اقدمت محافظة ذي قار باستثمار مدينة الالعاب في المحافظة بعد ان حرمت من وجود الامكنة الترفيهية الخضراء ابان العصر المظلم، وكان استثمارها نقطة تحول مهمة حرص القائمون على ان تضاهي مدن الالعاب المنتشرة في عموم العراق، وكنا نرقب بأمل ان يتوج هذا الجهد ليكون ملاذا حقيقيا وفعليا لعوائلنا واطفالنا، لانها تعد المساحة الوحيدة في المحافظة، وبالفعل بدأت عجلة البناء في الدوران وتحقق ما كنا نصبو اليه ونأمله، فكانت مدينة الالعاب في محافظة ذي قار شموع متقدة تجذب اليها الفراشات، ليس جميع الفراشات بالتأكيد انما الفقير منها الذي لا يملك ما يخوله الدخول الى المدينة التي طالما حلمنا بها.
استقطبت مدينة الالعاب السفرات المدرسية جميعها وعقد الاجتماعات والحفلات الرسمية وغير الرسمية التي تقيمها منظمات المجتمع المدني والحفلات ووووالخ، ليس لما توفره من امكانيات وخدمات، بل لانها الوحيدة، وتلاشى الحلم ايام العيد بعد ان فرضت ادارة المدينة مبلغ 3000 دينار للدخول الى المدينة!! وهذا حصل ليس في دهاليز ومخابئ غير واضحة وبعيدة بل على مرآى ومسمع من الحكومة المحلية التي كنا ننتظر ان تقدم ما يمنع او تحدد سعر تذكرة الدخول، حتى شعرنا بانها مستفيدة ولا تملك سلطة المنع، فربما تتضرر مؤتمراتها وحفلاتها في حال ضغطت على ادارة مدينة الالعاب، او انها لم تحدد شروطا تقنن عملية الاستثمار فعاث الاخوان فسادا حتى اوصلوا سعر التذكرة الى ما وصلت اليه.
محافظة ذي قار واحدة من محافظات العراق، ويشاع عنها انها ارخص المحافظات من ناحية الخضروات والفواكه والاليجارات حتى اجرة التاكسي لا تصل ربع ما في العاصمة بغداد، والغريب ان سعر التذكرة في العاصمة بغداد لا يصل اطلاقا الى 3000 دينار حتى في المناطق التي تسمى بـ(الراقية) ولا حتى في الحدائق الاهلية، فضلا عن ان دخل الفرد في المحافظة اقل منه بالنسبة لمن يسكن العاصمة وهذا السعر الذي فرضته الادارة لا يتناسب مع مدخولات العائلة المتوسطة فكيف بالفقيرة؟ اذا كانت عائلة متكونة من خمسة اشخاص الحد الاوسط لجميع العوائل يحتاج فقط لدخول المدينة الى 15000 الف دينار!!!! مع الاخذ بنظر الاعتبار اسعار الالعاب والمشروبات الغازية والماء والطعام كل شيء في مدينة الالعاب لا يناسب مدخولات الفرد في المحافظة، وفي النهاية تجد العائلة مضطرة لتدفع خمسين الى مئة الف دينار للترفيه البسيط عن نفسها وعن اطفالها!!!.
قانون الاستثمار لابد له من فرض ما يناسب المحافظة لا ما يثقل كاهل العائلة العراقية، وربما يقول البعض انت لست مجبرا على الذهاب الى تلك الامكنة الغالية، والجواب اذا كانت المتنفس الوحيد في المحافظة اين يا ترى تقضي العائلة العيد؟!! ثم فليسأل القائل اطفاله عن رغبتهم في الذهاب الى مدينة الالعاب سواء كان في الايام الاعتيادية او ايام العيد واكتفي حينها بما يقول!!!؟.
الفقراء يا حكومتنا يستحقون ان يقضوا عطلة شهرية او حتى سنوية بصحبة اطفالهم لارتياد تلك الاماكن حالهم في ذلك حال اطفالكم يملكون ذات الرغبة ونفس الانفعال وصدقوني انا متمكن ولا اتكلم بذلك لنفسي بل لاؤلئك الاطفال الذين رايتهم يتشبثون بسياج المدينة يريدون النفاد منه ليصلوا اقرانهم…. استجيبوا لهم فانتم مسؤولون عن ذلك…والله من وراء القصد.