22 ديسمبر، 2024 11:54 م

مذياع الزناة لايذيع إلا أغاني الزنى !

مذياع الزناة لايذيع إلا أغاني الزنى !

من المفكرين والنقاد الذين لهم دور غير ساند لآلية الحياة الحمقاء عندما تكون بأقدام فولاذية وبأضراس أمامية بارزة لاتصلح لسمة الجمال , بل الى سمة التوحش وقضم نوعين من فرائسها الذين يقعون في اشراك خوفها ومللها ;
الأول : وهم الذين يبحثون عما يمكن سحقه بين اسنانهم البشرية الرقيقة وهم يسلكون الطرق المشروعة ليعطوا الألق لوجوههم ومعنى لصدق إنسانيتهم ليخوضوا الحياة بعيدآ عن الحقد والسوداوية .
أما النوع الثاني ; وهم الذين يقف معهم النقاد والمفكرين بالعون والنصرة ضد حماقات الحكام والمسؤولين الفاسدين الذين أوصلوهم الى ذروة هذا المنحنى بلا دلائل خير الى مستقبلهم , ليكتبوا عنهم بالكلمات التي لاتخرق الحياء وتجاوز الأخلاق , بل تدفع بالإصلاح لكي لاينمو دغل الفساد ويشيخ في مجتمعهم , من دون تلك الكلمات الحيادية سيؤول حتمآ أمر هذا النوع من النقاد والمفكرين الى نوع فظ من البشر يتسم بسمات الضباع وأنيابها القاتلة بدلآ من ان تكون نماذجآ حكيمة يصغي لها الشعب ويبحث عن كتاباتهم .
هؤلاء الضباع الى جوار هياكلهم السياسية يجمعهم بصر اللصوص والحاسدين وبصيرة السلطويين التي تقترن بالغدر ونكران الجميل والمعروف , ليس لديهم اي معيار إنساني لكي يروا به مايجري في بلدهم او مجتمعهم لكي يضعوا كلمات النقد البناء في مواضع الخطأ والإنحراف ليقوّموه خدمة لأجيالهم على الأقل ,
بل تراهم بغبار فكر طائفي حاقد جمعوه من اسلافهم ومن طول مكثهم في البيئة الطائفية العفنة حتى تحولوا الى أصص لأزهار الشر الطائفية لايختلفون فيها عن أصص أزهار الهندوس الشريرة أو الدواعش في كرههم للإسلام .
ويتجلى هذا في كتابات هذا النوع من الكتّاب الضباع المصممة بكلمات ترتبط بصدى طبيعة تجاربهم الشخصية المريضة بكل دلالاتها وبخلوها من الاحتكام الى العقل في نقد آلية الحياة الحمقاء التي يمر بها العراق بشكل خاص لتلائم دعوات الإصلاح وتوحيد الكلمة العليا للشعب والوطن , ولكن مذياع الزناة لايذيع إلا أغاني الزنى .
من النصوص التي تعطي هذا الحضور من الكلمات المريضة وتنقاد الى هذا النوع من هندسة الضباع البشرية الحاقدة والماكثة خلف جدران الوطن , النصوص التي تأتي بالكلمات المبتذلة بحق شخصيات ورموز عراقية لاتستحق ان توصف بها ولايستحق كتابها ان نذكرهم بالأسم ليبقوا بجيفة الطائفية , مجهولين لا تتمناهم الأيدي الغاضبة ,
لأن الكتابة النقدية أولها إرشاد ووصف لحال الخطأ بخلق وبالدليل المادي وآخرها التعبير عن رؤى الكاتب وبخلق أيضآ في طريقة تقويمه وإصلاحه , ولابد ان يكون النص النقدي محصورآ بذلك التعبير وبعيد عن الكلمات المشبعة بالحقد التي تحكم النص بالطائفية والفوضوية الخالية من الأخلاق ومن قوانين الكتابة النقدية.

7 آذار 21