23 ديسمبر، 2024 12:02 م

مدينة الرمادي  لا تصلح للعيش والسكن !؟

مدينة الرمادي  لا تصلح للعيش والسكن !؟

وانت تتجول في مدينة ( الرمادي ) كبري مدن محافظة الانبار يلفت نظرك بأن هذه المدينة الخالدة كانت عقدة المواصلات بين شرق العراق وغربه وبين شماله وجنوبه , وصدر الرافدين وصحرائها ممتدة في افق ساهر اغلقت ابوابها امام الجميع وأصبحت مدينة اشباح وغير صالحة للعيش والسكن , وتبقى .. الاسئلة بلا اجوبة واضحة فمن المسؤول يا ترى ولماذا هذا التدمير المبرمج لهذه المدينة التي اصبحت شوارعها مقفرة , ابنيتها تهاوت وسقطت وتهدمت .. ازقة لونتها الشعارات المستهلكة .. ومأذن اتعبها الرصاص , اهلها
( يتهمون من يتهمون ) باصطناع هذا الوضع للحيلولة دون استمرار ( الحياة ) في هذه المدينة رغم حالة الامن والامان , لعامة الناس , ومن جهة اخرى تصاعدت وبشكل يدعو الى القلق الشديد وتيرة المواطنين العاطلين عن العمل الذين يشكلون نسبة كبيرة لاكثر من 70% من سكانها بدون مصالح أو عمل حكومي , والدعوة الى ايجاد مخارج وحلول ناجعة تتمكن من ايجاد حلول ناجحة وناجعة لعودة العوائل المهجرة .. وتوفير فرص عمل لهؤلاء المواطنين وضمهم في دوائر الدولة الرسمية وغير الرسمية .. وتوفير الخدمات الاساسية للمواطنين الذين يعانون من هذه الايام فضلاً عن دعوة المسؤولين العراقيين الى بذل أقصى الجهود .. لملمة الصبات الكونكريتية العملاقة والصغيرة من شوارع وثكنات كافة مناطق هذه المدينه وترك ابنائها يعيشون بسلام وتسليم المهام الامنيه الى ابناء ( الأنبار) لكي تصب الجهود المبذولة في مجري تطوير الامكانيات لاحياء هذه المدينة من جديد لكي تكون في المستوي المطلوب فضلا عن .. صرف تعويضات الى اصحاب العمارات والدور السكنية والمحال التجارية التي تضررت من جراء
( العمليات العسكرية )
الوحشية على مناطق هذه المدينة .. وهل أبدو بعيدا عنها أم قريب من مدن مدينتي ( الرمادي )
وفي ظل الأوضاع الغريبة الشاذة التي عانينا منها منذ بدء الاحتلال الذي مضى عليه ( 12) عام لم يبق لنا من ملاذ نلجأ إليه ، أو أمل نتعلق به كلما أطبقت العتمة أعيننا ، غير حبل الذكريات ، ذكريات الأمس ، الزاخر بالحرية والمحبة والألفة والاستقرار, إلا أن هذا التعلق الحالم يسلمنا الى الواقع المر كلما دوي انفجار أو تعالى صوت إطلاق نار وسقوط هاون .. ليؤكد لنا أن الدنيا ليست على خير, بيوت تتهدم ومؤسسات تحرق ، وعقول تنفى وكفاءات تتعرض كل يوم إلى الاغتيال ، وأشباح الرعب تتحول من مدينة الى مدينة أخرى ومن شارع إلى آخر .. فإلى متى نظل عاجزين عن إيقاف معاول الهدم التي لا تبقي على شئ ؟
متى .. ندرك ونعي حجم المؤامرة التي يتعرض اليها بلدنا الحبيب المنكوب ؟
متى .. نقتنع أن واقعنا لا يغيره سحر ساحر، ولا تطبب جراحه قصيدة شاعر ؟
متى .. نتمكن من خلق موازنة هادئة بين عواطفنا وعقولنا ؟
لأننا ، بعيداً عن تلك الموازنة ، لن نفلح في وضع الخطوة الأولي علي أول الطريق الذي يربط الخطوة بالهدف الذي لا نزال نحلم بالوصول إليه ، الخطوة الرصينة التي لا تنزلق في متاهات الطريق والمنعطفات ؟
متى .. نتنبه إلى خطورة ( الألغام ).. عفواً الاحكام التي نصدرها من دون تحسب تجاه كل التوجهات الرامية إلي إصلاح حال البلد ؟
متى .. نمتلك الجرأة على التحرر من المجاملات والنفاق الاجتماعي للعديد من الشرائح السياسيه التي اتخذت من أساليب الرفض ما تعبر من خلالها عن فشلها وعجزها عن تقديم شئ يدعم مسيرة الإصلاح ويرفدها بفعل ايجابي بناء يؤهلها للانضمام الى جانب الشرائح الاجتماعية الإصلاحية ؟
متى .. نتحرر من الحيز الضيق الى الآفاق الواسعة الرحيبة لنتمكن من قبول الآراء الحرة الصحيحة بصرف النظرعن عائدية تلك الآراء ومرجعياتها الحزبية أو الطائفية أو العرقية ؟
متى .. نحرص على تحمل مسؤولياتنا ، كل حسب موقعه ، ونعمل بنية صادقة ، لا تركن الى صغائر الأمور، لكي يكمل بعضنا بعضاً ولكي نبني عراقاً جديداً ذات كيان موحد يتسع لاستيعاب مختلف الأفكار السياسية والدينية البناءة ؟
متى .. تحقق هذه ( الأمنيات ) موعدها مع الفجر ؟ فجر التوحد والتآخي والتآلف ، فجر العمل الصادق الدؤوب على تحويل ( حقول الألغام ) إلى ميادين أعمال مخلصة ، وحقول خصب ونماء