووافق ان يمضي لحال سبيله، ومن معتقله جئ به مباشرة الى مكتب المالكي الذي نصحه بأن ينفذ ما سمعه في غياهب المعتقل ليذهب حرا الى بيته وتم الامر بهدوء، وتفرغت الرفيقة حنان الفتلاوي لبناء المفوضية وهندستها بطريقة محكمة وجئ بأشخاص توثقت الرفيقة من ولائهم لها ولصاحبها المالكي، وفعلا فقد أبلوا بلاءاً حسناً في نتائج الانتخابات حيث حصدت الرفيقة ٨٩٠٠٠ صوت وحصد المالكي ٧٠٠٠٠٠ صوت، ولم يستطع أحد ان يكتشف طلاسم العمل المحكم، والآن تسعى الكتل السياسية لمحاسبة المفوضية وشخص محوري فيها كان له الدور الأكبر في هذه العملية.

حادي عشر- سماسرة المالكي: بدأ المالكي شبكة سماسرة على رأسهم عصام الأسدي الذي قدم له نعيم عبعبوب ليكون أمينا للعاصمة على أساس انه مطواع ويقضي له ولمن يراه المالكي أي أمر او معاملة بدل ان يعطي منصب أمين بغداد للمجلس الأعلى حسب التحاصص السياسي، ووضعه المالكي بالوكالة، والأسدي رجل معروف للقاضي والداني ولا يحتاج لشرح مطول، فيما قرب المالكي شخصاً مغموراً اسمه عبد الحميد الفتلاوي في بداية الدورة الثانية ليبدأ سمسرة هائلة في عقود الكهرباء وخصوصا مع الشركات الكورية حيث ضمه المالكي للوفد الرسمي عند زيارتهم لسيؤول ليُعطي رسالة للشركات الكورية بأن بوابة الدخول تكون عبر هذا الرجل، وبعدئذ إتضح ان هذا الرجل لايملك مؤهلات التلون والسمسرة الأصولية وأراد ان يلهف اللقمة لوحده دون المالكي وأيضاً عرفوا بأنه كان بعثياً مطرودا بتهمة الاختلاس حيث اختفى عن الأنظار ولا أحد يعرف الآن أين إستقر به المقام، السمسار الآخر الذكي والمبدع هو عزت الشابندر الذي تحرك بكل الاتجاهات وبكل البضائع من صفقات السلاح الى عقود تجهيز الديزل الى عقود الكهرباء الى مصفاة ميسان وبشراكة مميزة مع أركان مكتب المالكي وابنه أحمد، ولكي يقوي من موقعه التجاري فقد سمسر في الشأن السياسي والوساطات الفاشلة مع المنطقة الغربية وآخرها مع رافع العيساوي، بينما نجح في تبييض ملف مشعان الذي أغدق عليه مكافئة برقم على يمينه ستة أصفار من الدولارات الأمريكية الفاخرة، وكان الشابندر أذكى من المالكي الذي رماه للمجهول فقفز من السفينة قبل ان يتم عزله حيث نقمة حزب الدعوة كانت تتنامى ضده نتيجة هجومه الفض على حزب الدعوة وعلى حيدر العبادي، إضافة الى ان سلوكه الشخصي ومغامراته الأخلاقية أصبحت محور حديث أركان دولة القانون الذين كانوا يدركون ان المالكي يتصرف ضد ما يطمحون اليه من سلوك سياسي فيه قدر معقول من النظافة وليست سمسرة رخيصة مغلفة بأموال فاسدة ومكتب يتلاعب به الشابندر بالهبات والعطايا الرخيصة، السمسار الآخر هو شفيق ثابت صاحب قناة السومرية، فبالإضافة لعقد مصفاة ميسان الذي لم يتم، فقد سمسر في عقود الكهرباء لمحافظة النجف مب   اشرة وكذلك عقود تجهيز الديزل، حيث يتمتع الرجل بذكاء تجاري وهو ليس بتاجر بل استثمر في قناة تلفزيونية استطاع ان يوظفها بإمرة أحمد المالكي الذي أغدق عليه من العقود واتخذه خليلا في الكثير من السمسرة.

*[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب