من يتابع قناة البغدادية وبرامجها الذي يقدمها مجموعة من المذيعين يكتشف بكل يسر وسهولة بان هؤلاء المذيعين هم ناس بعيدون كل البعد عن مهنة الاعلام ، وعلى رأسهم نجم الربيعي الذي اشتهر في الفترة الأخيرة بعد اللقاء المثير للجدل الذي اجراه مع الفريق الركن مهدي الغراوي . يخاطب نجم الربيعي الضيوف الذين يلتقيهم في برنامجه (حوار عراقي) بأبو فلان … ، ويضرب على رجله بيده بقوة بطريقة كوميدية تدعوا الى الضحك والفكاهة عندما لايعجبه جواب الضيف ، ويستخدم الفاظا وامثالا شعبية لايجوز ان تذكر في لقاء تلفزيوني مثل : (اسمك رجل يهواي عن وحشة الليل ) و( الولد بكسر الواو ) وهو وصف للجنود والضباط في الموصل ، و( الحجي بالتفاطين ) وكأنه يريد ان يقول ان اسئلته التي يطرحها على الضيف تأتي وليدة اللحظة ولم يتم تهيأتها مسبقا كما هو معمول في الفضائيات المهنية ومع المذيعين المهنيين، ويقدم للضيوف مقترحات ومشاريع تنموية كبيرة لتطوير العراق ، ويقترح على الضيوف ان يعملوا كذا ولايعملوا كذا وكأنه مستشارهم الخاص ، ويمتدح قناتته الذي يعمل فيها بطريقة تجعل الضيف الوزير يضحك قبل ان يضحك المشاهدون بعبارة (عمرك خسارة لانك لم تشاهد البغدادية) . ويلفظ اسم شركة يابانية بطريقة خاطئة تثير ضحك ضيفه وزير النقل بيان الزبيدي ويبررنجم الربيعي عدم معرفته باللفظ الصحيح لاسم الشركة بانه من العمارة وكأن اهل العمارة لايجيدون تلفظ الكلمات الأجنبية حتى ان الوزير قال له انا أيضا من العمارة وهذا يعني ان الخلل فيك انت يانجم الربيعي وليس في اهل العمارة .
وهو أيضا يثير الضحك والفكاهة عندما يحاور الوزير الضيف في مجال الأرقام الكبيرة مثل الترليون والمليار والمليون وكذلك قيمة الدولار الى الدينار العراقي …اذ نراه خلال المقابلة لايميز بين المليار دينار والمليار دولار واقوى نكتة في هذا المجال هو خلال لقائه مع وزير الهجرة الذي اخبر الربيعي بانه وزارته بحاجة الى عشرة مليارات دولارات لانشاء مشاريع للنازحين وكان الحل لدى نجم الربيعي ولكنه كان حلا كوميديا يدعوا الى الضحك اذ قال الربيعي للوزير بامكانك سيادة الوزير اخذ العشرة مليارات دولار من الخمسين مليار دينار التي يصرفها موظفوا المنطفة الخضراء كنثرية … فكيف يستطيع الوزير اخذ عشرة مليارات دولار من خمسين مليار دينار عراقي؟ولعل اكثر شيء ازعج المشاهدين هو مدحه للبطاقة التموينية للنظام السابق خلال لقائه مع احد الوزراء ،اذ وصفها بالبطاقة النموذجية وانها كانت تحوي على مواد غذائية كثيرة وكانت تسد حاجة المواطن العراقي الذي جوعه ذلك النظام ، متناسيا الربيعي ان البطاقة التموينية لذلك النظام جاءت بعد حروب عبثية أحرقت الأخضر واليابس ودمرت البلاد والعباد ومتناسيا ايضا الثلاث الاف دينار التي كان يتقاضاها الموظف والضابط والأستاذ وغيرهم من أبناء الشعب العراقي كراتبا شهريا، وربما ينطبق على الربيعي المثل المصري الذي يقول: ( اللي اختشوا ماتوا ) .اما لقاء نجم الربيعي بالفريق الركن مهدي الغراوي فكان لقاءا يستحق ان يدخل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية في مجال اللقاءات التليفزيونية الغريبة والمثيرة للجدل من جهة وكذلك المثيرة للسخرية والكوميديا من جهة أخرى … فلأول مرة نرى مذيعا يجري لقاءا تليفزيونا مع قائدا عسكريا ويطلب من الضيف ان يقسم وكأنه في محكمة ولأول مرة أيضا نرى مذيعا بسيطا من مستوى نجم الربيعي يحقق مع الضيف وكأن الضيف متهم والمذيع محقق عدلي …
ولأول مرة أيضا نرى مذيعا يشتم ويستخدم الفاظا غير لائقة خلال اللقاء .ولم يكتفي نجم الربيعي بذلك بل تعدى ذلك الى السخرية من عائلة الغراوي واتهم نجليه الضابطين (رائد ونقيب ) بانهما يضعون الكريم ( الجل ) على شعرهم ولايقومون بواجبهم العسكري كما يجب ، بالإضافة الى قيام الربيعي بالتركيز على نقد المالكي والتهجم عليه في كل صغيرة وكبيرة وكأن الربيعي هو ندا لرئيس الوزراء السابق المالكي . لايخفى على الجميع ان لقاء الربيعي بالغراوي كان لقاءا غير طبيعيا قام خلاله المذيع الربيعي بتجاوزات كثيرة وكبيرة ضد قائدا عسكريا وضد المؤسسة العسكرية العراقية وضد الدولة بشكل عام وضد الذوق العام ، لذا لابد ان تقوم الجهات العراقية المختصة في وزارة الدفاع ورئاسة الوزراء وكذلك المؤسسات الإعلامية الرقابية باتخاذ الإجراءات المناسبة لحفظ هيبة الدولة العراقية من المذيعين الجهلة ومن البغدادية التي تدعي انها قناة الشعب حتى لايتكرر ذلك مع مسؤولين اخرين في المستقبل .وربما يفكر المسؤولون العراقيون وغيرهم مليون مرة قبل ان يوافقوا على ان يكونوا ضيوفا في برنامج نجم الربيعي (حوار عراقي ) في البغدادية .نتمنى للبغدادية ومن خلال رئيسها السيد عون الخشلوك ان تعمل بمهنية وحرفية من خلال اعلاميين مهنيين حقيقيين .
