23 ديسمبر، 2024 6:59 ص

مذكرات عراقي في بطن الوحش الأميركي !!

مذكرات عراقي في بطن الوحش الأميركي !!

أطرق رأسه مليا – البريء العراقي الذي أعتقل بوشاية المخبر السري الكيدية حينا من الدهر – ثم شخص ببصره الى السماء بعد ان ذرف دمعات بكبرياء الأسود وأخذ يتمتم بكلمات قالها احد الحكماء يوما ” ملعون في دين الرحمن من يسجن شعباً ، من يخنق فكراً، من يرفع سوطاً، من يُسكت رأياً، من يبني سجناً، من يرفع رايات الطغيان … ملعون في كل الأديان من يُهدر حق الإنسان، حتى لو صلّى أو زكّى أو عاش العُمرَ مع القرآن” كلمات قالها وهو يصيخ السمع بكل جوارحه الى تقرير الكونغرس الأخير بشأن وسائل التعذيب والاستنطاق التي اتبعتها وكالة المخابرات الأميركية CIA ،بحق سجناء سيقوا الى بطن الوحش قسرا في سجون الولايات- المتشددة – الأميركية حول العالم وأشهرها كروبر وبوكا وأبو غريب وسوسة  في العراق  اضافة الى غوانتينامو في كوبا .
نظر الي هنيهة وقال ، صور المعتقلين هيجت جروحا كنت أحسبها إندملت ، جروح تعرضت لبعضها .. هناك في بطن الوحش الأميركي صندوق خشبي مطلي بالأسود من الداخل لا يتسع لك من دون ان تثني ركبتيك الى صدرك ليظل رأسك ملتصقا بالسقف.. هناك كانوا يضعون المعتقل وهو مكبل اليدين الى الخلف مع وضع نظارة قاتمة على عينيه كتلك التي يرتديها سائقو الدراجات النارية ليظل في الصندوق المظلم اسابيع عدة…هناك كان الطعام من غير ملح حتى يهبط ضغط الدم لديه وتخور قواه …هناك كان التواليت لا باب له وأمامك يقف مجند ينظر اليك اثناء قضاء الحاجة… في بطن الوحش كان هناك (الكبس) حيث يثبت المعتقل بالشريط اللاصق على سدية – نقالة – ثم يأتون بأخرى فوقه ويثبتونها بالشريط اللاصق ليشعر بعد سويعات بالاختناق والتنمل في سائر جسده… هناك كانوا يضعون في آذان المعتقل “هيدفون” ويشغلون موسيقى صاخبة جدا ، موسيقى “هافي ميتال” المشتقة من موسيقى البلوز والهارد الروك التي يعشقها عبدة الشيطان والتي تتضمن كلمات كفر وإلحاد وسباب بأقذع الألفاظ ليبدأ المعتقل بالصراخ بعد دقائق معدودة ..هناك كانوا يستخدمون ما يعرف اليوم بالمخدرات الرقمية عبر ذبذبات مختلفة التردد في كل أذن فيما يُطلق عليه “Digital Drugs” أو “iDoser” الأمر الذ يسبب هلاوس سمعية وبصرية ابتكرها العالم الفيزيائي ، هنريش وليام ، لعلاج المرضى الفصام ممن لا يستجيبون للعلاج بالعقاقير ..هناك كانوا يضعون مشاعل حرارية تحت أبط الأسير ويربطون يديه باللاصق ثم يشعلونها حتى تنطفئ بشحم أبطيه الذائب ..هناك كان الجلاد يكفر بالله بعبارة fuck you and Allah والعياذ بالله في حال إستغاث الضحية برب السموات والأرض ..هناك كنا نسمع بكاء النساء وأنينهن في الكامب الى جوارنا …هناك كان الإيهام بالغرق أو ما يطلقون عليه “التعميد بالماء” الذي ينهار جراءه المعتقل بعد 8 دقائق فقط …. هناك استخدموا معنا السحر الأسود والذي كان يمارسه علينا جلاد من أتباع الطائفة الشيطانية التي أسسها ، انتون سزاندور لافي ،في سان فرانسيسكو عام 1966… هناك كان جلادون يرتدون غطاء الرأس اليهودي الأسود ، الكيباه أو الكِبة وبالعبرية: כִּפָּה أو כִּיפָּה …هناك كانت الكلاب البوليسية حاضرة وبقوة لإرهابنا .. !!
أمسكت بالريموت كونترول وادرته على قناة تبث مقاطع عن تقرير الكونغرس مباشرة فأطل علينا مقدم النشرة كعادته مبتسما – بلا حياء – وكأنه يقدم نشرة عن آخر فضائح “هول يهود ” ثم قال بعد ان تنحنح قليلا : ورد في تقرير لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ بشأن أساليب الاستجواب التي استخدمتها وكالة المخابرات المركزية “سى آى إيه” والذي استغرق 4 سنوات بميزانية تقارب 40 مليون دولار إن ” تلك اللحظات شملت عمليات استجواب استمرت لأيام، منها اجبار المعتقلين على الوقوف على أرجل مكسورة جراء التعذيب ، أو قضاء 180 ساعة متتالية من دون نوم، أو وضعهم في سجون باردة للغاية حتى أن أحد المشتبه بهم تجمد حتى الموت أو وضعهم في سجون مظلمة تنعدم معها الرؤيا تماما كما في سجن “حفرة الملح” الذي يطلق عليه سجناء سابقون اسم “سجن الظلام” ، أو وضعهم في غرف مغرقة بالأضواء الساطعة والضوضاء لتضليل المحتجزين او التهديد بإلحاق الأذى بأطفالهم والاعتداء الجنسي على أمهاتهم وقطع حناجرهن وإخضاع السجناء سي لما يسمى بالتغذية الشرجية” لممارسة التحكم الكامل في المعتقل”.
 الغريب في الأمر ان نائب الرئيس الأمريكي السابق، ديك تشيني، وصف التقرير بأنه ” مليء بالحماقة ” لأن تلك التحقيقات ساعدت الولايات المتحدة في القبض على الأوباش الذي قتلوا 3000 شخص في الحادي عشر من سبتمبر” على حد وصفه لافتا الى ان  بوش لم يندم على تلك الانتهاكات لأن ذلك العمل كان مبررا تماما، ويمكن أن يقوم به مجددا !!!!”.
 وبالنقيض  فأن    وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، قال في بيان صحفي، إن  “صدور التقرير يؤكد مجدداً أن أحد نقاط القوة لدى أمريكا هو قدرة نظامنا الديمقراطي على الاعتراف بالخطأ وتصحيح المسار”.
هنا سألني – البريء – الذي سجن ظلما لماذا برأيك تفضح اميركا نفسها ؟ هل تراها ندمت على فعلتها النكراء ؟!
قلت عمرها لم تندم انما هو صراع سياسي لتسقيط الجمهوريين بعد حصولهم على اغلب مقاعد الكونغرس ومجلس الشيوخ ، انه تسقيط يمارسه الديمقراطيون هذه المرة قبيل الانتخابات المقبلة إلى جانب كونها محاولة لرفع شعبية اوباما أو انه محاولة لتدارك الأمر بعد تسريب وثائق سنودن بشأن الاستنطاق .
أميركا تنشر غسيلها بذكر نماذج من التعذيب وان كانت بشعة الا انها لاتمثل سوى غيض من فيض أمام قلع الأظافر وخلع الأكتاف واغتصاب المعتقلين وقلع الأسنان والصعق بالكهرباء والحرق  بالتيزاب والتثقيب بالدريلات الكهربائية وغيرها التي تمارس داخل السجون  في عموم الشرق الأوسط ، وتخفي اميركا وسائل اكثر بشاعة من اساليبها لتظهر للعالم انها اكثر رأفة بالمعتقلين من سواها .
فيما يرى مؤلف كتاب “361 يوما في الجحيم ” الذي طبع باللغة الفنلندية والذي يلخص فضائح سجن ابو غريب الشهيرة ، أن الغاية من نشر الصور هو محاولة لأذلال العرب والمسلمين ، اضافة إلى محاولة استفزاز المقاتلين المناوئين لأميركا ووضعهم في موقف اندفاع عاطفي يغيب معه الوعي لأخذ ثأر المعتقلين والمعتقلات بتهور فيتصرفوا بطريقة تجعلهم يرتكبون حماقات يخسرون جراءها الرأي العام ويشجعون اميركا لشن مزيد من الهجمات على بلدانهم وملئ السجون بأعداد غفيرة اخرى ، ومحاولة من الجلادين لإخافة الرأي العام من سوء المصير في حال وقف بالضد من السياسات الأميركية الهوجاء ، والأهم هو تحضير العالم نفسياً لأمور قادمة ربما تكون أعظم مما توثقه الصور الم