إذ لا يمكن للمنضم أو المنتمي أو المعين في حكومة ما أو مجلس ما ألا يكون مُلمــّـاً بأبسط قواعد العمل السياسي والتعرف والتحاور بالمصطلحات السياسية .. ويؤكد الكثير من المؤرخين أنَّ العلوم السياسية تعتبر من أقدم العلوم الإنسانية في التاريخ .. و( جامعة الأنبار ) الصابرة افتتحت منذ سنوات قسماً للعلوم السياسية في ( كلية القانون ) وأعدت خططاً متكاملة لاستحداث أول كلية علوم سياسية في الجامعة بإذن الله عن قريب جداً .. وهذه العلوم التي ذُكرت تُنفذ مفردات علمية منها نظري ومنها عملي ، الأهم أنَّنا لا يمكن أن نصل إلى حل أي مشكلة أو معضلة إلا بتحديد أسبابها ، فالأطباء مثلاً لا يمكن لهم إجراء عملية جراحية إلا بعد تشخيص المرض كي يتمكنوا من إجراء عملية ناجحة والأمر كذلك مع الجميع .. لا يمكن التحدث عن حلول إلا بالبحث وتشخيص الخلل عكس ما يحدث تماماً في العراق وعلى وجه التحديد في ( الرُمادي ) حين تكررت واعادة نفس الوجوه ونفس العملاء ونفس الخونة ونفس الجواسيس للإدلاء بتصريحاتهم المتأخرة الغبية عما يجري في ( الرُمادي ) أما آن لهؤلاء القابعين في أربيل وعمان ودبي وإسطنبول الكف عن هذا ( التمثرد) و( التملص) و( التفصعن ) !ماذا يريد هذا المسؤول أو ذلك الشيخ أو آخر يعتقد أنه محلل سياسي !وهو أمّي متخلف متهور لا يفقه حرفاً من حروف السياسة .. الأجدر بهم أن ينكفأوا ويعودوا أدراجهم في فنادق الدرجة الأولى والبارات والبيوت الحمراء وأن يجتمعوا مع اللصوص أمثالهم .. فالرُمادي تحولت إلى آثار وأهلها باتوا لاجئين نازحين يبحثون عن أرضٍ تأويهم .. والأجدر بمن يعتقد مِن هؤلاء الّذين يحجزون برامج الفضائيات لعرض بطولاتهم الكارتونية وتحليلاتهم المضحكة .. عليهم العودة إلى العصابات التي خرَّجتهم وزعمائها الموزعين بين مجلس النواب والمحافظة والوزارات ممن يعتقد أنه يمثل أبناء الرُمادي ..أقول لهؤلاء .. العضو الفلاني والشيخ الفلانيو( السياسي) الفلاني و( المحلل ) الفلاني إتركوا الأمر للنازحين .. فالنزوح علمٌ إنساني كامل .. والنازحون من الأنبار لهم الحق وحدهم بالتحدث والتحليل والأمر والنهي والقرار .. فبينهم ثلةٌ من الأساتذة المتخصصين والعلماء والمفكرين في الفكر السياسي وفي إيجاد الحلول الحقيقية لجملة الكوارث التي وقعت على الرُمادي وعلى بقية مدن الأنبار وعلى أهلنا فيها .. فكيفّ يمكن لمحامي فاشل أو ضابط هارب أو مقاول سارق أو عميل متقاعد أن يصبح بين ليلة وضحاها محللاً سياسياً وصدق شاعرنا محمود سامي البارودي رحمه الله حين قال .. أبى الدهرُ إلا أن يَسودَ وضيعُهُ ويملكَ أعناقَ المطالبِ وَغدُهُ ..