22 نوفمبر، 2024 6:30 م
Search
Close this search box.

مدينة اور الاثرية، تراث مهمل،وثروة كامنة

مدينة اور الاثرية، تراث مهمل،وثروة كامنة

من يتابع بدقة تأريخ التراث العراقي المهمل، ونرجس هذه الحضارة المفقودة منذ زمن بعيد،لابد لهُ من الوقوف عند مدينة أور الأثرية في الناصرية، وماتحمله من ثروة تفوق الثروة النفطية التي لطالما ضل العراقيين متمسكين بها كمصدر وحيد لميزانيات أنفجارية نعرف قيمتها لكن لانعرف أين تصرف أو بالأحرى أين تهدر!!
وعند تجوالك في باحة هذه المدينة التي ضمت بين ثناياها بيت النبي أبراهيم(ع) والتي يبلغ عمرها (٤٠٠٠ الاف سنة) تشاهد العقلية العراقية التي بنت تلك المدينة المهجورة،ورونق تلك العقلية يكمن بالطريقة الحضارية التي صنعت ذلك التراث الفكري قبل الحضاري، فشبكات الصرف الصحي المصممة أنذاك لازالت فعالة ليومنا هذا، وبطاقتها الطبيعية، والأدهى من ذلك وحسب رواية القائمين عليها هناك، أن مياه الأمطار الأخيرة التي تعرض لها العراق كانت الأشد فتكاً بتلك الشبكات!!
وعلما يبدو أن من صمم ونفذ هذه المنظومات البدائية كان حريصاً على إضهارها بذات المنظر الذي هي عليه الأن،ولم يكن ينظر لما سيجمعه من أرباح وكومشنات، كما يفعل المنفذون اليوم لشبكات الصرف الجديدة،فاللمسات الفنية التي وضعها أولئك البدائيين، لم تستطع صخرة حجي عبعوب ولاغيرها من ايقاف عملها، رغم تباعد المسافات بين الأثنين، وأين هو حجي عبعوب أو گبگوب ليشاهد ذلك ويرحم أبناء جلدته من تفاهات الغش والخداع عليهم،وبزحمة هذه الفنيات الرائعة نشاهد الأهمال الذي تعانيه تلك المدينة، رغم أنها لاتحتاج للأموال الأنفجارية فقط ترتيبات بسيطة إحتراماً لقدسيتها آولاً، وتأريخها ثانياً كأقدم مدينة أثرية على وجه التأريخ،ومارصد لها من مبلغ خيالي قدر ب(٦٠٠ مليار دينار عراقي أو اكثر) يبعث بنا رائحة التفائل أملاً بمشاهدة مدينة متكاملة جاذبة لكل سياح العالم،إذا ماوضفت تلك الأموال بطريقة صحيحة، وبعيداً عن منفذين الصدفة من مقاولين يبدو إنهم إمتهنو السياسة والمقاولات معاً،وليتذكر أبناء العراق إن مدينة صغيرة تقع في جنوب لبنان، كانت موقعاً عسكرياً أستغلت فيما بعد كمنتجع سياحي، تتدر عليهم ملايين الدولات ، فكيف بمدينة تضم بيتاً لأحد أنبياء الأمة، ورمزاً من رموز الكاثوليك في العالم؟
وهذه الثروة الكامنة التي لم يستكشف منها سوى ٥٪ تنتظر المنقذ من أبناءها، ليرسم تأريخاً جديداً لها، بعيداً عن تأريخ القائد الضرورة الذي لازالت خطاباته شاهدة على سنوات من الظلم والتفرد،وصلت لتراث اور والسومريون،وهي دعوة لمن يحاول إيجاد الحلول لمشاكل الأمطار التي أغرقت بغداد وغيرها ليشاهد الطريقة التي صممت بها،وتعميم تجربتها على مدن أخرى، بعيداً عن قادة الصخرة والحفرة  معاً،

أحدث المقالات