9 أبريل، 2024 9:10 ص
Search
Close this search box.

مدينتي تحلُم…!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

“مدينة الصدر ” تقع شرقي العاصمة بغداد، وتبعد عنها بضع كيلو مترات ،غالبية سكانها من محافظات الجنوب مع أقلية كردية ومن محافظات العراق الأخرى، يبلغ عدد سكانها حالياً ما يقارب (3) ملايين نسمة  ويمكن أن نطلق عليها ” عراق مصغر” بسبب تلك التركيبة السكانية التي تمثل “الفسيفساء العراقي”.
أسسها الرئيس العراقي الراحل” عبد الكريم قاسم ” أو كما يحلو للعراقيين ان يلقبوه “الزعيم”، في ستينيات القرن المنصرم ،وأطلق عليها آنذاك ” مدينة الثورة”.حيث أمر بتوزيع الأراضي على النازحين من محافظات الجنوب بسبب الظلم والحيف الذي تعرضوا له على يد الاقطاعيين والشيوخ  آنذاك.
وصف هؤلاء النازحين بالثوار لأنهم فروا بكرامتهم ، ورفضوا معاملة المتسلطين والشيوخ(ومن هنا جاءت التسمية مدينة الثورة  كما أعتقد) ،فتجمعوا على شكل كتل بشرية في منطقة وسط العاصمة بغداد أطلق عليها (العاصمة والميزره) ، ولكونهم هربوا بأجسادهم أو كما يقول آبائنا بـ(طرك الهدوم ) فبدوا ببناء سكن لهم من جريد النخل والطين تسمى (الصرائف ).
بعد أن استوطنوا الصرائف بدا هاجس العيش يثير قلقهم فهم لا يجيدون عمل سوى الزراعة، فانخرطوا بالعمل كعمال بناء بأجور يومية.
لم يكن الانصهار في مجتمع المدينة شيئاً سهلاً لهؤلاء السكان ،فقد عانوا الكثير من اهالي بغداد القدماء الذين كانوا ينظرون أليهم نظرة دونية ، وتزخر أحاديث البغداديين بجلسات سمرهم بالكثير من القصص عن (اخو كميله ) الكنية التي كان يطلقها البغداديين عليهم .
استطاع “اخو كميله” أن يثبت وجوده ، وسرعان ما احترفوا المهن البغدادية ، مستثمرين تعاطف زعيم الفقراء الراحل عبد الكريم قاسم التي مثلت فترة حكمه نشوء مدينة الثورة ،ما شكل عامل استقطاب للمحافظات الجنوبية ، وسرعان ما تحولت الثورة إلى مدينة مترامية الأطراف.
حاول صدام حسين أن يلصق اسمه بمدينة الثائرين فأسماها بأسمه ، بيد أن سكنتها لم يهضموا تلك التسمية.
بعد سقوط “صدام حسين” أطلق أهالي المدينة اسم (مدينة الصدر) تيمناً بشهيد الجمعة السيد الصدر الثاني (قدس).
لازال أهالي مدينة الصدر الذين مثلوا حطب المشاريع الثورية والسياسية ،لم ينصفهم احد لحد اللحظة على الرغم من أنهم يشكلون السياج الواقي وعصب الحكومة الحالية ،فهم وللأسف كـ  (الأثل الذي يزرع لحماية البساتين)!! يحلمون أن تكون لهم ميزانية تقارب ميزانية إقليم كردستان فهم يقاربون نفوس الإقليم.
فهم يحدثون أنفسهم بميزانية تكون (15 %) ما يعني (22 ) مليار$ ونص من مجموع (150 ) مليار$ ميزانية العراق الكلية ،ولو قسمنا المبلغ على (79 ) قطاع يكون لكل قطاع (285 ) مليون$ ولو قسمنا حصة كل قطاع المتكون من ألف بيت،يحصل كل بيت على (285 ) ألف $ ما قيمته (350 ) مليون دينار عراقي خلال السنة يعني أن دخل العائلة العراقية شهرياً يقارب (17 ) مليون دينار عراقي!!.
قد يعترض على أحلامهم معترض بعدم حساب الخدمات (الماء والكهرباء والصحة والتعليم …والخ)، ولسان حالهم يقول:( عمي انطيني 200 مليون سنوياً واخذ 150 مليون للخدمات )!!.
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب