26 نوفمبر، 2024 10:16 ص
Search
Close this search box.

 مذابح الأرمن / الوجه الحقيقي لتركيا اليوم

 مذابح الأرمن / الوجه الحقيقي لتركيا اليوم

مع أشارات للتخلخل  السكاني المسيحي في تركيا
أستهلال:وددت أن أكتب عن هذا الموضوع الكارثي ، وذلك بمناسبة مرور حوالي قرن كامل على الواقعة ، فمذابح الأرمن تعد من أكبر وأفظع المذابح التي حدثت في التأريخ البشري ، ومقالي هذا يعد أستكمالا  لما كتب عن هذه التراجيديا ، عسى أن تكون مساهمتي أضافة متواضعة عن هذا الحدث الجلل ، الذي هز  الأنسانية منذ قرن ولا يزال ، وأيضا لأسجل موقفا أيجابيا من الشعب الأرمني المكلوم ، كما أنه بالوقت نفسه وفاءا لأصدقائي من الأرمن ..
المقدمة:
القسوة الوحشية والعنف المفرط والصلب وبقر البطون والأغتصاب والحرق والتجويع والتنكيل…  والتهجير والترحيل بمسيرات جماعية موجهة الى المجهول بلا أي مأكل او مشرب بهدف الموت ، هي أقل ما توصف بها  المذبحة التي قامت بها الدولة العثمانية بحق الأرمن ، أضافة الى تصفية طوابير من المسيحيين / الكلدان والسريان و الأشوريين و اليونانيين .. ، فهي تصفية بشرية عرقية دينية ، قام بها الأتراك ، متجردين من الرحمة ومن أي حس أنساني ، ويشكل يوم 24 نيسان 1915 بداية للكارثة الأنسانية ، حيث قام الأتراك بالتعاون مع عشائر كردية بإبادة مئات القرى الأرمينية شرقي البلاد في محاولة لتغيير ديموغرافية تلك المناطق لأعتقادهم أن هؤلاء قد يتعاونون مع الروس والثوار الأرمن ،  وأستمرت المذبحة حتى عام 1922 / أثناء عهد أتاتورك  ( مصادرأخرى تشير الى أن المذبحة حدثت بين عام 1894 حتي عام 1915 وما بعده – وديع طعمة / موقع التيار الديمقراطي ) .. المذبحة ستظل وصمة عار على جبين التأريخ التركي / العثماني على مدى الدهور ،  فالمذابح كانت أفظع من مأساوية ، وأكثر شراسة ووحشية من مما تقوم به الحيوانات المفترسة ، لأنه حتى الحيوانات لديها نوعا من العطف والرأفة والحنان فيما بينها ، أو على مالكيها من البشر ، وفي بعض الأحيان تجاه فرائسها ، ولكن يبقى الأنسان عندما يتوحش فأنه يفوق بتوحشه الحيوانات الأكثر فتكا ، لذا يقال فلان ” أستذأب  أو  تنمر ” ، ولكن ما قاموا به الأتراك ليس أستذأبا ولا تنمرا  ، بل تجبنا وحشيا فظيعا تجاه شعبا أمنا أعزل !!
تنويه:
سوف لن أتناول بهذا المقال سرد وقائع تراجيديا المذبحة تأريخيا / أي وصف الواقعة كيف جرت ألا لغرض السند والأستشهاد ، لأن السرد التأريخي للمذبحة متوفر للقراء في بطون الكتب ، حيث تناولها الكثير من الكتاب والباحثين والمهتمين بمقالات وبحوث ودراسات عديدة .. ، وكذلك هي معروضة على صفحات المواقع الألكترونية ، ولكني بمقالي هذا ، سأضع قراءتي الخاصة للمذبحة / وأنعكاسه على التخلخل السكاني المسيحي في تركيا ..
النص:
المحورالاول / التخلخل السكاني المسيحي :
بداية أرى تخلخلا في الوجود المسيحي في تركيا اليوم !! ولمعرفة هذا التخلخل لا بد لنا أن نرجع بعجلة  التأريخ الى الوراء ، لمعرفة السبب الذي أدى الى هذا التخلخل / عدم التوازن السكاني ، ومن أجل الدخول الى صلب الموضوع ، أرى أن نتساأل عن الوجود المسيحي في تركيا ككم / سابقا وحاليا ، بل بالأحرى عن المسيحية ، ثم نحلل الوضع ، ولكي نصل الى النتيجة ، لا بد لنا أن نستعرض النقاط الأتية :                                                                                                                                                          *  في عام 330 قام الإمبراطور قسطنطين بنقل العاصمة من روما إلى القسطنطينية / التي تدعى حاليا  أستانبول  ( القسطنطينية هي عاصمة الأمبراطورية الرومانية خلال الفترة التي تمتد من عام 335م  إلى عام  395م  وعاصمة الدولة البيزنطية من 395 م إلى 1453م ، و حين فتحها العثمانيون  ، و دخل محمد الفاتح  القسطنطينية ، أطلق عليها إسلامبول أو الآستانة ، وبدخوله صارت المدينة عاصمة السلطنة العثمانية ، وغُيّر اسمها في  عام 1930م إلى إسطنبول ضمن إصلاحات كمال أتاتورك القومية ) ، القسطنطينية كانت أنذاك محور المسيحية الشرقية  ومركز حضاري عالمي ، وأضحت أعظم مدن العالم في ذلك العصر ، أذن كانت القسطنطينية مهدا للمسيحية منذ عام 330 للميلاد ، ومن المؤكد شكل المسيحيون نسبة كبيرة من السكان / وكان هذا قبل ظهور الأسلام  بقرون..                                                                                                                                               *  ولو أقتربنا من بداية توقيت المذبحة / 25.04.1915  ، نرى أن  المسيحيون يشكلون حوالي 33% من سكان تركيا الحالية  ، وكان ذلك في بداية القرن العشرين وقبل وقوع المذبحة .       *  في عام 2013 / بدايات القرن الواحد والعشرين ، قدرت الجهات الأحصائية عدد نفوس تركيا ب 77 مليون نسمة.
*  أما تركيا اليوم ، فيتراوح أعداد المسيحيين فيها ، وبحسب دراسات مختلفة بين ( 120,000  – 310,000 نسمة  ) ، منهم 80,000 من أتباع كنيسة الأرمن الأرثوذكس ، 40,000  أتباع الكنيسة الكاثوليكية ، منهم 5,000 شخص ينتمي إلى الكنائس الكاثوليكية الشرقية و22,000 من أتباع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية منهم 8,000  روم أنطاكي  و4,000 يوناني أرثوذكسي فضلًا عن 17,000 من أتباع الكنيسة السريانية الأرثوذكسية ، وطوائف أخرى .. ( التفاصيل والنسب والاحصائيات السابقة أخذت بتصرف من / موقع الويكيبيديا ، و موقع sky news ، والموقع الألكتروني/   linga .org  ، مع أضافات لكاتب المقال ) .                                                                                                                 *  وسائل يسأل / وبعملية حسابية أحصائية بسيطة حسب مفهوم الفرضيات  ، أن عدد المسيحيين كان يشكل   33 % من مجموع السكان في بداية القرن العشرين ، فالمفروض أن يكون عددهم الأن كرقم أكثر من 25 مليون نسمة ، هذا لو بقت كل المتغرات و الظروف على حالها لم تتغير ( هذا وفق أحصائيات 2013  / حيث بلغ عدد نفوس تركيا 77 مليون نسمة) وعلى أعتبار ثبات نسبة التغير السكاني.                                                                                                          
1 –  ولو أخذنا بنظر الأعتبار المتغيرات ، كظروف الحروب والكوارث والمجاعات و أنتشار الأمراض وحالات الوفاة وباقي العوامل الأخرى ..                                                                                                                
  2-  وأضفنا أليها ما حصل من جراء أتفاقية التبادل السكاني بين اليونان وتركية / 1923  ، التي وقّعت بين الحكومتين التركيّة واليونانيّة في مدينة لوزان السويسريّة في الثلاثين من كانون الأول 1923  .                                                                                                                    
3-  وأضفنا أليها أيضا عملية التبادل السكاني  لليونانيين الأرثوذكس وبوغروم إسطنبول عام 1955  والتي ادت إلى هجرة أغلبية مسيحيي إسطنبول الى خارج تركيا .                            – فلو كان أجمالي مجموع النقاط الثلاث الأخيرة / المتغيرات يشكل فرضيا ، ( –  18 %  ) / لغرض الجدل .                                                                          – أي أن نسبة السكان المسيحيين ستتغير بالأنخفاض من 33 % الى 15 % / أي ( 33 – 18 = 15 ) ..                                                                                –   وهذا يعني أن عدد نفوس المسيحيين سينخفض من 25 مليون نسمة الى  11550000 مليون نسمة    ( وفق أحصاء 2013 الذي كان عدد نفوس تركيا  يشير الى 77 مليون نسمة ، بضربه ب 15 %  ) ، هذا أذا أخذنا بنظر الأعتبار كل المتغيرات أنفة الذكر .                                                                                                          –  المفاجاة أن عدد نفوس المسيحيين / الأن و حسب أحصاء 2013 هو بين 120.000 الى 310.000 نسمة.                                                                          –  فأين الفرق بعدد سكان المسيحيين البالغ 000 1.2401 مليون نسمة / تقريبا ( وهو حاصل طرح 11.550.000 – 310.000  نسمة ) المفروض أن يكون موجود في تركيا الأن ،…   ** (( فأين تبخر هذا الكم من المسيحيين !! منذ بدايات القرن العشرين وحتى بدايات القرن الواحد والعشرين ، والذي يشكل الأرمن بهم نسبة عالية ، والذي سبب تخلخلا سكانيا لتركيا اليوم !! هذا هو السؤال )) :  أما الجواب فأراه كالأتي:
** أعتقد أن المذبحة التي قدر الباحثين عدد ضحاياها من الأرمن تراوح ما بين 1 مليون و 1.5 مليون نسمة ، أضافة الى عشرات الالاف من مجموعات عرقية مسيحية أخرى / كالسريان والكلدان والآشوريين واليونانيين وغيرهم  ، الذين تم مهاجمتهم وقتلهم من قبل الإمبراطورية العثمانية ، يعاونهم بعض القبائل الكردية ، خلال هذه الفترة… (  نقل بتصرف من مقال من أعداد / ايهاب شوقي – موقع شبكة الاخبار العربية ) ، فالمذبحة لم تكن السبب الوحيد ، لهذا التخلخل السكاني المسيحي  في تركيا ، وذلك لأننا نتكلم عن 11.240.000 مليون مسيحي / بحسابات تقريبية ، كان من المفرروض أن يكون هذا الكم موجود في تركيا  بالقرن الواحد والعشرين ، من ضمن العدد الكلي لنفوس تركيا البالغ 77 مليون نسمة . !!                                     ** فالذي أراه وجود مخطط تركي بسقف زمني ، بدأ تنفيذه بعد المذبحة ، هذه المخطط الممنهج  كان الغرض منه أفراغ المجتمع التركي من المحتوى المسيحي ، الذي يعد مكونا رئيسيا لقرون على هذه الارض ، وأن الواقع الحالي يؤكد هذا الرأي ، حيث أن بعد قرن من المذبحة أصبحت فيه نسبة المسيحيين حتى اقل من مفهوم الاقلية الدينية ، لانها تشكل أقل من  0.003 % من مجموع السكان (  هذا أذا أعتمدنا أن عدد المسيحيين هو 310 ألف نسمة مثلا / حسب أحصاء 2013 ) .
** هذه الخطط الممنهجة شملت .. أضطهادا دينيا للمسيحيين  / خاصة في ممارسة الشعائر الدينية وبناء الكنائس والأديرة ..، المعاملة غير الحسنة للمسيحيين ، حقوق ناقصة للمواطنة ، عدم وجود فرص وظيفية حقيقية للمسيحيين ، عدم أستخدام اللغة الأم للمسيحيين كاللغات  الأرمنية و السريانية .. ، هذه الأمور وغيرها الكثير حدثت بعد المذبحة .. فكل هذا التضييق وغيره أدى بالنتيجة الى دفع المسيحيين الى الهجرة والرحيل القسريين ،  وجعل من تركيا المسيحية تتحول الى تركيا  اليوم / الأسلامية ، الشبه خالية من المسيحيين  ، ” فالمذبحة ” وما تلاها من ” الاسباب المذكورة ” أنفا ، هي التي سببت هذا التخلخل السكاني المسيحي  في تركيا ، وليس المذبحة فقط …
   المحور الثاني / أشارات :
في هذا المحور ، سأتناول بعض المستجدات التي طرأت على ما بعد المذبحة حديثا ، مع بعض المعلومات ذات الصلة بالفاجعة ، وسأطرحها  كأشارات :
**  أن المستقصي لظروف واقعة المذبحة / 25 نيسان 1915 يلاحظ ، غض الطرف الدولي عن الواقعة المأساة ، حيث لم يكن هناك أي تحرك دولي أو أي جهد أممي لمنع المذبحة أو حتى لوقفها أو لمعالجتها في حينها ، حيث أن الموقف الدولي كان سلبيا تماما ،  وقد أشار لذلك / موقع البلد الالكتروني في  5.02.2015 وبين أنه في ..( عام 1915 قام أجداد أردوغان في ظل ” تخاذل دولي ” بتنفيذ أكبر مذبحة في التاريخ البشري للأرمن المعروفة باسم المذبحة الأرمنية أو الجريمة الكبرى.. ) ، وكأن التأريخ يعيد نفسه بدور رجب طيب اردوغان الأقليمي والدولي / وليد العثمانيين ، بخلقه بؤرا للأرهاب في سوريا ومصر ، محاولا أرجاع العهد العثماني الذي ولى .. ويشير نفس المصدر السابق بهذا المفهوم ويبين .. (  تلوح في الأفق مع تطلعات أردوغان في إعادة العهد الدموي للعثمانيين في بعض دول الجوار لتركيا ومحاولاته قيادة أو دعم مليشيات إرهابية في سوريا ومصر وغيرها للقضاء علي كل ما هو مخالف أو مقاوم لأحلامهم و سياساتهم).                                                                           
     **  مارست تركيا نهجا من الوقاحة الدبلوماسية ، حيث طلب رجب طيب أردوغان من  فرنسا  الى وضع واقعة المذبحة جانبا ، ويعد هذا موقفا غير منطقيا وغير مسؤول ، لأن دوليا  كما يقال ” تقوم الدنيا ولا تقعد ” على قتل فرد او عدة أشخاص / كما حدث في اعتداء شارلي أيبدو – 2015 مثلا ، فكيف الحال بقتل تصفوي عرقي ديني طال اكثر من 1.5 أرمني ، أضافة الى مجموعات مسيحية من السريان والكلدان و الاثوريين .. وقد كتبت جريدة الاتحاد / الجريدة المركزية للأتحاد الوطني الكردستاني ، في موقعها  ، بهذا الخصوص (  دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فرنسا إلى تخطي مسألة مذبحة الأرمن في تركيا ، وتجنب الدخول في أي مواجهة سياسية من شأنها أن تؤثر على العلاقات بين البلدين .  وذكرت وكالات الانباء ان أردوغان حث الاتحاد الأوروبي على أن يقف في مواجهة غياب الحكمة في فرنسا ) ، من جانب أخر وبموضوع ذات صلة  ، ( وعد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بان يتصدى بكل قوة لاي حملة تهدف إلى جعل تركيا تعترف بصفة الأبادة لمذابح الأرمن عام 1915 التي تحل ذكراها المئة السنة الحالية ، وقال اردوغان في كلمة امام السفراء الاتراك المجتمعين في انقرة أن ” وزارة الخارجية والمؤسسات المعنية ستتصدى بكل شدة لهذه الادعاءات ” / جريدة الوسط الألكترونية في 6 يناير 2015 ) . هنا نلاحظ أن أردوغان يرغب في أن يسيير العلاقات الدبلوماسية حسب أهوائه ، أملا في اخفاء حقائق المذبحة عن أنظار المجتمع الدولي ، ومؤملا نفسه بأبعاد واقعة المذبحة عن العلاقات الدولية.
**  تحاول الدبلوماسية التركية ، تحسين صورة تركيا دوليا ، وتسعى في الوقت ذاته  لمد جسور التطبيع بينها وبين أرمينيا ، ولكن الجهود بقت دون تطور أيجابي ، وذلك لانه ليس من الطبع الأنساني وضع هكذا حوادث جانبا / أي في ملف النسيان ، وتشير الأخبار الى أن (  الدولتين  الجارين أرمينيا وتركيا  وقعتا في عام 2009 مذكرات تفاهم أطلق عليها ” بروتوكولات زيوريخ ” لتطبيع علاقاتهما ، ولكن لحد الأن برلمان الدولتين لم يصادق عليها … / نقل بتصرف من جريدة الوسط الألكترونية  –  6 يناير 2015  ) .                      
**  تنهج أكثر الدول الأن وسابقا ، نهجا حول أدانة المذبحة الأرمنية ، بكامل وصفها كمحرقة بشرية كارثية بحق الأرمن ، ومجموعات مسيحية أخرى كالسريان والكلدان و الاثوريون واليونانيين .. ، وقد (( صوتت لجنة الشئون الخارجية في الكونغرس الأميركي في 11 تشرين الاول / اكتوبر 2007 باغلبية 27 مقابل 21 صوتا علي مشروع قانون يعتبر ما تعرض له الشعب الأرمني من مجازر علي يد الاتراك العثمانيين عام 1915 ابادة جماعية ” نقل بتصرف من موقع – الهيئة الوطنية الأرمنية للشرق الاوسط  ، عن مقال بقلم  مجدى خليل ، مدير منتدى الشرق الاوسط للحريات )) ، أضافة الى هذا (( قد اعتمد 20 بلدا و 42 ولاية أمريكية قرارات الاعتراف بالإبادة الأرمنية كحدث تاريخي ووصف الحدث بالإبادة الجماعية ، أما المنظمات الدولية التي تعترف رسميا بالإبادة الأرمنية فهي تشمل : الامم المتحدة ، البرلمان الأوروبي ، مجلس أوروبا ، مجلس الكنائس العالمي ، منظمة حقوق الانسان ، جمعية حقوق الإنسان التركية ميركوسور و جمعية الشبان المسيحيين .. / نقل بتصرف من مقال بعنوان مذابح الأتراك بحقّ الأرمن والسريان ، موقع – ملحق أزتاك بالعربي للشؤون الأرمنية . )) ، وحاليا يوجد مطالبات من قبل ناشطين عرب ، يطالبون من دولهم الأعتراف من أن ما حصل للأرمن هو أبادة جماعية منهم  ((  الدكتور رفعت الإمام ، أستاذ التاريخ بكلية الآداب بجامعة دمنهور ، الذي طالب في تصريحات سابقة له بضرورة اعتراف مصر بهذه المذابح ، وهو ما سيجعل العديد من الدول أن تنهج نفس الموقف المصري .. لتظل أزمة الإبادة ما بين المطالبة الأرمنية بالاعتراف بها ، والخوف والتهرب التركي خشية من عدم الانضمام للاتحاد الأوروبي /  منقول بتصرف من مقال للكاتب محمد الليث / منشور بموقع الوطن بتاريخ أبريل 2014 )) .
**  من النشاطات الدولية على مستوى المحكمة الأوربية لحقوق الانسان ، هو ما قامت به المحامية البريطاني ” أمل علم الدين ” / زوجة الممثل جورج كلوني ، (( حيث ترافعت المحامية في ستراسبورغ في القضية المسماة ” دوغو بيرينتشيك ” … علما أن رابطة  ” سويسرا – أرمينيا ” تطالب بإدانة ” المتطرف القومي التركي دوغو بيرينتشيك ”  الذي ينكر المذابح في حق الأرمن ، وتطالب بإدانته بتهمة ” التمييز العنصري” ، حيث دانت المحامية / اللبنانية الأصل ، في مرافعتها الأطراف المعارضة للاعتراف الدولي بمذابح الأرمن على يد الأتراك في مطلع القرن الماضي ، واصفة إياهم بالمنافقين وبأن أعذارهم واهية ، مشيرة إلى أنه ” من المستحيل التشكيك في حقيقة المذابح التي نالت من الأرمن قبل قرن من الزمن ” ، مشددة على حق أرمينيا بقول كلمتها في المحكمة. )) / منقول بتصرف من موقع روسيا اليوم / 1.02.2015 .
**  وقد أضحت المذبحة  ، مضرب الأمثال ، فقد شبّه بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا  تواضروس الثاني ما تعرف إعلاميا ”  بأحداث ماسبيرو ” التي قتل فيها 28 قبطيا إبان حكم المجلس العسكري عام 2011 ،  بمذابح الأرمن التي وقعت عام 1915 ، ( نقل بتصرف من موقع الجزيرة نيت ) ، وأرى من هذا التشبيه حتى ولو جاء من سياق كلام البابا ، فهو دليل على تذكير المجتمع الدولي أن ما وقع هو كارثة بشرية ، ومن الضروري الاستشهاد بها في مجال الفظائع التي تقع بحق البشرية  .                                                 
كلمة أخيرة:
   **  تسعى الجاليات الأرمنية حول العالم من أدانة المذبحة الأرمنية ، وتأمل من تحقيق أثبات المذبحة ، هادفة من هذا الأتي /  وهو على أربع مستويات  :
المستوى الاول : هو الاعتراف بما حدث للأرمن من مذابح وتسجيل ذلك عالميا على انه أبادة جماعية لشعب وامة .
المستوى الثانى : هو الأعتراف بأن هذه الابادة قامت بها تركيا العثمانية ، وان يضغط المجتمع الدولى على تركيا ايضا للاعتراف بذلك .
المستوى الثالث : هو تحميل تركيا المسئولية القانونية وما يترتب عليها من التزامات دولية عن هذه المذابح .
المستوى الرابع : هو تجريم كل من ينكر الهولوكوست الأرمنى كما حدث من قبل مع الهولوكوست اليهودى.  (نقل بتصرف من مقال بقلم / مجدى خليل ، مدير منتدى الشرق الاوسط للحريات  / موقع – الهيئة الوطنية الأرمنية للشرق الاوسط  ) .
**  المجتمع الدولي من الضروري أن يعي تماما أن ما حصل يجب أن لا يتكرر ، وهذا سوف لا يتم ألا بوقفة دولية واحدة ضد التهكم و العنجهية التركية ، فقد أشار د.هاني السباعي / في مقال له على موقع غوغول في 8 مارس 2010  أن (( السلطات العثمانية حينها أدعت ان الأرمن قد تأمروا مع روسيا القيصرية ضد العثمانيين ))  ، فهل هذا سبب موجب لتصفية الأرمن بمذبحة دموية ! .. ثم يضيف (( وحتى الأن فان تركيا تشكل كيانا مصطنعا في الشرق الأوسط وهي محاطة بشعوب تكرهها  ، وهذه الشعوب هي تحديدا السوريين التي سلب الاتراك منهم أقليم الشمال يمين اراضيهم ، واليونان التي ارتكب الاتراك بحقهم مجازر والاكراد والروس والايرانيين الذين يناصبونهم عداء تاريخيا . أن الاتراك شعب دخيل على الشرق الأوسط  وموطنهم الاصلي هو في تركستان شمال ايران .. )) ، يتضح مما سبق أن تركيا ككيان وشعب ونظام  هو دخيل و مصطنع على المنطقة ، ومن الضروري وضع حدود حمراء لتماديه في سياساته ، فيما يخص ما أرتكبه من فظائع سابقا كالمذبحة الأرمنية ، أو ما تقوم به تركيا حاليا بالتنسيق مع قطر .. من دور مشبوه في مصر وسوريا ، أو ما تخطط له مستقبلا .                             
**  وأخيرا ، حول عدد ضحايا المذبحة التي قدرتها الأحصاءات  بين 1 – 1.5 مليون نسمة من الأرمن ، مع كم من المسيحيين / السريان والكلدان والأثوريين و اليونانيين .. والتي أدعت تركيا ((  أنها  ترفض وصف الحدث بالمذابح  ، وتقول إن ما يقارب الــ 300 ألف ارمني فقط قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى  .. /  نقل بتصرف من موقع الكومبس ))  ، ما أرغب بالتعليق به على هذه التصريحات ، هو أن تركيا لم تنكر وقوع ضحايا ، ولكنها رفضت العدد الحقيقي ، كما أنها لم تصف ما وقع بمذبحة .. ولكني أرى بمجرد الاعتراف بهذا العدد الضخم من الضحايا / 300 ألف أرمني ، هو أكبر دليل على أن المذبحة قد وقعت ، لأن تركيا مباشرة أقرت بعدد الضحايا  ، وكما يقال من  ” فمك أدينك  ” !!
النهاية – المذبحة هي السؤال و الجواب :
لكي أختم هذا النص / الكارثي التراجيدي ، أقول .. البعض يقتل فردا بالخطأ وعن غير قصد ، فيتأسف لأهل الضحية طول العمر ، ويبقى أسير فضلهم في حالة العفو عنه ومسامحته ، أو أن يحمد ربه في حال رضوا  أهل الضحية بالتعويض ، مهما كان مقداره ، وأنا أتساءل عن موقف تركيا العثمانية ، ذا الواجهة العلمانية الكاذبة ، وسلطانهم بلباسه الجمهوري ، ذو التوجه الأسلامي المتطرف حتى النخاع ، رجب طيب أردوغان ، أما آن الأوان ، أيها الرئيس ، أن تعترف بجريمة العصر ، ألا تشعر بشى من الأسف وليس الحزن ، لأن  الحزن لأصحاب القلوب الطيبة ، ولكنك يا رجب طيب ” قلبلك غير طيب ” ، هذا في حال كان لك قلب !!

أحدث المقالات