24 ديسمبر، 2024 4:59 م

مدينة الشعلة وقصف الدواعش, مؤشرات خطيرة

مدينة الشعلة وقصف الدواعش, مؤشرات خطيرة

أبو عمار كان نائما هو وأطفاله وزوجته, في ليلة شتائية باردة, يسعون للانغماس بالأحلام, بعيدا عن الواقع المر, فإذا بصاروخ كاتيوشا, يبدد سكون الليل إلى صخبا كبير, ويحيل الأحلام إلى كوابيس مرعبة, فتم اقتطاع أيام حياة هذه العائلة, برعونة شخص شاذ, دفعه غبائه, إلى تصديق همس شياطين الإنس, بان جريمته جهاد.
منطقة الشعلة في بغداد, تتعرض بشكل مستمر وعلى مدار الأشهر الأخيرة, لهجمات إرهابية بصواريخ الكاتيوشا, مما أدى لسقوط عشرات الشهداء والجرحى, إحزان متواصلة, وعوائل يحاصرها القلق والرعب, فلا تعلم متى يسقط على بيوتهم صاروخ, يطلقه إرهابي متعطش للدماء, مع غياب الردع الحاسم, لهذا الخرق الكبير, مع إن جغرافية منطقة الشعلة حساسة جدا.
تساؤلات كبيرة تتدافع في ساحة الأفكار, عن الوهن الغريب في أداء المنظومة الأمنية, وعن مؤشرات هذه الإحداث الإرهابية.
القصف المنتظم لمدينة الشعلة, يدعونا للقلق, فهو مؤشر على تواجد تنظيم الدواعش داخل بغداد, وهو ينشط من دون ردع, ويقوم بعمليات إرهابية, بحق أهالي الشعلة, العملية تؤشر وجود سلاح ثقيل, داخل بغداد بيد الدواعش, وشبكة منظمة تؤمن حركة نقل السلاح, والقيام بالعمليات, ثم الاختفاء.
مؤشر أخر , وهو فشل القوة الأمنية في التعامل مع خلايا الإرهاب, في إطراف بغداد, وهذا تهديد مستقبلي مخيف, فقد تتحول هذه الإطراف إلى حاضن كبير لقوة اكبر, قد تشن هجمات إرهابية بحق المناطق القريبة, لتنشر الرعب, وتفك الخناق عن عصابات داعش في المناطق الأخرى, مع محاولة لرفع معنويات تلك العصابات بعد الهزائم المتكررة, إمام قوات الجيش والحشد الشعبي.
قصف منطقة الشعلة يجب إن يكون إنذار كبير, يدفع القوات الأمنية لردع سريع, فقد يتم استهداف مناطق مجاورة, كمدينة الكاظمية المقدسة, والتي لها مكانة مميزة عند كل العراقيين, وقد يكون استهدافها بوابة مرعبة لصراع طائفي, وهو هدف العصابات الإرهابية المنحرفة, لذا يجب الإسراع في تجفيف هذه الجيوب الإرهابية الواقعة داخل بغداد, قبل حصول المحذور.
من المهم تامين العاصمة, وخصوصا إطرافها, التي يحصل من خلالها إطلاق الصواريخ على بعض المناطق,  فأي خرق يمثل فشل كبير للدولة , ولن تنفع كل النجاحات التي تتحقق في كل المناطق, إن حصل مكروه لبغداد, فعصابات داعش هدفها الأكبر زعزعة الأمن والاستقرار داخل العاصمة بغداد.