23 ديسمبر، 2024 12:05 ص

مذكرات عاهرة من بلادي في جهاز المخابرات /2 مهزلة التجنيد والمتابعة

مذكرات عاهرة من بلادي في جهاز المخابرات /2 مهزلة التجنيد والمتابعة

التاريخ بشقيه العسكري والسياسي الحديث والقديم على حد سواء , يذكر لنا بأن المرأة والفتاة الفاتنة الجميلة ظلت عنصرآ أساسيآ ومحوريآ وأيقونة جنسية لا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الاحوال في اللعبة الدولية المخابراتية التجسسية , لما لها من تأثير مباشر وواقع السحر على الشخص المراد إسقاطه سياسيآ وأخلاقيآ للسيطرة عليه عاطفيآ وجنسيآ وللحصول منه على كافة المعلومات حسب موقعه العسكري والسياسي أو الوظيفي الحكومي … لقد كان المال والجنس هم الاسلحة الفتاكة العاطفية والمعنوية في إسقاط هؤلاء , وما زالت لغاية يومنا هذا تستخدم اجهزة الدول المخابراتية والاستخبارية لعبة الجنس والمال , حيث لم تتغير قواعد اللعبة كثيرآ منذ القدم لغاية الان , إلا من خلال التطور التكنولوجي التقني في التصوير ,أما الجنس والمال فبقي كما هو دون تغيير يذكر !؟.

وأنا استمع وأدون وأقرأ فصول هذه المذكرات , استوقفتني العديد من محطات روايتها التي مرت بها خلال عملها المرغمة عليه في مجال الدعارة والبغاء لمواجهة الظروف الاجتماعية الصعبة ,وكان من اهمها ــ على الرغم من ان جميع محطاتها شيقة ومثيرة للإهتمام ــ هي طريقة التجنيد الساذجة والغبية التي قام بها جهاز المخابرات لمجموعة من النساء والفتيات , وكان بعضهن من خريجات الجامعات , وقسم منهن في السنة الرابعة الاخيرة من دراستهن ,والتي كان عددهن بالتحديد 23 فتاة , فلم يتم ادخالهن بأي دورة أكاديمية مخابراتية تعتمد على العلوم التقنية الحديثة والحرب النفسية ,وغيرها من الاعداد النفسي والجسدي والمعنوي واللغوي والثقافة والمعرفة لعميل أو جاسوس المخابرات وكما يحدث في طريقة تنشأة الجواسيس والعملاء على أسس أكاديمية علمية رصينة في مدارس المخابرات العالمية مثلآ الروسية والأمريكية والإسرائيلية وغيرها الكثير من مدارس المعسكر الشرقي والغربي وبالأخص ما تم خلال الحرب الباردة , فكل ما تم تدريبهم عليه هي كيفية استغلال الخصم للإيقاع به جنسيآ فقط , ومن خلال عرض مفاتنهن الانثوية وطريقة لبسهم ووضعية الجلوس اثناء اجراء المقابلة الصحفية مع الضحية , حيث تم تزويدهم بهويات خاصة تابعة الى مختلف فروع وهيئات ما تسمى بـ( شبكة الاعلام العراقية ) المثير للدهشة كذلك هو اعتماد المسؤولين على تدريب هذه الفتيات على عرض افلام جنسية صريحة مأخوذة من مواقع الانترنيت لغرض ان يتم مشاهدتهن وتطبيقها بصورة فعلية بعد ذلك على الضحايا !!؟ صحيح أن قسم من الخريجات تم ادخالهن دورات إعلامية وصحفية من خلال معهد التدريب الاعلامي التابع لشبكة الاعلام , وبعد التخرج من الدورة والتي لم تستغرق سوى شهرآ , تم تعين قسم منهن في مديرية المراقبة والمتابعة/288 حيث كانت الواجهة التي من خلالها تسهيل عملهن … المتعارف عليه اكاديميآ وعلميآ بأن اجهزة المخابرات الغربية والشرقية على حد سواء تقوم بتجنيد وتهيئة الجواسيس والعملاء لغرض أن يتم احباط أي محاولة تجسسية محتملة قبل بلوغ هدفها المنشود , وكذلك زرع العملاء والجواسيس في الدول المعادية لغرض تحصين الامن القومي لأي بلد من اخطار عمليات التخريب والتجسس , ولكن ما يثير للسخرية هي ان جهاز المخابرات في العراق يقوم بتهيئة الجواسيس لغرض الايقاع بخصوم رئيس الوزراء وتصويرهم بأوضاع جنسية مع فتيات يتخذن صفة إعلاميات وصحفيات لغرض ان يتم ابتزازهم بعد ذلك خدمة لأهداف سياسية وانتخابية لدورات متتالية لتأيد ترشيحه لمنصب رئيس الوزراء لولاية ثانية وثالثة ورابعة !!؟ ومن خلال مقولته الشهيرة التي قال فيها ” هو أكو واحد يكدر يأخذه منا حتى نطيه ” .
صحيح ان بعد الغزو والاحتلال الامريكي تم اعادة تنظيم جهاز المخابرات على اسس علمية وأكاديمية ومن خلال المدرسة الامريكية والبريطانية ,وكان للواء الركن محمد عبد الله الشهواني بصمة واضحة على جميع مديرات وفروع الجهاز ,حيث تم تزويده بأحدث الاجهزة والمعدات التقنية التجسسية والمعلوماتية , وتم ادخال معظم منتسبين وموظفين وضباط الجهاز بدورات داخلية وخارجية تشرف عليها مباشرة المخابرات الامريكية والبريطانية , ولكن الانتكاسة الحقيقية التي حدثت لجهاز المخابرات بعد ان تم استقالة الشهواني من الجهاز وخروجه من العراق مباشرة في حينها نتيجة المشادة الكلامية الحادة التي حدثت بينه وبين رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وتقديمه الادلة والقرائن على ان تنظيم القاعدة له صلات وثيقة بالحرس الثوري الايراني ويلقى الدعم والإسناد منهم , ومن بعض الاحزاب وميليشياتها بعد تفجيرات الاربعاء الدامي يوم 19 اب 2009 والذي استهدف في حينها تفجيرات انتحارية بشاحنات مفخخة كل من وزارتي المالية والخارجية مما خلف سقوط المئات من الضحايا والجرحى …
المفروض والمفروغ منه جدليآ ان يتم استغلال كافة امكانيات جهاز المخابرات (العراقي) البشرية والتقنية والمعلوماتية في احباط أي عمليات تجسس او تخريب وتفجيرات ارهابية , ولكن رئيس الوزراء السابق سخر جميع امكانيات الجهاز لغرض الايقاع بخصومه السياسيين , وحتى من اقرب الناس اليه ومن حزبه (الدعوة الاسلامية / المقر العام) لغرض التجسس عليهم وتصويرهم بأوضاع جنسية لغرض ابتزازهم , ولكن الانتكاسة الكبرى التي حدثت في عمل الجهاز عندما شنت قيادات وميليشيات حزب الدعوة بعد سيطرتها على جهاز المخابرات باجتثاث وتصفية وطرد جميع الموظفين والضباط السنة تحديدآ وبأوامر ديوانية مباشرة من رئاسة الوزراء , حيث تم تشكيل لجنة خاصة لهذا الغرض وكان على راس اللجنة كل من سمير حداد مدير عام الدائرة الادارية والمالية وجودت القريشي مدير الدائرة القانونية وماضي الحسناوي مدير الاستخبارات في الجهاز وجبار الموسوي مدير عام امن الجهاز وعلي الموسوي مدير مكتب قائد العمليات الخاصة والفريق قاسم المكصوصي مدير العمليات , حيث قاموا هؤلاء بعملية اعادة تنظيم وتفكيك الجهاز على اساس طائفي وحزبي وعشائري ومناطقي وعائلي , واستبدالهم بإتباع ومؤيدين والمنتمين لحزب الدعوة , ومعظمهم لا يحملون شهادة دراسية بل ان العشرات منهم لا يقرأ أو يكتب حيث بلغ عددهم اكثر من ستة لآلاف وثلاثمائة منتسب وموظف وضابط وتم اعطاء اغلبهم رتب عسكرية حتى مع وجود اللواء زهير الغرباوي رئيساً للجهاز فكان موقعه فقط مجرد واجهة فقط لا غير.
الامر الاخر الذي أطلعت عليه من خلال هذه المذكرات ولفت انتباهي هي المحاولة الحثيثة والمستمية والأوامر المباشرة التي صدرت من رئيس الوزراء السابق إلى المسؤولين في جهاز المخابرات عن هؤلاء الفتيات إلى ضرورة الإيقاع بجميع قيادات الحزب الاسلامي وبالأخص وتحديدآ بالسيد طارق الهاشمي نائب الرئيس السابق مهما بلغ الامر , ولكن حسب قولها جميع المحاولات باءت بالفشل نظرآ للأتزامه الديني والأخلاقي وحسن سمعته وطريقة تعامله مع الاخريين حيث كانت لديه من الكاريزما والفراسة ان يكشف حقيقة الاخر مهما حاول اخفائها , ولكن في المقابل أن معظم المحاولات مع نواب ووزراء ومسولين وقادة عسكريين وبالأخص المعممين منهم تحديدآ قد نجحن ناجح باهر وتم تصويرهم وهم يمارسون الجنس معنا … يتــبــع …