التأريخ مقدمة لبناء الحاضر والمستقبل،وكذلك لكل نهاية بداية،تكون إفرازاتها منحصرة وفق الماضي بحسب الأحداث المؤرخة التي تعود بالسلب والأيجاب، ووجود التنقيح والتحقيق في تلك الأحداث وصانعيها أحد أهم المعطيات التي تشد المتلقي الى حضارته ومعرفة عقائده وتأريخه..
ان التحجر الذي أصاب بعض المؤرخين والفقهاء تسبب في ضياع وتزييف الكثير من الحقائق التأريخية بسبب جهلهم وميولهم المفرط للحكام والسلاطين آنذاك، وما زالت الأمة في سبات عميق عن التلاعب والتدليس الذي ورثه الكُتاب والناقلين دون البحث العلمي والتحقيق فيما يحيط بالروايات والظروف التي أدت الى الخيانة العلمية، حتى وصل الأمر بنا الى الإمتعاض والنفور عن القراءة والإستقراء،(لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا و لملئت منهم رعباً)،وهذه الأسباب أتاحت لاصحاب الفكر التيمي أن يُعشعشوا في أذهان الكثيرين تقبل الأوهام والخرافات التي تصب في صقل النفوس على إتباع الهوى والعصبية لتقبل الفكر التكفيري وإقصاء الآخرين..
إن ما تمر به الأمة في حاضرنا من ضياع وتفرقة، يُنذر بمستقبل أسوء بل كارثي إذا ما أُزيح ستار الكم الهائل من التزييف والتدليس، فإننا سوف ندس (السم في عسل) لإجيالنا القادمة ونقدم لهم هذا التناحر الذي جهلنا مخاطره ونعيش تبعاته، لذا يتوجب علينا مراجعة التأريخ من منظور علمي بحت يحكمه العقل والحقائق وبتجرد عن الأوهام والخرافات والسخرية، حتى نكون أكثر دقة في كشف الصالح والطالح وأخذ العظة والعبرة من مجريات التأريخ وشخصياتها، ولا نبقى ضحية كُتاب المال والشهرة والتخندق للفكر التيمي التكفيري..
وهذا الأسلوب العلمي الأخلاقي إعتمده المرجع السيد الصرخي في محاضراته العقائدية والتأريخية التي أغنى فيها الساحة العلمية في عالم النت والمكتبات، حيث ناقش المرجع السيد الصرخي أفكار ابن تيمية وكشف إنحرافها عن خط الإنسانية والتوحيد والعقل، ومخاطرها في زج التكفير والإجرام الدموي في ثقافة المسلمين، مما خلق جماعات متطرفة كالدواعش الذين تغذى إجرامهم الدموي من الفكر التيمي..
ولضرورة مراجعة كتب التأريخ إليكم هذه التقرير الفيديوي الموجز
https://www.youtube.com/watch?v=-RxqZNfSvNc