بين هذه الأعمدة تتداخل أصوات شدت رحال أنينها لساعات توزعت بين أشلاء النخيل وغربة الاشتياق وخرير منفي لماء يتجه إلى الجنوب والوسط والشمال , أنها المنارات وقباب الذين كانوا يستظلون بالتقوى .. مدينة ( الرمادي ) مدينة العز تحولت رخامها أبنيتها إلى أناشيد حزينة وشوارعها تستصرخ ضميراً وقلوباً ودماً توشحت بها أرصفتها المتكسرة انظر ها هم أهلها الطيبون يزيحون غبار ( الحرب الدامية ) بعد أن بدأت الحرب السياسية تعود من جديد إلى هذه المدينة الباسلة العزيزة أو هكذا يبدو , صدق زعيم بريطانيا ورئيس وزرائها السابق ( تشرشل ) عندما قال أن الديمقراطية هي أسوأ نظام في هذا العالم ولا يمكن الأخذ به و لا يمكن أن يطبق على الجميع , ولا ادري لما تذكرت ذاك السؤال !
عذراً لقرائنا الأعزاء أنا لست متشائما ولست من أنصار من يجاهرون بالحقيقة في بداية الطريق ولا أريد هنا أن استفز مشاعر الإخوة الأعزاء لكن واقع الحال يحتم علينا قول الحقيقة عذراً لهذه المقدمة في بداية ( مقالي ) هذا وأتوجه به إلى المهندس قاسم محمد عبد ولطيف الهميم والقادة السياسيين من أبناء مدينة ( الرمادي ) الذين يجتمعون تحت الوصايا ( الإقليمية لدول المنطقة ) المواطن في مدينة ( الرمادي ) اليوم يصاب في حيرة من هذا الأمر في هذه الأيام فتداعيات مثل هكذا لقاءات في مدينة ( الصوفية ) لم يصب الشارع الرمادي بشيء لأن أهل ( الرمادي ) اليوم مهمومون بالعديد من المشاكل الداخلية التي وضعت بداخل منازلهم وان هذه الاجتماعات لم تختلف عن اللقاءات السابقة فعامل الخلاف والاختلاف بين الحكماء والحكام سواء كان منهم من أعضاء مجلس النواب أو الوزراء أو من أعضاء مجلس المحافظة أو من تجار السياسة والأحزاب .. أو من شيوخ الدين والعشيرة من مناطق تلك المدينة .. فأن مكان الاجتماعات و ( المؤتمرات ) واللقاءات والمنصات وطاولات الهبيط .. وحتى يومنا هذا والخلاف لا يبارح طاولات مثل هكذا لقاءات وكانت النتائج تخرج
( اتفقنا على أن لا نتفق ) فبغض النظر عن الأسباب الحقيقية لعقد هذا اللقاء المهم الذي جاء بإرادة نفعية ومصلحيه وعن النتائج التي تتمخض عنها وان كانت مكشوفة إعلامياً ودولياً لا تحتاج إلى تعليق والمستقبل أمامنا , أما كان الأجدر بهؤلاء أن يجدوا حلولاً واضحة تقنع الشارع الرمادي المثقل بالهموم البائسة الآن !
وأهمها امن المدينة وإعادة أهلها الطيبين إلى منازلهم .. وأن الشعب ( الرمادي ) يتملك مشاعر الخيبة والفشل في القضية لان عقد الاجتماعات في هذه الأيام لم يتحقق منها شيء يهم الشعب ( الرمادي ) وهنالك اجتماعات مستمرة للقادة السياسيين في دول الجوار وفي عدد من ( المنتجعات العربية ) لان عقد هذه اللقاءات في المنتجعات لتهدئة الخواطر وراحة الأعصاب ويبدو أن الأماكن السياحية هو المكان الأمثل الذي يلجأ إليه الحكام المنهمكون فهذه ليست المرة الأولى والأخيرة فالقمم واللقاءات التي تقام في هذا المكان وأن كانت كبيرة أو صغيرة فهذا المكان كما يبدو كفيل بأن تلين فيه القلوب وتطيب النفوس وربما غنت فتصبح الأنامل جاهزة وأكثر رقة في التوقيع على الأوراق الناعمة فربما أن رؤية البحر هناك تنسيهم بحار الدم التي تسيل من أبناء( المدينة ) وعدد كبير من مناطق المعمورة وربما أن الهواء النقي هنالك ينسيهم مشاكل قضية
( النازحين ) المهجرين في المخيمات .. وربما هذه المشاهد تنسيهم المشاهد المأساوية لجميع ( أهل الرمادي ) وما يتعرض إليه أبناء هذه المدينة كل يوم ونقول للعالم أن حديقة الأمن اليوم في ( الرمادي ) تنمو وتزدهر بأغصان هذا الشعب المتنوع أذا كانت هنالك عدالة حقيقية تتوزع على الجميع دون الرجوع إلى الحقبة الزمنية الماضية أملنا الوحيد وكل من يعتدي على الأمل يعتدي على الحياة , ويشوه الإنسان ، وكل من يشوه الحقيقة لكي يشن حرباً دينية ونقتل ونشرد ونذبح ونجتث ونقصي ونهجر ونبعد وندمر ونهدم باسم ( الدين السياسي ) فهذه الحرب وان تكن لأجل البقاء ولأجل الحياة فأنها تلحق اشد الضرر بالشعب وتخدم المحتل ( الإيراني – الأمريكي ) ومن يساعده وتحمي موقفه , في الوقت ذاته تمزق القلب الواحد وتدمر حضارة لها أسماؤها وبناتها دفعنا دماء كثيرة لكي تدوم وتبقي بين سائر الأمم مرفوعة عالية , واليوم الحضارة ألعراقيه أمام امتحان صعب يجب على السياسيين سير في الخطوات التالية التضامن بين أفراد الشعب ليكونوا يداً واحدة تضرب بقوة بدل أن نضرب بعضنا بعضا , هذا هو الواقع الناجز الذي يدمر الأعداء التضامن بين العلماء والمفكرين والسياسيين تحت مظلة العراق الواحد لخدمة البلد والشعب ورعاية مصالحه والحفاظ على ثرواته بعيدا عن المحاصة , الإسراع بجلاء أعداء العراق أذا ما اكتملت هذه العوامل وتلاحم الكل لأجل الكل , فأننا سوف ننعم بسلام وامن واستقرار يضمن لجميع طوائف الشعب العراقي العيش بحرية وعدالة تامة دون شرط أو قيد , ولا وصاية من احد صغير ولا كبير قدموها للشعب حتى تبقي الثقة موجودة ومتواصلة بين جميع الأطراف وكان للدور الإعلامي كلمة الفصل في هذه المناسبة وهي صاحبة الحظ الأوفر لكسب ( المواطن الأنباري ) البسيط وهذا ما لاحظناه من خلال استطلاع أراء ( الشارع العراقي )